الاعتذار يا وزير الإعلام ليس عيبًا!
لكل مسئول كبوة، وهفوة، ولكن أن يصل الأمر بوزير يتفوه بكلمات، أقل ما يمكن أن توصف أنها إيحاءات جنسية، فهذا ما لا يسكت عليه، فإن كنا دائما ما نستخدم عبارة "المسكوت عنه" فى الأمور التى نخشى الكلام عن تفاصيلها خشية جرح مشاعر البعض خاصة فى الأمور التى تتعلق بالأخلاق .
فإن ما صدر من وزير الإعلام صلاح عبد المقصود لا يجب أن يدرج فى خانة المسكوت عنه من الأمور فهو قصد إيحاء جنسيا، لا كلمة لمنع الصحفية التى سألته "هيه فين حرية الصحافة " من أن تستطرد فى الأسئلة أو تصر على الحصول منه على إجابة ..
نعم هو قصد أن يحرجها بعبارة "ابقى تعالى أقلك هيه فين " .. وإن كان فى هذا الوطن حكم عادل يجب أن يخرج علينا الوزير ليعتذر احتراما لكل شاب صحفى، احتراما لمهنة هو أحد أبنائها، احتراما لجائزة نعتبرها نبراسا على رؤوسنا وهى جائزة مصطفى وعلى أمين التى حضرها وأساء فيها للصحفية ..
هو حر فى أن يتحدث مع إعلاميين وإعلاميات على الفضائيات العربية فهم يستطيعون الرد على الهواء مباشرة أو فى التسجيل أو الكواليس كما حدث مع إحدى المذيعات عندما قال لها أنت ساخنة مثل أسئلتك فقالت أسئلتى فقط..
الوزير صلاح عبد المقصود الذى تعلو جبهته علامة الصلاة وينتمى لحزب الإخوان المسلمين ونعتبره أحد الرجال المحترمين فى هذه المهنة ما كان يجب أن يصل به عدم التركيز إلى إهانة لفتاة حصلت من قبل على جائزة مصطفى وعلى أمين الصحفية، ذهبت لتكرم لا لتهان، فعفوا يا سيادة الوزير هناك تقليد فى مثل هذه الأمور يسمونه فى علم أولاد البلد "الاعتذار" ..
ليس للصحفيين ولا للإعلاميين ولكن إلى شخص هذه الفتاة حتى ولو باتصال تليفونى، فماذا لو كنت نقيبا للصحفيين الذين أحبوك وكنت أحد من نفضلك على الكثيرين فتحصد أصواتنا وتحقق مراكز متقدمة بين الأعضاء لأننا نثق فيك وفى قدرتك على الأخذ بيد الشباب.
ماذا لو كنت نقيبا لهذه الفتاة .. هل كنت ستدافع عنها لو أن شخصا آخر أهانها بعبارة جارحة .. أو خارجة.. والفرق بين الكلمتين نقطة واحدة، والمناصب لا تدوم بل تبقى سير الناس، وعلاقاتهم الطيبة، فقد خرج من وزارة الإعلام من كانوا أباطرة يتحكمون فى مصائر الكثيرين .. تبقى كلمة طيبة فقط، ولا يقلل من قيمتك ولا شأنك أن تعتذر عن خطأ كلنا سمعناه وشعرنا بفداحته كونه يحمل إهانة لجيل يحمل بداخله جرأة السؤال،لا انكسار الخوف الذى عشناه فى زمن أسود!
