رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

حمدين صباحي لـ«سطوطة الفنجري»: عندنا برلمان تايه وحكومة لا بتقدم ولا بتأخر

فيتو

الصدفة وحدها هي التي جمعتنى بصديقى العزيز «حمدين صباحى» المرشح السابق للانتخابات الرئاسية وصاحب أقل نسبة تصويت في الإعادة بين مرشحين رئاسيين على مستوى العالم.. حيث كنا ضمن المدعوين في حفل زفاف نجل أحد رجال الأعمال البارزين المنتمين قلبا وقالبا لعهد الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك.


لم أكن أتوقع حضور صباحى المناضل الثورى وسط هذه الكوكبة من المدعوين الذين في معظمهم من خريجى سجنى طرة والمزرعة بعد انتهاء مفعول المأسوف عليها ثورة يناير.. وبعد البوفيه المفتوح والسلامات والتحيات بالمدعوين والمدعوات لمحت حمدين يأخذ جانبا مع نفسه فاتجهت نحوه وكان لى معه هذا الحوار:

قلت: طب لما أنت مش لاقى نفسك وسط الناس دى.. جاى الفرح دا ليه يا راجل أنت؟!
قال: أهلا يا سطوطة هانم اتفضلى.. بس من غير لماضة وحيات أبوكى!
قلت: بقى يا راجل مش هما دول اللى أنت عملت عليهم ثورة؟!
قال: عملنا ثورة على نظام فاسد مش على أشخاص يا سطوطة.
قلت: طب إيه بقى.. غايب عننا ليه من ساعة الانتخابات الرئاسية؟!
قال: كلامى بقى تقيل على كل الناس.. تقيل على اللى في السلطة وتقيل على المعارضة.. لدرجة إنى حسيت إنى بقيت تقيل على الشعب نفسه.. علشان كدا اخترت السكات.
قلت: بس البلد محتاجة حد يتكلم.. الشعب عايز لسان ينطق بيه.. عايز صوت يصرخ بيه يا عم حمدين!
قال: مع حكومة زى دى وبرلمان زى ده.. مافيش فايدة من الصراخ.. الصبر وحده هو مفتاح الفرج!
قلت: يعنى نمشى بالمثل الشعبى اللى بيقول «أصبر على.....» مش كدا برضو؟!
قال: ربنا يكون في عون الرئيس السيسي على الناس اللى بتشتغل معاه دى!
قلت: طب إيه الحل في الغلاء اللى احنا فيه ده.. إمتى البلد هيبقى فيه سياحة واستثمار؟!
قال: شوفى يا ستى.. أنا هحكيلك حكاية وإنتى هتفهمى منها كل حاجة.
قلت: قول ياسيدى وانا سامعاك أهوه.

قال: كان فيه واحد راكب منطاد.. وكان على ارتفاع بسيط من الأرض.. وكان واضحا أنه تائه.. وتتجاذبه الرياح يمينا وشمالا.. عندها رأى شخصا يسير على الأرض ويبدو من مظهره أنه خبير بالمكان.. فبادره بالسؤال: لو سمحت أنا فين بالضبط؟
فنظر الرجل للأعلى وأخرج من جيبه بوصلة قياس وجهازا إلكترونيًا حديثا وأخذ يسجل عدة قياسات ويدونها على ورقة.. وفى النهاية قال له: أنت على ارتفاع 50 مترا من الأرض وفى خط طول 20 شرقا وخط عرض 35 شمالا.
وهنا رد عليه الرجل الذي بالمنطاد: أنت بالتأكيد وزير!
قال الرجل: فعلا أنا وزير.. ولكن كيف عرفت؟
فقال صاحب المنطاد: لأنى سألتك عن مكانى وفى أي منطقة أنا الآن فقلت لى معلومات صحيحة ولكنها غير مفيدة.
وهنا قال له الوزير وأنت بالتأكيد نائب في البرلمان!
فتعجب الرجل بالمنطاد وقال له: فعلا.. وكيف عرفت؟
فقال له الرجل: لأنك لا تعرف أين أنت.. ولا أين تريد أن تذهب.. وتلقى باللوم على الآخرين».
ها.. فهمتى حاجة يا ست سطوطة؟!

قلت: تعدمنى لو كنت فاهمة حاجة!
قال: يعنى أنا عايز أقولك إن الكثيرين ممن يشغلون المناصب لا يعرفون أبسط مقومات عملهم ولا فائدة القرارات التي يصدرونها للآخرين.. واحنا من الآخر.. عندنا برلمان تايه وحكومة لا بتقدم ولا بتأخر!
قلت: ياريت ياخويا المنطاد ياخدهم السودان ويريحنا منهم!
Advertisements
الجريدة الرسمية