بالصور.. «اصنع فلك» مبادرة طالبة لمحاربة الجهل والفقر بـ«الأمل»
على أطراف محافظة القليوبية، بالتحديد في قرية "طحانوب" كانت "ياسمين" الطالبة في الثانوية العامة، تعلق قلبها بـ"أحمد الشقيري" صاحب البرامج الإعلامية ذات الطابع الاجتماعي والتي تهدف لتوعية الشباب ورفع همتهم لتحلم ياسمين بأن تحول كلمات الشقيري إلى واقعا ملموس، ورأت فيما يرى الشباب من أبناء جيلها أنهم قادرون على تحقيق المستحيل وتجاوز كافة العقبات والعراقيل لتحقيق أحلام اشتعلت في صدورهم وأبت أن تنطفئ.
تقول "ياسمين": "الفكرة بدأت تختمر في عقلي منذ مرحلة الثانوية العامة من متابعة المستمرة لبرامج الشقيري، وبالفعل اشتركت في مبادرة صناع الحياة إلا أن الأمر لم يرق لي فأنا أرى أن العلم والثقافة يبدأن من على أرض الواقع وظننت أنهم ضلوا الطريق في وضع أيديهم على موضع العجز والألم الذي يعتمر في نفوص المصريين، لا أقول هنا أنهم على خطأ لكن أقول أن طريقهم لم يكن طريقي".
كبرت الطفلة وكبر معها حلم أن تساعد أبناء قريته وأن تساهم بإجابية في مجتمعها، "مرت الأيام ودخلت الجامعة وحصلت على ليسانس آداب قسم اجتماع، وهناك شاركت مع الأسر الثقافية في العديد من الفعاليات والتي اعتزمت أن أنقلها كافة إلى قريتي".
وحصلت ياسمين على دعم الكثيرين من أبناء قريتها، لم تجد رفضا سواء من أهالي القرية أو الأسرة إلا بعض هؤلاء من أعداء النجاح: "كانت النقطة الأولى في اختيار فريق عمل وبالفعل تمكنت من جمع فريق عمل مكون من 10 أفراد معظمهم من الشباب، ووقفنا كثيرا أمام اختيار اسم المبادرة وكنت أرى في سيرة سيدنا نوح عبرة لمن يعتبر وكنت أنتوى أن ادعوا المبادرة "اركب معنا" إلا أن أحد شركاء فريق العمل اقترح أن تكون الداية بصناعة سفينة نوح ومن هنا انطلقت أول مبادرة على أرض الواقع تحت اسم "اصنع فلك".
وكان ضمن أكبر الفاعليات التي عملت عليها ياسمين "مهرجان طحانوب الثقافي" والذي جمع جميع أهالي القرية والتي تبلغ بضع مئات وهو حدث جلل قلما أن تجده في القرى والنجوع وشاركت في المهرجان كافة مدارس القرية، وتم عمل فرق عمل مجمعة هدفها واحد، فضلا عن معارض للأعمال الديوية التي تساعد أهالي القرية من الفقراء.
وتتلخص رسالة ياسمين في أن العمل العام دور لكل فرد في المجتمع، ولا يختص بالثقافة وحدها وأن العمل على الأرض أفضل من الثقافة التي تأتي من القراءة فقط.
وتمكنت مبادرة "اصنع فلك" من أن تجرى العديد من الفعاليات وأنتجت قيمة ثقافية جديدة في مختلف الفنون "الغناء، العزف، الكتابة، التمثيل"، وفيما يخص غياب الشخصيات العامة والوجوه المألوفة للإعلام عن فعاليات المبادرة تقول ياسمين: "لم نكن قادرين على التواصل مع الشخصيات العامة كثيرا ولم نجد من يساعدنا أو ينضم إلينا في مبادرتنا وحلمنا". تتمنى ياسمين أن يكون الاهتمام بالقرى والنجوع حقيقيا وعملا على أرض الواقع لا أن يتم استغلالها للاستهلاك الإعلامي والسياسي.
وبعد نجاح مبادرة اصنع فلك، تروي ياسمين كيف بدأت مبادرتها الجديد التي تحمل اسم "إعمار المنازل" والتي جاءت فكرتها عندما روت لها شقيتها نورا وتعمل طبيبة أطفال داخل القرية، أن أحد الأطفال التي زارتها في عيادتها كان يحتاج للراحة وألا يتعرض للشمس والهواء الرطب وفوجئت برد والدته التي قالت لها أنهم يعيشون في منزل بلا سقف، للتلقف ياسمين أول الخيط في مبادرتها الجديدة وتعمل على بناء أسقف للمنازل الفقيرة وبالفعل نجحت المبادرة في بناء ما يقارب من 6 منازل داخل القرية وتستمر في عملها إلى يومنا هذا.
