رئيس التحرير
عصام كامل

رئيس «فاكسيرا للقاحات»: اكتشفنا حقن حوامل مغشوشة تباع بالسوق السوداء بـ 2000 جنيه

فيتو

  • البدء في إنتاج أدوية الوقاية من الملاريا بأسعار مخفضة قريبا
  • فوائد الديون على «فاكسيرا» بلغت 90 مليون جنيه سنويا 
  • إنشاء معهد علمي تدريبي على غرار باستير بفرنسا لخلق كوادر في مجال التطعيمات
  • واجهنا أزمة نقص حقن RH.. والقوات المسلحة ساعدت في حل الأزمة



تمثل الشركة القابضة للمستحضرات الحيوية واللقاحات «فاكسيرا» أمنًا قوميًا لمصر في توفير الأمصال واللقاحات لكل الأمراض، لكنها تعاني من مشكلات متعددة من سنوات ومحملة بالديون والأعباء المالية، لذا بدأت الدولة في الاهتمام بها لإنقاذها من عثرتها. 
اللواء طبيب ممدوح البهنساوي، رئيس مجلس إدارة الشركة القابضة للمستحضرات الحيوية واللقاحات «فاكسيرا»، الأستاذ بالأكاديمية الطبية العسكرية ومساعد مدير إدارة الخدمات الطبية بالقوات المسلحة للطب الوقائي والمعامل، كشف في أول حوار له لـــ«فيتو»، بعد توليه مسئولية الشركة عن خطط إنقاذ الشركة من الديون وتطويرها وعودتها إلى مكانتها في تصدير الأمصال واللقاحات، إضافة إلى تفاصيل زيارة الوفد المصري إلى دولة الهند، وهي عملاق صناعة الدواء والأمصال في العالم كله للتعاون بين البلدين.

المشروع القومي الجديد لإنتاج أدوية الأورام وتفاصيل إنشاء أول معهد علمي على غرار معهد «باستير» في فرنسا بـ«فاكسيرا» والقضايا المرفوعة على «فاكسيرا» وخطط التطوير كشف عنها اللواء ممدوح البهنساوي لـــ«فيتو»... وإلى نص الحوار: 


*كيف تعاملت «فاكسيرا» مع أزمة مشتقات الدم ونقص حقن RH للسيدات الحوامل ؟
بالتأكيد كنا نعاني أزمة من نقص الكميات التي نحتاجها من حقن RH، خاصة أنها منتج مستورد لا يصنع في مصر وتوقفت الشركات عن التوريد وواجهنا عجزًا شديدًا مع كثرة تردد كل المواطنين من كل المحافظات على «فاكسيرا»؛ لأنها ملجأ التطعيمات ومشتقات الدم بالنسبة للمواطنين.
وتم وضع قواعد للحصول على الحقن من خلال آخر يوم في فترة 72 ساعة بعد الولادة المسموح للسيدة الحصول على الحقنة فيها، وذلك مع قلة الكميات المتوفرة، وطالبت اللواء طبيب مصطفى أبو حطب، مدير إدارة الخدمات الطبية بالقوات المسلحة، بمساعدتنا في توفير احتياجات المواطنين من الحقن لديهم، وكانت الشركة كل يوم ترسل سيارة إلى مخازن التموين الطبي بالقوات المسلحة تحصل على كميات من الحقن لديهم التي يوفرونها بمستشفيات القوات المسلحة لتوفيرها للمواطنين لحين تم التعاقد على كميات جديدة بلغت 100 ألف جرعة، واكتشفنا خلال الأزمة بيع الحقن في السوق السوداء بأسعار باهظة تصل إلى 2000 جنيه وهي ثمنها 720 جنيهًا، وكذلك وجود غش في تصنيعها وحصول من لا يستحقها عليها، لذا تم وضع قواعد صارمة لصرف الحقن وضمان حصول السيدة المحتاجة لها على الحقنة.

*وماذا عن مصنع مشتقات الدم ؟
بالفعل توجد دراسة جدوى للمشروع منذ عام، وحاليًا يتم التجهيز لمراكز تجميع البلازما؛ لأن المصنع يحتاج إلى مراكز باشتراطات عالمية لكيفية الحصول على البلازما ومعمل مركزي لجمعها. 

* ما حجم الديون المتراكمة على «فاكسيرا» ؟
الشركة تعاني كثيرًا من المشكلات والديون المتراكمة منذ زمن طويل، حيث بلغت فائدة الدين أكثر من 90 مليون جنيه سنويًا؛ ونظرًا لقلة الموارد والتمويل، فالأمر صعب، لذا حاولنا تحقيق أرباح لتغطية جزء من الديون لتقليل حجم الدين العام وبدء تحديد الخسائر وحصرها.

*وكيف تراكمت تلك الديون ؟
مجالس الإدارة السابقة منذ عام 2002 كان لديهم عدة مشروعات حصلوا على قروض من البنوك للبدء فيها وسداد قيمة القروض من أرباح المشروعات إلا أنها لم تكتمل وأصبحت خطوط الإنتاج قديمة مع الوقت وتراكمت الديون، إضافة إلى أنه عند تحويل هيئة المصل واللقاح إلى شركة قابضة ارتفعت الديون عليها إلى 85 مليون جنيه دون أن تأخذ ميزانية من الدولة.

بجانب زيادة العمالة في ذلك الوقت وزيادة الأجور ومع تقدم الوقت وتوقف المشروعات وعدم وجود أي أرباح ظهرت بقوة مشكلات «فاكسيرا»، وحاليًا نبحث أنه إذا لم تحقق الشركة أرباحًا، فعلى الأقل نقلل حجم الخسائر قدر الإمكان.

ومن ضمن المشكلات وجود قضايا متعددة على الشركة تخسرها في المحاكم لأسباب بسيطة يمكن حلها وطلبت من الشئون القانونية حصر جميع القضايا لبحث حلها وديًا ومحاسبة المسئولين عن كل قضية؛ لأنه ليس معقولا أن تخسر «فاكسيرا» ملايين الجنيهات بسبب القضايا.

*وما الذي أسفرت عنه زيارة دولة الهند بشأن إنتاج أدوية الملاريا وعلاج الأورام ؟
التقينا شركة كيماويات في الهند تورد أدوية الملاريا لهيئة اليونيسيف واتفقنا على أخذ المواد الخام منهم وتكنولوجيا صناعة أدوية الملاريا؛ نظرًا لأن تكلفتها مرتفعة في مصر، فتصل العبوة لــ300 جنيه، قبل رفع سعر الدولار، ونستوردها من الخارج ونحتاجها كدواء وقائي لكل المصريين القادمين من دول أفريقيا أو البعثات التي تسافر للخارج أو قوات حفظ السلام على الحدود للوقاية من الملاريا، على الرغم من أن مصر خالية من المرض ولكن تظهر حالات كل فترة بسبب السفر للخارج وتوفيرها بسعر مخفض يصل إلى 60 جنيهًا مثلا، وتصنيع الأقراص في مصر وتوفير مبالغ تصل إلى 14 مليون جنيه تستخدم في الاستيراد. 

فيما تمت زيارة الشركات العاملة في إنتاج أدوية الأورام تصدر لكل الدول وطالبناهم بإنتاج الأدوية في مصر من خلال الحصول على المواد الخام منهم لتصنع باسم مصر، إضافة إلى المنتج النهائي بأسعار مخفضة مقارنة بالأسعار، ونحن من خلال المشروع القومي الجديد الذي بدأنا فيه يمكن إنتاج من 90 إلى 100 منتج لعلاج الأورام بكل أشكاله سواء الحقن أو الأقراص أو الكبسولات، خاصة أن الهند دولة عملاقة في صناعة الأدوية والأمصال على مستوى العالم وجميع دول العالم تأخذ منها المواد الخام هي والصين ونسعى إلى توفير كل نواقص أدوية الأورام من خلال التعاون معها عند استكمال المصنع الجديد بأفضل الأسعار.

*وما مدى تأثر الشركة بتعويم الجنيه ورفع سعر الدولار ؟
فرق العملة أضرنا بفارق 190 مليون جنيه كخسائر، وبعض الشركات التي نستورد منها أحجمت عن التوريد في عدد من المنتجات، إلا أنه جار العمل على حلها.

*وما أهم الأمصال المنتجة في مصر ؟
«فاكسيرا» رائدة في الشرق الأوسط في تصنيع تطعيمات السمات منها إنتاج الكوليرا والتيفويد بجانب التياتنوس والتطعيم الثلاثي ونورد إلى وزارة الصحة والقوات المسلحة والشرطة، إلا أن الصحة تحصل على 80% من حجم الإنتاج، ونسعى إلى الانتقال لمرحلة التصدير، خاصة أن جميع أنواع تكنولوجيا التطعيمات قريبة من بعضها.

*وما تفاصيل المعهد الجديد الذي تسعى الشركة إلى إنشائه ؟
نعمل حاليًا على إنشاء معهد «فاكسيرا» للأمصال على غرار معهد «باستير» في فرنسا يمنح درجات الدبلومات والماجستير والدكتوراه للمتعاملين مع الأمصال واللقاحات يكون مقره فاكسيرا، ويوجد تعاون مع معهد باستير في فرنسا لأخذ الخبرات العلمية والتدريبية منهم يدرس خلاله الطبيب البشري والصيدلي والمهتمون بالتطعيمات ومجال مكافحة العدوى وأمراض الحميات والكيميائيون والبكتيريولوجيون وخريجو العلوم والبيطريون وخريجو الزراعة لتخريج كوادر علمية.
الجريدة الرسمية