يحيى الطاهر عبد الله «النجم الذي هوى»
تحت عنوان (الطوق والإسورة بين الفيلم والأسطورة ) كتب الناقد مصطفى درويش مقالًا في الذكرى الثانية لرحيل الأديب يحيى الطاهر عبد الله، (9 أبريل 1981 ) ونشرته مجلة الهلال في أبريل 1982 قال فيه:
ولد يحيى الطاهر عبد الله بمدينة الكرنك مركز الأقصر، وعرف بشاعر القصة القصيرة، والتقى بالشاعرين أمل دنقل وعبد الرحمن الأبنودي بمدينة قنا، وصارا أصدقاء، وهما اللذان شجعاه على الحضور إلى القاهرة عام 1964 كي يظفر بشيء من الحياة الفنية المستقلة، فلم يلتمس عملًا غير كتابة القصة القصيرة يكسب منها قوت يومه، فالكتابة بالنسبة له متعة كما هو الأكل.
حضر إلى القاهرة، وسكن في شقة واحدة مع الأبنودي ودنقل في حي بولاق الدكرور.
وقد وصف يحيى الطاهر عبد الله قريته الكرنك بقوله: أرى أن ما وقع على الوطن وقع عليها، وهى قرية منسية منفية، كما أنا منفي ومنسي، كما أنها أيضًا قرية في مواجهة عالم عصري، إذن عندما أبتعد عن قريتي أسعى إليها في المدينة، وأبحث عن أهلي وأقربائي، وناسي الذين يعيشون معي، وأنا لا أحيا إلا في عالمها السفلي، فحين ألتقى بهم نلتقي كصعايدة وكأبناء الكرنك ونحيا معًا.
قدم أول مجموعة قصصية بعنوان (محبوب الشمس) عام 1961، وقد التقاه الأديب يوسف إدريس بمقهى ريش، وتبنى بعدها نشر مجموعته في مجلة الكاتب.
وقد وضع يحيى الطاهر قصته (الطوق والإسورة ) لتدور أحداثها في قريته الكرنك ولا تخرج منها أبدًا.
إن يحيى قد باشر تأليف القصة، وليس في رأسه غير فكرة واحدة هى أن يصور كيف رحل إنسان بعيدًا مع رجال التراحيل؟ وكيف أثرت غربته على أسرته حتى انتهت بأفرادها إلى موت أكيد؟
وقد تحولت قصته الطوق والإسورة إلى فيلم سينمائي كتب السيناريو يحيى عزمي وخيري بشارة، وكتب الحوار عبد الرحمن الأبنودي، وأخرجه خيري بشارة، ومساعده سعيد مرزوق، وقام بتصويره في موقع القصة بالكرنك طارق التلمساني، وبطولة فردوس عبد الحميد، وشريهان، وعزت العلايلي.
بعد وفاته وهو شاب في الثالثة والأربعين رثاه الأبنودي بقوله: مش دي نهايتك يا يحيى، يمكن تكون دي البداية.
ووصفه الأديب يوسف إدريس بالنجم الذي هوى، وناداه أمل دنقل بقوله: ليت أسماء تعرف أن أباها صعد.. لم يمت، وهل يمت الذي يحيى كان الحياة أبدًا.
