رئيس التحرير
عصام كامل

6 أسابيع على العدوى الغامضة لأهالي شبرا.. الصحة عاجزة عن كشف أسباب الإصابة.. مطالب باستجواب «عماد الدين».. مركز حقوقي: نقص الأدوية في المستشفيات سبب الوفيات

وزارة الصحة
وزارة الصحة

6 أسابيع مرت على ظهور العدوى الغامضة لأهالي شبرا الخيمة، وحتى اليوم لم تستطع وزارة الصحة الكشف عن الأسباب الحقيقية لحدوث تلك العدوى، وهل هى فيروس غامض أم بكتيريا جديدة أم ملوثات الهواء؟


الحق في الدواء
وأكد المركز المصري للحق في الدواء، ارتكاب وزارة الصحة جريمة مكتملة الأركان، تسببت في حدوث وفيات وحالات هلع بين المواطنين.

ووثق المركز أن الفيروس الغامض بدأ في الظهور وقتل ضحاياه يوم ٣٠ فبراير الماضي بقتل الطفلة جنى محمد بدون معرفة السبب الرئيسي، وسط صمت رهيب من وزارة الصحة، والتي لم تتخذ إجراءات صحية أو تدابير وقائية تحد من انتشار الفيروس، فضلًا عن عدم إعلان الأمر للعامة، حتى يزيد الانتباه وتوخي الناس الحذر والحيطة.

وأضاف أن الفيروس الذي وصفته وزارة الصحة بالمجهول أصاب طفلة جديدة هى ملك رضا، حين لقيت حتفها بنفس الأسباب المجهولة.

وأشار إلى أنه بعد مرور أسابيع لم تستطع وزارة الصحة معرفة سبب العدوى، ثم أصيب الطفل مازن ونقل إلى مستشفى حميات إمبابة، وبدأت وزارة الصحة في اتخاذ تدابير تمثلت في الحجر الصحي فقط، وإجراء التحاليل التقليدية، وأخطرت وزارة الصحة هيئات أخرى للتدخل، واستدعت الوزارة منظمة الصحة العالمية لمحاولة تدارك الموقف.

فيما وثق المركز عددًا من الممارسات والانتهاكات التي أسهمت بشكل كبير في زيادة الوفيات، أهمها نقص حاد في المستلزمات والأدوية في مختلف المستشفيات التي ذهب لها عدد من الضحايا على مدار الفترة الماضية، منها مستشفى ناصر العام بشبرا الخيمة، حيث طالب الأطباء أهل الطفلة جنى سرعة نقلها، بسبب عدم وجود اسطوانات أكسجين ومستلزمات أخرى.

مستشفى حميات إمبابة
وأشار إلى أن الكارثة في قيام أطباء مستشفى حميات إمبابة بطلب أهالي المرضى تليفونيًا في أوقات مختلفة من اليوم، ومطالبتهم بسرعة توفير أدوية متعددة، وأنهم غير مسؤولين إن لم يوفروا الأدوية لأطفالهم واستدعى ذلك بحث أهالي المرضى عنها.

فيما وثق المركز شهادة من والد الطفلة ملك رضا، أن هناك طبيبًا كبيرًا أخطر الأطباء المعالجين أن طريقة العلاج تتم على نحو خاطئ، الأمر الذي دفعه لعدم قيامه باصطحاب طفله الآخر مازن إلى المستشفيات، عندما ظهرت عليه العلامات بسبب خوفه الشديد من كلام الطبيب، وقام بعلاج ابنه بعدد من الأعشاب.

وطالب البرلمان المصري استدعاء وزير الصحة لمعرفة الأسباب التي أدت لقيام الوزارة بعدم الإعلان عن الأمر، وترك الشعب عرضة لسماع الأقاويل والشائعات وزيادة حالات الهلع والذعر عن وجود حالات متشابهة.

وكانت وزارة الصحة والسكان أعلنت عن إصابة 11 شخصًا بأعراض تشبه النزلات المعوية واشتباه بالتسمم، وذلك لعائلتين تربطهما صلة قرابة ومقيمين في منزلين مستقلين بمنطقة شبرا الخيمة بمحافظة القليوبية.

إصابة عجوز
وأوضح الدكتور عمرو قنديل، رئيس قطاع الطب الوقائي، أنه فور الإبلاغ عن أول حالة وهى لسيدة تبلغ من العمر 63 عامًا، تم حجزها بمستشفى حميات إمبابة، قامت وزارة الصحة والسكان على الفور بتشكيل لجنة للتقصي الميداني الوبائي، وأفادت نتائجها أن عدد من ظهر عليهم الأعراض 11 شخصًا، تمثلت الأعراض في قيء مفاجئ وإسهال شديد وألم بالبطن، وزادت شدة الأعراض في بعض الحالات خصوصًا بين الأطفال وكبار السن.

وأضاف أن جميع الحالات المصابة ترددت على المستشفيات والعيادات الحكومية والخاصة لتلقي العلاج اللازم، وتوفيت 3 حالات، فيما تماثلت 7 حالات للشفاء التام وخرجت خروج تحسن، ويوجد حالة واحدة فقط حتى الآن تحت العلاج.

وأشار «قنديل» إلى قيام الفريق الوقائي بالوزارة بمتابعة 17 شخصًا من المخالطين بالمنزلين، مؤكدًا عدم ظهور أو اكتشاف أي أعراض مرضية عليهم، كما تم إجراء تقصي وبائي للمنازل المجاورة للمنزلين، ولم يتم اكتشاف أي حالات مرضية مشابهة.

الطب الوقائي
وتابع رئيس قطاع الطب الوقائي، أنه تم اتخاذ عدة إجراءات وقائية سواء للمصابين أو للمنزلين المشار إليهما، منها إجراء فحوصات معملية متقدمة للفيروسات والبكتريا المحتمل أن تكون سببًا في ظهور هذه الأعراض.

وتم إجراء فحوص السموم والمعادن الثقيلة للحالات، ومسح ذري الأجسام المشعة عن طريق فريق من هيئة الطاقة النووية، وإجراء تقصي للحشرات ونواقل الأمراض، ورصد وقياس ملوثات الهواء، وفحوص لجميع أنواع الأغذية الجافة، المطهوة والمياه من المنزلين المشار إليهما للكشف عن وجود أي بكتيريا ممرضة أو سموم.
الجريدة الرسمية