نحن من نصنع ديمقراطيتنا فى مصر
فى الثانى من أبريل الجارى نشرت جريدة واشنطن بوست افتتاحية لها تحت عنوان "الحفاظ على المجتمع المدنى فى مصر".
بدت الصحيفة وكأنها تقول فى هذه الافتتاحية إن التشريع المصرى يجب أن يتم تقييمه وفقا لمقياس ما إذا كان هذا التشريع أو القانون يقلل من قدرة الغرب على التأثير فى مسار مصر، وهو أمر مثير للقلق أن مثل هذه الصحيفة المحترمة تتخذ موقفا بأن شئون مصر يجب أن يتم توجيهها من واشنطن، حيث انتقدت قانون الجمعيات الأهلية الذى يتم مناقشته، وقالت إن مصر على وشك اعتماد قوانين من شأنها أن تعطل النظام الديمقراطى الجديد والهش وتحد بشكل خطير من قدرة الغرب على التأثير فى مسار الأحداث بمصر.
وهذا الرأى يمثل كل ما هو خطأ فى السياسة الخارجية الغربية. فبالنسبة لكثير من المصريين، تمتلك الولايات المتحدة قدرة التأثير على حكومات مصر الماضية، وكانت النتيجة تحديدا هى مجموعة الظروف التى أدت إلى الثورة المصرية، انتهاك الكرامة والقمع وسوء التوزيع الاقتصادى.
لكن الربيع العريى منح العوالم الغربية والعربية والإسلامية فرصة نادرة لإعادة تقويم كيفية التواصل مع بعضهم البعض. والمصريون لن يتطلعوا إلى علاقات مع دولة أخرى يصبحون فيها "مفعول به" يتم التأثير عليه، لكن السياسة الخارجية المصرية الجديدة يجب أن تُبنى على قيم الكرامة والاحترام والمصالح المشتركة والمنافع المتبادلة.
ولا يوجد شك فى أن مصر تواجه مجموعة من الظروف الصعبة، وقال إننا نطور نسختنا من الحكم النيابى من أجل أن يجعل مطالب الثورة حقيقة. وفى سبيل تأسيس هذا الحكم، المتجذر فى القيم والعادات المصرية، سنستفيد من أفضل أمثلة التحول الديمقراطى فى الدول الأخرى. وستكون هناك أخطاء بالتأكيد، لكنها ستكون أخطاؤنا. ونتوقع من أصدقائنا فى المجتمع الدولى النصيحة والدعم، ولا نتوقع ولن نقبل الرقابة أو التدخل.
• نقلاً عن واشنطن بوست.
