رئيس التحرير
عصام كامل

«القاهرة» و«باريس» يد واحدة أمام الإرهاب.. السيسي يستقبل وزير الدفاع الفرنسي.. يبحثان تعزيز التعاون العسكري والاستراتيجي.. ويناقشان أزمات الشرق الأوسط وسبل حلها

الرئيس عبدالفتاح
الرئيس عبدالفتاح السيسي-جان إيف لودريان وزير الدفاع الفرنسي
18 حجم الخط

يجري الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الثلاثاء، بمقر رئاسة الجمهورية في مصر الجديدة، جلسة مباحثات مع جان إيف لودريان وزير الدفاع الفرنسي.


ومن المقرر أن يبحث السيسي مع لودريان تعزيز الشراكة الاستراتيجية على كافة الأصعدة، لا سيما في المجال العسكري فضلا عن القضايا ذات الاهتمام المشترك بين البلدين وسبل تعزيز العلاقات الثنائية وخاصة التعاون العسكري.

مكافحة الإرهاب
ومن المقرر أيضا أن تشهد المباحثات مواصلة التنسيق والتشاور بين البلدين حول سبل التوصل لتسويات سياسية للأزمات القائمة بالمنطقة وعدد من القضايا الإقليمية ومكافحة الإرهاب والتنظيمات المتطرفة وأهمية مواصلة العمل من أجل تكثيف التنسيق والتشاور بين الجانبين بما يمكنهما من مواجهة التحديات المشتركة القائمة، وفي مقدمتها خطر الإرهاب الذي لا تقف تداعياته عند حدود منطقة الشرق الأوسط، ولكن تمتد لمناطق أخرى.

أزمات الشرق الأوسط
ويتطرق اللقاء إلى آخر المستجدات على الساحة الإقليمية في ظل الأزمات التي تمر بها عدة دول في المنطقة، وفي مقدمتها كل من ليبيا وسوريا والتأكيد على أهمية تضافر الجهود الدولية للتوصل إلى حلول سياسية لهذه الأزمات صونا لكيانات تلك الدول ووحدتها وسلامتها الإقليمية وحفاظًا على مؤسساتها الوطنية ومقدرات شعوبها، فضلا عن تهيئة البيئة المناسبة للتنمية السياسية والاقتصادية والاجتماعية وضمان مستقبل أفضل لشعوبها وأجيالها المستقبلية.

ومن المقرر أن تشهد المباحثات التأكيد على أن فرنسا تدعم دور مصر المحوري بالمنطقة باعتبارها ركيزة أساسية للأمن والاستقرار وسعيها للتوصل إلى حلول سياسية للأزمات القائمة بالمنطقة وحرص فرنسا على مواصلة تعزيز التعاون الثنائي مع مصر في المجالين العسكري والأمني بما يحقق المصالح المشتركة للدولتين.

العلاقات «المصرية – الفرنسية»
وتتميز العلاقات «المصرية – الفرنسية» بالمتانة والحرص على التشاور المستمر بين القيادة السياسية في كلا البلدين، لبحث كل القضايا الدولية والإقليمية، حيث شهدت فترة حكم الرئيس عبد الفتاح السيسي العديد من الزيارات واللقاءات الأمر الذي يؤكد اهتمام البلدين بدعم التنسيق والتعاون المشترك.

وتعتبر فرنسا من أهم الدول الأوروبية المستثمرة في مصر، فحجم استثماراتها موزعة على 458 مشروعًا في قطاعات تمويل الصناعات الزراعية السياحية وتكنولوجيا المعلومات وقطاع الإنشاءات والخدمات والمعدات العسكرية، فضلا عن قيام الشركات الفرنسية بتنفيذ الخط الثالث لمترو الأنفاق.

وتعد العلاقات «المصرية – الفرنسية» نموذجًا يحتذى به في دول البحر المتوسط ما يعود بالنفع على البلدين ويحقق المصلحة المشتركة، وما تمر به منطقة الشرق الأوسط في المرحلة الحالية من تداعيات خطرة تؤثر على استقرار وأمن المنطقة وتلقي بانعكاساتها السلبية على القارة الأوروبية يمثل دافعًا هامًا وحيويًا لتفعيل التشاور والتنسيق بين مصر وفرنسا ذات ثقل في المنظومة الأوروبية والدولي، فضلا عن سعي مصر الدائم في مرحلة العبور نحو مستقبل واعد لتفعيل علاقات التعاون مع دولة بحجم فرنسا تتميز بالقدرات الاقتصادية والصناعية والفنية العالية.

الزيارات المتبادلة
ومن هنا جاءت الزيارات المتبادلة بين القاهرة وباريس واللقاءات المتتالية بين الرئيسين السيسي وهولاند، حيث بحثت تلك اللقاءات مجمل العلاقات الثنائية المتميزة بين البلدين وسبل الارتقاء بها وتعزيزها في مختلف المجالات، فضلا عن بحث عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وفي مقدمتها الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط والجهود الدولية المبذولة لمكافحة الإرهاب والتنظيمات المتطرفة وسبل تعزيز التعاون العسكري والدفاعي بين مصر وفرنسا.

وتتوافق رؤى الجانبين إزاء العديد من الموضوعات الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، وعلى رأسها مكافحة الإرهاب، مؤكدين أن كافة الجماعات الإرهابية تستقي أفكارها المتطرفة من ذات المصدر، وتتبنى جميعها ذات التوجهات التي تتعارض كلية مع جوهر الدين الإسلامي.

القمة «المصرية – الفرنسية»
وكانت القمة «المصرية – الفرنسية» بالقاهرة فرصة لتعزيز التعاون مع فرنسا في مختلف المجالات لا سيما على الصعيد الاقتصادي، حيث رافق الرئيس الفرنسي وفد كبير من ممثلي مجتمع الأعمال الفرنسي والمتخصصين في مجال الشركات الصغيرة والمتوسطة، فضلا عن قطاعات الطاقة والطيران والدفاع والنقل والبنية التحتية والبيئة والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.

وأعقب لقاء الرئيس السيسي مع نظيره الفرنسي جلسة مباحثات موسعة بحضور وفدي البلدين ناقشت سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين والقضايا الدولية ذات الاهتمام المشترك، وكذا دعم التعاون بين مصر وفرنسا في الأطر والمنظمات الدولية متعددة الأطراف، فضلًا عن العمل على تعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين.

وشهد الرئيسان توقيع 19 اتفاقية في العديد من المجالات على رأسها الطاقة والبنية الأساسية والسياحة والثقافة.

وتعد فرنسا أحد أهم الشركاء التجاريين لمصر إذ بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين عام 2015 نحو 2.6 مليار يورو كما تعد مصر ثالث أهم مستقبل للاستثمارات الفرنسية في المنطقة وتعمل بها نحو 140 شركة فرنسية في العديد من المجالات التي يأتي في مقدمتها الخدمات المصرفية والبنوك والسياحة والاتصالات والطاقة والخدمات البيئية.
الجريدة الرسمية