رئيس التحرير
عصام كامل

سنغافورة إلى العالم الأول


قصة كفاح حقيقية عاشتها سنغافورة انتقلت بها من العالم الثالث إلى العالم الأول، وعاشت 40 عاما تحصد نتاج هذا العمل ضاربة مثالا يحتذى به للعالم أجمع عن إرادة شعب قادر على صنع المعجزات.. قال الزعيم لي كوان يو "قد يجد الإنسان كتابا كيف يبنى بيتا ولكنه لا يجد كتابا كيف تبنى دولة"..


زعيم بعد أن كان رئيسا لحزب أصبح رئيسا للوزراء، كان مسئولا عن دولة فجأة ودون مقدمات، حيث كانت من مهام الحزب التخلص من الاحتلال البريطاني.

تعلم "لي كوان يو" وتأثر بالتعليم البريطاني، وقد تكون قصة كفاحه وشعبه الآن ذكرى جميلة يفتخرون بها، إلا أنها في وقتها كانت قصة ألم وتعب، أول ما قام به رئيس الوزراء هو القيام بتنظيف الشوارع من القمامة، في أول أيام حكمه لبناء "سنغافورة الدولة الأكثر نظافة".

قام بإنشاء جهاز لمنع الفساد، وكان له كافة الصلاحيات بكل نزاهة وشفافية، وكان التقاضي علنا أمام الناس، وذلك دون أي حجب للقضايا.

منع الحديث في موضوعات عدة مثل الدين والعرق بلا تفرقة بين الناس، وتبنى مفهوم الاشتراكية غير الشيوعية في فلسفة الدولة الاقتصادية، ثم اتبع ذلك بتغيير نمط التعليم جذريا، إذ لم يعد هناك حفظ ولا صم إنما كان فقط تفكير وإبداع.

ضمن سرعة الفصل في القضايا وخصوصا قضايا الاستثمار، وضمن بيئة عمل خالية من المشكلات التي تتيح للمستثمر العمل بسهولة ويسر، وكانت جنرال إلكتريك الأمريكية وفيليبس الهولندية أولى الشركات التي تستثمر في سنغافورة، لتعطى الضوء الأخضر للشركات الأخرى بالاستثمار في نفس السوق.

كان للإعلام سلطة النقد البناء، وسمح لكل مواطن أن يرفع دعوى للتعويض ضد أي وسيلة إعلامية تتهم أحدا دون مستندات.

كان حلم العاملين بالشركات الأجنبية العمل بسنغافورة لما يتناقلونه من صور للملاعب والحدائق والتسهيلات التي تم اعطاؤها للخبراء الأجانب، وكان على المستثمر الأجنبي ألا يقوم بتحويل استثماراته إلا بعد فترة من البقاء في السوق.

لا شك أن ذلك كان دافعا للمستثمرين الأجانب في التنافس في فتح أسواق جديدة في سنغافوة، وارتفع بالطبع مستوى معيشة المواطن بعد أن كان الدخل السنوي 400 دولار، أصبح الآن دخل المواطن 65000 $

40 عاما من الكفاح، ثم تخلى الزعيم "لى كوان يو" عن منصبه، ليفتح المجال للآخرين لرغبته أن يرى بلاده من زاوية أخرى ليست زاوية الحاكم وإنما.. زعيم شعبي.

الجريدة الرسمية