رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو.. الفقر والمرض وفقدان البصر يتحالفون ضد «عم محمد»

فيتو

يجلس وحيدا بشوارع وسط القاهرة، ينتظر نهايته، لعل القبر يكون أرحب به من الدنيا، ورحيما به من أبنائه الذين تخلوا عنه عقب انطفاء نور عينيه، وإصابته بوهن شيخوخته والمرض المميت.


اختار لنفسه ركنا صغيرا على الرصيف يبيع عليه "المناديل" حتى يتمكن من توفير قوت يومه بحفنة من الجنيهات التي يحصل عليها من المارة، يقاسي شمس النهار، وبرد الليل، وآلام المرض بصمت ورضا.

"محمد عبده" عجوز تخطى الـ 60 عاما قضى غالبيتهم في صيد الأسماك ببلدته في محافظة دمياط، وعندما اشتد به مرض قرح المعدة والمريء نزل وحده إلى القاهرة ليبحث عن علاج بعد أن تخلت عنه ابنتاه وتوفيت زوجته وفقد بصره.

وقال "محمد" عن سبب رفضه للطعام المقدم له من قبل الناس الذين ياتون لمساعدته، أنه خضع لجراحتين في المعدة ولكن الألم لم يزول ويشتد مع تناوله الطعام.

الإهمال الطبي وعجزه المادي أوصله إلى هذا الحال من المرض وفقدانه لبصره، فعندما كان يتردد على الأطباء ليوصفه له دواء يساعده على التخلص من هذه الآلام، فبعض الأطباء يقولون له أن يأتي بعد شهر أو شهرين ومنهم من أعطاه "كارت متابعة" ونصحه بألا يأتي ويتواصل معهم بالهاتف قائلا "أنا بقيت بتعب فمصدقت إنهم قالولي خلاص متجيش تاني".

ورغم قسوة الحياة عليه وتخلي بناته عنه في الوقت الذي هو في أشد الحاجة اليهم، لم يتملكه اليأس قائلا بتنهد والدموع تملئ عينه "أولاد الحلال اللي بيساعدوني كتير وربنا مبيسبش حد".

وقال إنه يتمنى فقط من هذه الحياة غرفة تأويه، "معنديش حتة أقعد فيها"، كما طالب وظيفة بسيطة تليق بعجزه والمرض التي يفتت جسده ليستطيع منها أن يكفي قوته اليومي وما يشتريه من دواء ليخفف ما به من ألم، واختتم حديثه بعبارة "الحمد لله".
الجريدة الرسمية