رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو والصور.. انطلاق فعاليات «الملتقى الإسلامي الكبير» برحاب الإمام الحسين.. مستشار المفتي: التشكيك في وجود رأس الحسين بمصر «جدل بدون دليل».. و«الدقاق»: محبة آل البيت


انتهت منذ قليل؛ بشارع قصر الشوق في حى الجمالية، فعاليات اليوم الأول من «الملتقى الإسلامي الكبير» والتي بدأت في التاسعة مساء أمس السبت، وذلك في إطار احتفال أبناء «الخلوة الناصرية الشاذلية» بذكرى مولد الإمام الحسين رضى الله عنه، والتي تواكب قدوم الرأس الشريف من عسقلان ودفنها بمصر.

حضر فعاليات اليوم الأول من «الملتقى الإسلامي الكبير»؛ الدكتور مجدي عاشور، مستشار مفتي الجمهورية؛ والدكتور جمال فاروق الدقاق، عميد كلية الدعوة الإسلامية بجامعة الأزهر الشريف، والداعية الإسلامي الشيخ وليد الأزهري، والشيخ إيهاب يونس، مدير مدرسة الإنشاد الديني، وكوكبة من مشايخ الطرق الصوفية وعلماء الأزهر الشريف وجمع غفير من أبناء «الخلوة الناصرية الشاذلية» بمصر والعالم العربي والإسلامي.

حكم الاحتفال
بدأت فعاليات الملتقى بإلقاء السر المهتدي الشريف، المستشار الدعوي للخلوة الناصرية الشاذلية بمصر والعالم العربي، كلمة أكد خلالها أنهم يحرصون منذ عشرات السنين على أن يكون الاحتفال بذكرى قدوم رأس الإمام الحسين - رضى الله عنه، إلى مصر مناسبة علمية يستفيد منها المحتفلون بتلقي العلم الشرعي الصحيح من علماء الأزهر الشريف، الذين يوضحون حكم وآداب الاحتفال بالمولد بأسانيد وروايات موثقة.

وأشار المستشار الدعوي للخلوة الناصرية الشاذلية؛ إلى أن حرص أبناء الطرق الصوفية وملايين المصريين على إحياء الاحتفال بمولد الإمام الحسين وسائر أعلام آل البيت؛ يأتي امتثالًا لقول الله تعالى: «قل لا أسألكم عليه أجرًا إلا المودة في القربى»، قائلًا: «نحن ملتزمون على أن تتماشى احتفالاتنا مع صحيح الشرع، وأن تكون خالية من أي خرافات أو بدع، ولعل هذا الحرص هو الذي جعلنا نداوم منذ سنوات بعيدة على أن يكون الاحتفال مناسبة يتعلم خلالها المريدون صحيح دينهم من خلال إنصاتهم إلى كلمات الوعظ والإرشاد التي يلقيها علماء الأزهر الشريف».

وأوضح «الشريف»؛ أن «الملتقى الإسلامي الكبير» الذي يعقده أبناء الخلوة الناصرية الشاذلية - وهى إحدى الطرق الصوفية بمصر ودول أفريقيا وآسيا ومقرها الرئيسي مركز أدفو التابع لمحافظة أسوان - يأتي هذا العام تحت عنوان: «قدوم الأنوار الحسينية البهية إلى مصر المحروسة الزكية»؛ مشيرًا إلى أن قدوم رأس الإمام الحسين - رضى الله عنه، من عسقلان إلى مصر؛ تشريف لأهل هذا البلد الآمن المحفوظ من قبل الله عز وجل؛ وأن الاحتفال بمولد حفيد النبي - صل الله عليه وسلم، من أعظم القربات الدالة على محبة الخالق للمخلوق، وذلك مصداقًا للحديث الشريف: حسين مني وأنا من حسين، أحب الله من أحب الحسين».

جنة العطاء
وأضاف الدكتور مجدى عاشور، مستشار مفتي الجمهورية؛ أن من شروط زيارة مقام الإمام الحسين - رضى الله عنه، التفرغ من كل ما يشغل النفس والعقل ليكون اللقاء بالروح وليس بالجسد؛ مشيرًا إلى أن من يشككون في وجود رأس الحسين بضريحه أُناس يجادلون بدون دليل؛ قائلًا: «أجمع العلماء على ثبوت رواية دفن رأس الإمام الحسين بمصر، ومن يدعي غير ذلك فعليه الإثبات لأنه ينكر ما أجمع عليه السواد الأعظم من علماء الأمة، ولذلك أريد أن أقول لأهل مصر: هنيئا لنا بوجود رأس الإمام الحسين في مصرنا المحروسة».

صفات الحسين
وأوضح «عاشور»؛ خلال كلمته بـ «الملتقى الإسلامي الكبير»؛ أن ثمرة الاحتفال بمولد الإمام الحسين؛ تكمن في الاقتداء بصفاته الطيبة والتي يأتي على رأسها: الثبات على الحق، وإنصاف المظلومين، وقوة الشخصية، والتأدب بالعلم الشرعي، وغيرها من الصفات التي استمدها من جده رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ قائلًا: «من أراد أن يحتفل بحفيد النبي صل الله عليه وسلم فليقتد بصفاته، وفي هذا المقام أقول للمصريين: أكثروا من زيارة ضريح الإمام الحسين وجميع أضرحة آل البيت ففي هذا خير كثير أعظمه محبة الله للعبد وإرضًاء للنبي صلى الله عليه وسلم».

وأكد مستشار مفتي الجمهورية؛ أن الحديث الصحيح الذي قال فيه النبي - صلى الله عليه وسلم: «حسين مني وأنا من حسين، حسين سبط من الأسباط»؛ له عدة معان أولها دلالته على أن من كانت له حاجة يريد قضاءها فليتوسل إلى الله بمقام الإمام الحسين - رضى الله عنه؛ وثاني هذه المعاني أن قدوم رأس الحسين، إلى مصر هدية رسول الله صلى الله عليه وسلم، إلى أهل المحروسة؛ مؤكدًا: «الله أهدانا نهر النيل الذي أصله في الجنة، والنبى صلى الله عليه وسلم، أهدانا الإمام الحسين سيد شباب أهل الجنة.. فالأول جنة النهر والثانى جنة العطاء».


سفينة النجاة

وأشار الدكتور جمال فاروق الدقاق، عميد كلية الدعوة الإسلامية بجامعة الأزهر الشريف؛ إلى أن الحسن والحسين هما سفينة النجاة لمصرنا المحروسة، وفي محبتهما وسائر آل البيت دوام الأمان والبركة على المصريين؛ قائلًا: «أول ما دخل جوف الإمام الحسين، عقب مولده هو تمرة أطعمه إياها النبى - صلى الله عليه وسلم، وأول صوت اخترق أذنه هو صوت جده النبى - صلى الله عليه وسلم؛ لذلك فالإمام الحسين نشأ نشأة ملائكية وبنيت شخصيته على مكارم الأخلاق ومحبة الخير للجميع».

وأوضح «الدقاق»؛ أن شخصية الإمام الحسين كانت شخصية عزيزة تأبي الضيم؛ قائلًا: «شخصية الحسين - رضى الله عنه؛ بنيت على الصلابة والقوة وعلى قول كلمة الحق؛ وهذا ما علمه له جده محمد - صلى الله عليه وسلم».



وأكد عميد كلية الدعوة الإسلامية بجامعة الأزهر الشريف؛ أن للإمام على بن أبي طالب، والد الحسين - رضى الله عنهما؛ دورا هاما في تشكيل شخصية ابنه بالإضافة إلى تعاليم النبي - صلى الله عليه وسلم، قائلًا: يتجسد هذا الدور في تلك الوصية التي أوصى بها الإمام علي بن أبي طالب ابنه الحسين، والتي شملت الالتزام بـ «الرضا عن الله في الرخاء والشدة، وبقول كلمة الحق في الرضا والغضب، وبالعدل مع الصديق ومع العدو»؛ مشيرًا إلى أن هذه المبادئ ترسم لنا شخصية الإمام الحسين الذي تحمل الكثير في نصرة الحق والدين.




وعقب انتهاء مستشار مفتي الجمهورية، وعميد كلية الدعوة الإسلامية بجامعة الأزهر الشريف؛ من إلقاء كلمتيهما أدى الشيخ إيهاب يونس، مدير مدرسة الإنشاد الديني بمصر، وصلة من الابتهالات؛ أعقبها إلقاء المنشد الشاب صالح القراشي؛ مجموعة من المدائح والقصائد الصوفية، حظيت بإعجاب المحتفلين.





ومن المنتظر أن تعقد مساء اليوم الأحد، فاعليات اليوم الثاني من: «الملتقى الإسلامي الكبير»؛ بحضور الدكتور محمد مهنا، أستاذ القانون الدولي والمشرف العام على الرواق الأزهري، والداعية الأردني الدكتور عون القدومي، والداعية الإسلامي الدكتور سيد شلبي، والمنشد الدكتور جهاد الكالوتي، أحد شباب مدرسة الإنشاد الديني. 



الجريدة الرسمية