رئيس التحرير
عصام كامل

مقتل 4 دبلوماسيين روس في أسبوعين.. «كارلوف» البداية.. وفاة قنصل باليونان.. غموض حول جثة مندوب «الناتو».. اغتيال مستشار بالخارجية الروسية.. وخبير بالأهرام: حرب باردة يشنها أوباما


فترات عصيبة تمر بها روسيا، بعد زخم الهجمات الإرهابية المتتالية التي تشنها بحق الدبلوماسيين الروس بمختلف الأنحاء، على الرغم من إعلان السلطات الروسية مرارًا إحباطها سلسلة هجمات خطط لها الإرهابيين وتجميد أنشطتهم فضلًا عن الضربات القاسية التي سددتها لهم الآونة الأخيرة، إلا أن أيادي القتلة طالت رابع دبلوماسي روسي خلال أسبوعين.


قنصل باليونان

ووقع آخر الضحايا الروس، أندرية مالانين، القنصل الروسي لدى اليونان، الذي أكدت السفارة الروسية مقتله، أمس الإثنين، في شقته بأثينا، وحسبما أفادت الوكالة الروسية "نوفوسيتي" أن الدبلوماسي الروسي تغيَّب عن عمله صباحًا، فضلًا عن عدم إستجابته للاتصالات الهاتفية، الأمر الذي أثار الشكوك لدى زملائه، مما دفعهم للاتصال بأفراد الشرطة، ومن جانبهم توجهوا إلى محل إقامته وكسروا الباب، حتى وجدوه ميتًا داخل منزله، ومازالت التحقيقات جارية للوقوف على ملابسات الحادث.

دبلوماسي ببلجيكا

وقد سبقه في 25 ديسمبر 2016، مقتل "يفس شانديلون" مندوب وزارة الدفاع الروسية بحلف الشمال الأطلسي "الناتو"، والذي عُثر عليه مقتولًا داخل سيارته على بُعد أميال عن منزله في ظروف غامضة، وكشف تحقيقات الشرطة البلجيكية، أن جثة المندوب بها آثار طلق ناري برأسه، حيث وجدت السلطات بندقية بمحيط الحادث، وكذلك عثروا على المسدس الذي قُتل به داخل صندوق سيارته.

كما أشارت التحقيقات أن رواية انتحاره غير صحيحة، وأنه قد تلقى تهديدات قبل وفاته.

موظف بالخارجية الروسية

وكشفت وزارة الخارجية الروسية، في بيان صدر لها، بتاريخ 20 ديسمبر 2016، أن الدبلوماسي الروسي "بيتر بوليشكوف"، وقع قتيلًا في شقته بالعاصمة الروسية موسكو، موضحة العثور على رصاص وفوارغ وبندقية بموقع الحادث، مستبعدين فرضية انتحاره.

وأوضح البيان أن مقتل الدبلوسامي لا علاقة له بعمله، وذكرت وسائل الإعلام الروسية أن القتيل هو أحد كبار المستشارين بوزارة الخارجية الروسية، حيث كان يرأس قسم أمريكا اللاتينية سابقًا.

سفير بأنقرة

وبينما كان السفير الروسي أندرية كارلوف، في زيارة معرض للصور الفوتوغرافية في غاليري بأنقرة، حمل عنوانًا " روسيا كما يراها الأتراك، وتحديدًا في 19 ديسمبر 2016، أطلق مسلح بملابس مدنية من بين الحضور المتواجدين في المعرض، النار من مسافة قريبة على السفير أثناء إلقائه كلمة بالمعرض وأرداه قتيلًا، بعد ترديده عبارات "الله أكبر"، تبعها بصرخات "لا تنسوا حلب، لا تنسوا سوريا".

وحسبما أفادت تحريات وزارة الداخلية التركية، أن منفذ الهجوم تابع لعناصر الشرطة التركية، وعمره 22 عامًا، وقد أكدت مقتله في تبادل إطلاق نار مع الشرطة بعد الحادث.

وكان كارلوف قد تولي عمله سفيرًا لموسكو في أنقرة، منذ عام 2013، وكان أحد الأشخاص المتعاونين في الأزمة التي وقعت بين البلدين عقب سقوط طائرة مقاتلة روسية قرب الحدود مع سوريا على يد تركيا.

تحريض أمريكي

ومن جانبه، قال الدكتور سعيد اللاوندي، الخبير في الشئون الدولية بمركز الأهرام للدراسات والبحوث الإستراتيجية، إن ما يحدث بحق الدبلوماسيين الروس، هو ترجمة حقيقية للحرب الباردة بين الدولتين الكبيرتين روسيا وأمريكا، على خلفية الأحداث التي ترتكبها روسيا في سوريا، موضحًا أن أمريكا ليست بريئة وليست بعيدة عن الشبوهات، فهي تقف وراء دولة وتحرضها ضد الأخري، وهو ما يوضح إنزعاج أمريكا من عودة روسيا للساحة العالمية، فالإدارة الأمريكية ليسوا سعداء بذلك.

وأشار سعيد اللاوندي، إلى أننا على أعتاب حرب باردة بين القوى العظمي أعادها نظام أوباما، خاصة بعد إثارة الشكوك وتداول أحاديث حول علاقة روسيا بالانتخابات الأمريكية ودعمها ترامب.

شبه جنائية

بينما أوضحت الدكتورة نورهان الشيخ أستاذ العلاقات الدولية بجامعة القاهرة، والخبيرة في الشئون الروسية، أن استهداف روسيا من قبل الجماعات الإرهابية أمر طبيعي في الفترة الحالية، خاصة وأنها الدولة الوحيدة التي تتصدى للإرهاب على الساحة، ولكنه لا يجوز تحليل أي حدث لدبلوماسي روسي على أنه عمل إرهابي، فهناك بعض الوقائع جنائية عادية بعيدة عن استهداف السلطة الروسية.

وحسبما ذكرت نورهان الشيخ، أن لأمريكا يد في تلك العمليات ولكن بطريق غير مباشر من خلال إيوائها ودعمها لهؤلاء التكفيريين، كما أن الأمر بعيد عن التدخل الروسي في سوريا.
الجريدة الرسمية