رئيس التحرير
عصام كامل

ضحايا «قانون الرؤية» بعد مقترح تعديله.. أبناء «هلا شيحة» يفتقدون الأب.. «أصالة» تمنع طليقها من زيارة أبنائها.. وحقوقيون: التعديل تمييز ضد المرأة.. وترك الأمر للمحاكم الأف


يتحكم "قانون الرؤية"، في مستقبل ما يقرب من 7 ملايين طفل قادرين على بناء مستقبل وطن؛ لذلك لابد من توخي الحذر، في أي تعديلات تخص ذلك القانون، كلمات عبر بها القائمون على الدفاع عن حقوق الطفل، بعد تقديم مقترح برلماني بتعديل في ثنايا ذلك القانون.


وقدمت النائبة سهير نصير الحادي، مشروع قانون للبرلمان، بتعديل مواد في القانون، تشمل نقل الحضانة من الأم للأب في حال زواجها، رغم أن القانون الأساسي ينص على أنه في حالة زواج الأم، تعود الحضانة للجدة من الأم، أو الجدة من الأب.

وتستعرض «فيتو» في السطور التالية أهم الحالات التي عانت من قانون الرؤية:

أبناء هلا شيحة
كان أحد ضحايا قانون الرؤية، أبناء الفنانة «هلا شيحة»، فعقب انفصال مهندس الديكور فوزي العوامري عن الفنانة، لم يجد مخرجا لرؤية أبنائه سوى اللجوء إلى المحكمة، وهي التجربة التي تحدث عنها وعن تفاصيل منعه من رؤية أبنائه.

وتحدث العوامري في لقاء مع الإعلامية دعاء فاروق، ببرنامج «حياتنا» المذاع على قناة «النهار one»، في أكتوبر الماضي، عن منعه من قبل «شيحة» من رؤية أبنائه، متهما إياها باختلاق «حيل كيدية» في سبيل ذلك، خاصة أنها تشترط أن تكون الرؤية في نادي الجزيرة فقط، وبحكم أنه ليس عضوا في هذا النادي، لم يتمكن من رؤية أبنائه منذ سنة وسبعة أشهر، واستنكر عدم وجود قانون يعاقب أما منعت رؤية أب لأبنائه، وتربية الأولاد بشكل غير سوي.

أبناء أصالة
ولقي أبناء الفنانة أصالة نفس المصير، حيث كشف طليقها المنتج أيمن الذهبي، في تصريح صحفي، في يونيو 2012، أن أصالة تحرمه منذ ثلاث سنوات من رؤية أولاده، مؤكدا أنه يذهب إلى مصر لرؤيتهم، إلا أنه لا يتمكن في بعض المرات، جاء ذلك بعد معركة كبيرة بين الطرفين في المحاكم لحضانة الأطفال.

آثار الحكيم
لم يختلف الأمر كثيرا مع أبناء الفنانة آثار الحكيم، ولكنهم عانوا من الحرمان من الأم، فقد كتبت الكثير من المواقع الإلكترونية عن المأساة التي تعرضوا لها، في ظل قانون الرؤية بعد طلاق الأب والأم.

بدأت الحكاية عندما تم إبلاغ آثار الحكيم بطلاقها غيابيا، بعد أكثر من 10 سنوات زواج، وكان ذلك عام 1996؛ لتبدأ رحلة الحزن والعذاب، بعد أن استطاع الأب ضم الأطفال إليه، في ظل حضانة قانونية، وحرم الأطفال خلالها من رؤية الأم، التي اعتصر قلبها نحو العامين، وعندما تزوج طليقها من امرأة أخرى، عاد الأبناء لأحضان الأم عام 2004.

تزوجت آثار من الإعلامي ياسر خليل، المذيع بقناة «نايل تي في»، وكان الزوج صديقا للأبناء، لكن الأب استثمر الفرصة، ورفع دعوى يطالب فيها مرة أخرى بحضانة الأبناء، كان ذلك أوائل عام 2006، ورغم أن الأبناء ذهبوا ليعيشوا معه طواعية، إلا أنه بالغ ومنع آثار من رؤية أبنائها، وحرم الأبناء من الأم مرة أخرى.

الرأي الحقوقي
واستطلعت «فيتو» رأي الحقوقيين للمقترح البرلماني، حيث قالت انتصار السعيد، مديرة مركز القاهرة للتنمية وحقوق الإنسان: من المؤسف للغاية أن يأتي ذلك المقترح من امرأة. موضحة: يعني ذلك المقترح من تميز شديد ضد النساء، ففي الوقت الذي تسمح فيه للأب بالتزوج، يحرم الأم من هذا الحق.

وتابعت: ترفض العديد من السيدات اللائي تعرضن للضرب والإهانة رفع دعاوى قضائية ضد الزوج في المحاكم؛ تقديرا للحالة النفسية للأبناء، فهل سيتم مكافأتها على ذلك، بحرمانها من أبنائها فور الزواج؟ مشيرة إلى أن ذلك المقترح يشجع للتحايل على القانون؛ بلجوء الأم للزواج عرفيا؛ للاحتفاظ بالحضانة، فذلك المقترح يثير الأزمة ولا يحلها.

محكمة الأسرة
وفي نفس السياق، أكد الناشط الحقوقي أمير سالم، الأولى بالرعاية في هذه المحنة هو الطفل؛ لذلك لابد من التغاضي عن قانون ثابت يحدد تلك الإشكالية، وترك الأمر لمحكمة الأسرة؛ لتحديد أيهما أفضل؛ الحياة مع الأم، أم الأب في حالة زواجهما، مطالبا بتوفير جهة تكون مسئولة عن تقييم حياة الأب والأم، وتحديد أيهما أفضل للرعاية.

وأشار سالم إلى أن الأزمة واحدة عند الطرفين، فقد يعامل زوج الأم الأبناء معاملة سيئة، على الجانب الآخر قد تكون المعاملة أيضا من زوجة الأب سيئة؛ لذلك لابد من ترك الأمر للمحاكم؛ لتحديد أفضلهما للمعاشرة.
الجريدة الرسمية