رئيس التحرير
عصام كامل

مقال عن الغباء


أف لهؤلاء الذين نطلق عليهم: «النخب المصرية» هؤلاء أوردونا التهلكة، لا يعرفون شيئا عن شيء ويفتون في كل شيء وكأنهم يعرفون كل شيء! ذهبوا للإرهابي محمد مرسي في فندق الفيرمونت قبل انتخابات الرئاسة المنكودة ليبايعونه، وهم لا يعرفون شيئا عن مرسي ولا عن الإخوان ولا عن حقيقة أفكارهم، كانت كل معلوماتهم سطحية بليدة غبية، ونتج عن غبائهم المساهمة في نجاح غبي من جماعة غبية ليكون رئيسا لمصر!


كتبت يومًا عن غباء هؤلاء وانتقدت واحدا منهم لمبايعته الغبي مرسي، فأرسل لي رسالة على الهاتف المحمول يقول لي فيها: «كنت أظنك مختلفا عنهم ولكنك مثلهم»، فأعدت له الرسالة عينها: «كنت أظنك مختلفا عنهم ولكنك مثلهم» والحقيقة أن معظم نخبتنا عبارة عن مجموعة من الأغبياء الجهلة، ويبدو أن فترة حكم مبارك كانت مناسبة لتحويل النخب إلى جوقة من الأغبياء يعزفون لحن الغباء.

وأظنك تعرف أنه شيءٌ مؤلم على النفس عندما تصطدم بالغباء، تجلس في بيتك فتجد الغباء يطرق عليك باب بيتك فجأة دون إنذار سابق، ويدخل ليجلس في الصالون بسماجة ليسألك بعض أسئلة غبية، تذهب إلى مكتبك فتقابل الغباء وأنت صاعد على السلالم، فيصطدم بك لتقع من فوق الدرجات مهشم العظام، تمشي في الشارع فيتقدم إليك الغباء ليفتح معك حوارًا سخيفًا، تشتري صحيفة فتقرأ فيها حوارًا أعده غبي مع غبي آخر، تفتح التليفزيون فتشاهد حوارًا غبيًا بين إعلامي غبي يستضيف أغبياء، تقرر أن تذهب إلى نومك لتستريح من هذا الغباء الذي يحيط بك، فترى حلما يهاجمك فيه فريقٌ من الأغبياء ويفتحون معك حوارا غبيا!

تقرر أن تنقذ عقلك من الغباء فتأخذ أول كتاب في مكتبتك لتقرأه فإذا به رواية غبية لروائي غبي، وهنا تقرر السفر إلى بلد آخر فتحجز أول مقعد على أول طائرة متجهة إلى بلد يعيش فيه الأذكياء، فإذا بموظف شركة الطيران الغبي يحجز لك تذكرة للسفر يوم 30 فبراير!

أما الأكثر إيلامًا على النفس فهو عندما تصطدم بالغباء والجهل معا، وقديما أطلقت عليهما اسما واحدا هو «الغبهل»، والشخص الذي كنت أرى أنه يجمع الصفتين كنت أخاطبه قائلا: أيها الغبهل، وفي أحد الأيام اصطدمت بتاجر «غبهل» كتب في حانوته الآية الكريمة «ادفع بالتي هي أحسن» ظنا منه أن هذه الآية تحض المشتري على دفع ثمن ما اشتراه! أما «الغبهل» الآخر فأخذ يؤكد لأصحابه وهو يستند لحساباته الفلكية بأن مولد النبي صلى الله عليه وسلم سيكون هذا العام في شهر رمضان! وكانت آلافة الكبرى يوم رأيت «غبهل» يؤكد بعلمه وخبراته أنه لا يوجد أي مؤامرة على مصر! فهل لدى أحدكم وسيلة تخلصنا من الغباء، ستقولون: لا بالطبع لا يوجد، إذن فلنبحث عن حل دموي يخلصنا من الأغبياء لا الغباء، فاهميييين، الأغبياء لا الغباء.
الجريدة الرسمية