رئيس التحرير
عصام كامل

انطلاق ملتقى القاهرة الدولي للشعر العربي.. النمنم: العالم في أمسّ الحاجة للشعراء.. الحاج علي: مصر شاعرة أعادت إنتاج التاريخ.. حجازي: لا ملجأ لنا إلا باسترداد الوعي


افتتح، اليوم الأحد، الكاتب الصحفي حلمي النمنم وزير الثقافة الدورة الرابعة من ملتقى القاهرة الدولي للشعر العربي، على المسرح الصغير بدار الأوبرا المصرية، بحضور الدكتور هيثم الحاج على، رئيس الهيئة العامة للكتاب، ومسير أعمال المجلس الأعلى للثقافة، والدكتورة نيفين الكيلاني رئيس صندوق التنمية الثقافية.


الحضور
حضر الافتتاح أيضا نخبة من الشعراء المصريين والعرب، ومنهم أحمد عبدالمعطي حجازي، أشرف عامر، حسن طلب، محمد عبدالمطلب، محمد البريكي، حسن القباحي، محمد الشهباني، حسين حمودة، محمد إبراهيم أبو سنة، شوكت المصري.

عنوان الملتقى
وأثنى حلمي النمنم وزير الثقافة، على اختيار "ضرورة الشعر"، كعنوان للدورة الرابعة من ملتقى القاهرة الدولي للشعر العربي، مؤكدًا أن العالم الآن في أمسّ الحاجة للشعر والشعراء، وسط كل الحرائق التي تدور في الوطن العربي، خاصة فلسطين التي كاد العرب أن ينساها رغم أنها الحريق الأول والأكبر بالمنطقة.

الرواية العربية
وأضاف النمنم، خلال كلمته في افتتاح الملتقى، اليوم الأحد، أنه رغم نجاح الرواية العربية ومنافستها لجميع الفنون الأدبية، إلا أن الشعر يبقى ديوان العرب الأول، قائلا: "يجب أن أعترف أن الشعر هو البوصلة الأولى، رغم أني لست شاعرا وهذا من سوء حظي".

وقدم الدكتور هيثم الحاج على، رئيس الهيئة العامة للكتاب والقائم بأعمال الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة، التحية للدكتورة أمل الصبان الأمين العام السابق للمجلس، والتي قدمت اعتذارها عن أمانته أمس السبت.

صناعة الوعي
وقال الحاج علي، خلال كلمته في افتتاح الدورة الرابعة من ملتقى القاهرة الدولي للشعر العربي، إن الشعر هو عماد العربية وديوانها، مؤكدًا أن للشعراء رؤية خاصة للعالم تسهم في صنع الوعي، فالشعراء هم أجهزة الاستشعار والبوصلة التي تتوجه نحو المستقبل.

التراث الممتد
وأضاف الحاج على، أن الملتقى يأتي ومصر تجتاز واحدة من أصعب مراحل التاريخ، لتبنى مؤسسات الدولة من جديد لتنطلق بها نحو المستقبل، فمصر هي الشاعرة التي أعادت إنتاج التاريخ، قائلا: "على الرغم من كل التحديات التي جابهها الملتقى، فها نحن في افتتاحه، محملين بتراث ممتد من الشعر ومتطلعين إلى أن تعود القصيدة لدورها الفاعل، لنصنع من خلافاتنا نقاشا منتجا".

وفي ذات السياق أكد الشاعر الفلسطيني محمد عز الدين المناصرة، خلال كلمته نيابة عن الشعراء العرب المشاركين في ملتقى القاهرة الدولي للشعر العربي بدورته الرابعة، إن الشعر في أًصله شغف والشاعر المتميز هو من يمتلك بصمة خاصة به.

أدب التهجين
وأكد "المناصرة" أن هناك أنواعا من الشعر والأدب التي يتناساها ويهمشها العالم العربي، ومنها أدب التهجين وهو يتكون من الشعراء والأدباء ذوي الأصول العربية الذين يقيمون في دول غربية، وضرب المناصرة مثالا بوجود 11 شاعرا من أصول فلسطينية يقيمون في دولة تشيلي، مؤكدًا أننا كعرب نغفل هذا النوع في جامعاتنا.

وقدم الشاعر أحمد عبد المعطي حجازي كلمة الشعراء المصريين في افتتاح الدورة الرابعة من الملتقى الدولي للشعر العربي.

ضياع الحقيقة
وقال حجازى: "حين نلتقى لنتحدث عن ضرورة الشعر، فنحن نعبر عن هاجس يلح علينا كشعراء العالم والمهتمين بالشعر، فهل يمكن أن يموت الشعر، فالعالم الآن والجسد والنفس أصبحوا ساحات مفتوحة للكشف والبحث عن المال والسياسة والسلطة والدين، فوجد المثقفون الأوروبيون والشعراء خاصة في هذا العالم الذي لم يعودوا يعرفونه وأخذوا يتحدثون عن ضياع الحقيقة، وعن ضياعه وافتقاده لنفسه التي لم يعد يستطيع التعرف عليها".

وأضاف الشاعر في كلمته: "نحن الآن في وضع شبيه بهذا الوضع وما شعروا به من الاغتراب الشديد وربما وضعنا أقسى وأشد، لأننا خرجنا من عالمنا وعالم الآخرين التي انهارت مؤسساته لنقف على أبواب مجهول لانعرف أوله من آخره ولا نستطيع أن نسميه إلا مجهولا، مجهول مخلوق من هزائم متلاحقة وانتصارات كاذبة، آلات وأجهزة ملأت العالم واستغنت عن الإنسان الذي يقف الآن وحيدًا في فراغ صامت ومن حوله وسائل الاتصال التي فقد بها الاتصال.

 لهذا نتحدث اليوم عن ضرورة الشعر لأننا في أشد الحاجة للشعر، ولأن كل مافي العالم الآن يحاصر الشعر ويخنقه، ليس وحده بل الحب أيضا والصداقة واللغة، والآمال والأحلام ونحن لسنا بعيدين عن هذا العالم، فنحن منه وربما وضعنا فيه أسوأ لأننا لا نملك حتى الوعي الذي نستطيع به أن نتصور مانحن فيه، وبدلا من أن نشارك فيه الآخرين سبلا نعيد فيها بناء العالم الذي انهار، اندفعنا لنفاخر بالماضي والانتحار الجماعي والنظم المستبدة التي نعايشها في جميع بلادنا العربية ويعيشها معنا الآخرون".

الوعي الكامل
وأكد حجازي قائلا: "لا ملجأ لنا أن نسترد وعينا بواقعنا ولا ملجأ لنا إلا الشعر نتخلص فيه ما يفرق بيننا ونستعيد علاقتنا بالأرض.. لأن الشعر وعي كامل، ففي الشعر تجتمع اللغات والثقافات كما تجتمع في الحب الديانات والمذاهب، فعلينا إذن أن ننقذ الشعر لننقذ العالم وننقذ أنفسنا".

فن العربية
ومن جانبه قال الشاعر محمد عبد المطلب مقرر لجنة الشعر بالمجلس الأعلى للثقافة إن ملتقى القاهرة الدولي للشعر العربي تتعاون فيه مصر ووزارة الثقافة مع العالم كله في الشعر، باعتباره فن العربية الأول والذاكرة التي تحفظ أنسابها وحوادثها لتقدمه للأجيال.

تمثيل الشباب
وأوضح أن الملتقى يضم 50 شاعرا مصريا منهم 30 شاعرا من الشباب، وهي استجابة لطلب حلمي النمنم وزير الثقافة، مايؤكد التمثيل الأكبر لفئة الشباب.

وأضاف "عبد المطلب" أن اللجنة العلمية للملتقى قضت 4 أشهر تعد للملتقى من خلال لجنة تضم مجموعة من أعلام الشعراء، ثم استعانت بكوكبة من العاملين بالمجلس الأعلى، لنؤكد أن الشعر هو فن العربية الأول رغم المنافسة الشديدة التي تدور حوله من الفنون.

يذكر أن الملتقى يستمر لمدة 4 أيام، وينتهي يوم 30 نوفمبر الجاري، كما اعتذر عن عدم حضور الملتقى 10 من أكبر شعراء ونقاد الوطن العربي ومصر، منهم: "أدونيس، سعدي يوسف، حبيب الصايغ، صلاح أبو حميدة".
الجريدة الرسمية