رئيس التحرير
عصام كامل

السرنجات تفجر أزمة بين الأطباء ووزارة الصحة.. منى مينا: تعليمات باستخدام السرنجة مرتين.. والوزارة تنفي وتلوح بإجراءات قانونية ضد وكيلة النقابة

الدكتورة منى مينا
الدكتورة منى مينا وكيل نقابة
18 حجم الخط

شهدت الساعات الماضية أزمة بين وزارة الصحة ونقابة الأطباء، بعد تصريحات الدكتورة منى مينا وكيل نقابة الأطباء، عن وجود تعليمات من الوزارة باستخدام السرنجات أكثر من مرة للمرضى، بسبب أزمة توفير المستلزمات حاليا بوزارة الصحة، الأمر الذي قوبل بالهجوم الشديد من المواطنين، نظرا لأن استخدام الحقنة أكثر من مرة يؤدي إلى الإصابة بفيروسات الكبد ونقل العدوى.


من جانبه، نفى الدكتور خالد مجاهد، المتحدث باسم وزارة الصحة، وجود تعليمات للمستشفيات والأطباء باستخدام السرنجات مرتين، مشيرًا إلى أن هذا الكلام عار تمامًا عن الصحة.

"كلام فاضي"
ووصف مجاهد، حديث الدكتورة منى مينا، بأن المستشفيات أصدرت تعليمات بتقليص استخدام مستلزمات الدواء توفيرًا للنفقات، وأن المستشفيات قالت للأطباء: "استخدموا السرنجة أكتر من مرة مع المرضى"، بـأنه "كلام فاضي". 

وأوضح أن استخدام السرنجات أكثر من مرة يؤدي إلى نقل العدوى، وهو أمر مخالف لمنظومة مكافحة العدوى التي بدأت وزارة الصحة في تطبيقها في إطار خطة مكافحة الفيروسات الكبدية.

وأكدت وزارة الصحة أن هذه التصريحات التي وصفتها بـ«غير المسئولة» من شأنها خلق حالة من الذعر لدى المرضى، وإثارة البلبلة بين المواطنين، مشيرة إلى أنها لا تمت للواقع بصلة، وأنه سيتم اتخاذ الإجراءات القانونية ضد وكيل نقابة الأطباء على خلفية التصريحات التي أطلقتها.

واستنكرت الوزارة مثل هذه التصريحات في ظل ما اتخذته من إجراءات لإنشاء مصنع السرنجات ذاتية التدمير "الآمنة" التي تتم بالتعاون بين وزارتي الصحة والسكان والإنتاج الحربي بتكلفة 17 مليون دولار لإنتاج 50 مليون سرنجة سنويا، وهو ما سيكون له الأثر الأكبر في القضاء على الأمراض المعدية في مصر وعلى رأسها فيروس "سي".

المخزون يكفي عامين
وأكدت وزارة الصحة والسكان أن لديها مخزون إستراتيجي لتأمين احتياجات المستشفيات من المستلزمات الطبية يكفي لمدة عامين، تم شراؤها تحت إشراف القوات المسلحة ضمن مناقصة "برلين"، وذلك بهدف تحقيق الأمان الطبي في مصر.

وأكد المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان، أن الوزارة تتبع إستراتيجية محددة للحقن الآمن ومنع حدوث أي عدوى قد تنتج عن الوخز بأبر سبق استخدامها، والتي تمثلت في منع استخدام المحاقن الزجاجية منذ عام 1986 وتلاها إدراج الحقن ذاتية التلف التي لا يمكن إعادة استخدامها منذ عام 2007 ضمن البرنامج الموسع للتطعيمات، وكذلك التوفير المستمر لصناديق الأمان للتخلص من السرنجات وغيرها من الأدوات الحادة حيث توفر وزارة الصحة والسكان ما يزيد عن مليون صندوق سنويا توزع على جميع المنشآت الطبية.

وذكر أن الوزارة تجري دراسة لمعرفة اتجاهات وممارسات المواطنين والعاملين الصحيين تجاه مأمونية وسلامة الحقن، وذلك لتقييم الوضع الحالى لاتخاذ الإجراءات اللازمة وتحديث الإستراتيجية الحالية، بالإضافة إلى تدريب آلاف الأطباء والعاملين بالقطاع الصحى على الأساليب المانعة لنقل العدوى ومكافحة العدوى حيث أصدر القطاع الوقائي بالوزارة التحديث الثالث للدليل القومى لمكافحة العدوى هذا العام.

رد منى مينا
فيما أكدت الدكتورة منى مينا وكيل نقابة الأطباء، أن هناك محاولة للالتفاف على جزء من حديثي بشأن استخدام السرنجات بالمستشفيات، للتغطية على المشكلات المهمة التي تحتاج لنقاش جاد وحلول حقيقية.

وقالت، في بيان اليوم: «بالنسبة للسرنجات وصلتنى رسالة على موبايلى من أحد شباب الأطباء، يستغيث من تعليمات شفوية من إدارة المستشفى، لاستخدام نصف المستلزمات، المريض الذي يستخدم جهازي تعليق محاليل خلال 24 ساعة يستخدم جهازا واحدا، المريض المحتاج سرنجتين، غطى السرنجة واستخدمها مرة ثانية"، مؤكدة أن حديثها يعني الاستخدام مرتين لنفس المريض وليس من مريض لآخر، ولكنه مرفوض بالطبع حتى لنفس المريض وذلك لمخالفته لقواعد مكافحة العدوى. 

وأضافت أنها وصلت لها استغاثة من طبيب شاب، ونقلتها كاستغاثة وليس كحقيقة معممة، بالعكس رفضت تعميمها ما دامت لا تتوافر لها معلومات دقيقة. 

وقالت إن هناك محاولة خبيثة لاصطناع مشكلة عن طريق «تحوير الكلام»، وصلت لأن بعض الأصدقاء يتصلون بها ليسألوا بفزع: "لماذا يا د. منى تطالبين باستخدام السرنجة لأكثر من مريض؟"، مؤكدة ضرورة توفير الدواء والمستلزمات والمحاليل وفلاتر الغسيل الكلوى بأسعار في متناول ملايين المرضى بمصر.
الجريدة الرسمية