الصين حليف مصر الجديد.. اتفاقيات تبادل العملة بين القاهرة وبكين ينهي أسطورة الدولار.. السياحة الصينية تعلن عن نفسها بـ400 سائح.. و12 مليار دولار حجم التبادل التجاري بين البلدين
طوال التاريخ الحديث كانت مصر تتأرجح بين قوتين عالميتين شكلا التاريخ الحديث، فإما الاتحاد السوفيتي سابقًا أو الولايات المتحدة الأمريكية قبل ثورة يناير، هذا التحالف لم يكن فقط من أجل موازين القوى بل كان يعني مميزات أخرى اقتصادية وتجارية تقدمها كل قوى من القوتين الأعظم لمن يتبع سياستها.
في ظل هذا الصراع كانت الصين تنمو بسرعة مذهلة لتمكنها من المشاركة فيما يسمى صراع الكبار، متخذة من القوة الاقتصادية طريقًا للبلاد، وهو ما أتى في النهاية ثماره، فأصبحت الصين هي طوق النجاة لمصر في الوقت الحالي.
وخلال الفترة الماضية توترت العلاقات مع واشنطن التي عطلت مساعدات تقدر بـ100 مليون دولار كانت مخصصة لمصر بذريعة وجود «معوقات» تحول دون استخدامها على نحو فعال، فيما لم تكن العلاقات الروسية جيدة بعد سقوط الطائرة الروسية في سيناء أكتوبر 2015.
طوق نجاة
وعلى رأس تلك العلاقات التي وطدتها القاهرة، كانت العلاقة مع أكبر ثالث اقتصاد في العالم والذي أصبح في الوقت الحالي الحليف الأقوى لمصر.
تبادل العملات
آخر الملامح التي تشير إلى ذلك هو الإعلان عن موافقة مبدئية لاتفاقية تبادل العملات بين مصر والصين، التي عدها الكثيرون بمثابة خطوة في طريق الخروج من طوع سيطرة الدولار.
وبعد مفاوضات دامت نحو الشهر بين مصر والصين، كشف أحمد كوجك، نائب وزير المالية للسياسات المالية مؤخرًا عن اتفاق مبدئي على «مبادلة عملة» بين الجانبين بنحو ملياري دولار، مشيرًا إلى اقتراب البنك المركزي من إنهاء الاتفاقية.
الأمر ذاته أكدته وكالة بلومبرج قبل ساعات، مشيرةً إلى توصل البلدين لاتفاق مبادلة عملة بقيمة 2.7 مليار دولار، وتتمثل اتفاقيات تبادل العملات في تبادل سلع – الواردات والصادرات – بالعملات المحلية للبلدين مما يدعم اقتصادهما.
وطبقًا لبيانات نقطة التجارة الدولية، فإن حجم التبادل التجاري بين مصر والصين يبلغ نحو 12 مليارًا و250 مليون دولار، وبلغ حجم الواردات الصينية إلى مصر مطلع العام الحالي نحو 9.8 مليارات دولار دون إضافة صادرات الأشهر الثمانية الأولى.
فيما بلغ حجم الصادرات المصرية إلى الصين نحو 9% من حجم التبادل التجاري بين البلدين، كما تبلغ الاستثمارات الصينية في مصر نحو480 مليون دولار في 1200 مشروع تقريبًا، بينما يصل حجم الاستثمارات الصينية بالسوق غير الرسمية إلى 5 مليارات دولار.
بديل السياحة الروسية
وفي خطوة إيجابية في طريق استبدال السياحة الروسية، استقبل اللواء ماجد عبد الكريم سكرتير عام محافظة أسيوط، يوم الأربعاء الماضي، وفدًا من وكالة الأنباء الصينية خلال جولتهم السياحية لمحافظة أسيوط، مطالبًا بتكرار زيارتهم لأسيوط، وموضحًا أن المحافظة تحتوي على العديد من الأماكن الأثرية والسياحية تمثل مختلف الحضارات.
وقال السكرتير العام: «إن المحافظة بقيادة المهندس ياسر الدسوقي محافظ أسيوط تولي اهتمامًا خاصًا بقطاع السياحة سواء الداخلية أو الخارجية والوفود السياحية والحفاظ على الإرث التاريخي للمحافظة»، مشيرًا إلى تجهيز تقرير عن الآثار القبطية الموجودة بأسيوط بـ 3 لغات (العربية، الإنجليزية، الصينية).
وأضاف عثمان الحسيني مدير الهيئة الإقليمية لتنشيط السياحي بأسيوط: «أن الوفد الصيني قام بزيارة دير السيدة العذراء بجبل أسيوط الغربي والدير المحرق بالقوصية»، لافتًا إلى أن قيام رهبان وقساوسة الدير بتقديم شرح وافٍ عن الدير ومعلومات عنه، مشيرًا إلى عرض فيلم يحتوي على الأماكن الأثرية والسياحية بمحافظة أسيوط باللغة الصينية، وتقديم شنط سياحية بها كتيب يضم جميع الآثار، وسي دي يتضمن فيلمًا مصورًا عن محافظة أسيوط.
وعلى ما يبدو، فقد بدأت تلك الخطوة في تحقيق ثمارها عاجلًا، ليستقبل مطار القاهرة الدولى منذ أيام، فوجًا سياحيًا صينيًا يضم 400 سائح للقيام بجولة سياحية تستغرق أسبوعًا يقومون خلالها بزيارة المعالم الأثرية والسياحية.
وأفادت مصادر بالمطار: «أن الفوج السياحي الصيني، وصل على متن 4 رحلات مختلفة، وقامت شرطة السياحة بالمطار بإنهاء إجراءات وصولهم، للقيام بجولة سياحية لزيارة معالم القاهرة الأثرية والمدن السياحية لمدة أسبوعًا، وتم تأمينهم حتى خروجهم من دائرة المطار».
