رئيس التحرير
عصام كامل

«ليلة وداع أبناء قنا» قصص مؤلمة كتبتها مأساة السيول.. «تقرير»

فيتو
18 حجم الخط

«كلهم منتظرينك وعلى موعد معك… يلا بينا عاوزين نروح بدري عشان كلهم في البلد مستنين رجوعنا بسرعة»، كانت هذه الكلمات الأخيرة في حياة أبطال مشاهد الحادث المأساوي ليلة الجمعة الماضي، والذي راح ضحيته 11 وأصيب 29 فردا بتصادم أتوبيس على طريق الجيش «قنا - سوهاج».


البداية كانت مع عبداللاه أحمد عبداللاه يبلغ من العمر 27 عامًا خريج معهد فني، وابن قرية الجحاريد التابعة لمدينة دشنا شمال محافظة قنا، الذي كان يسافر دومًا لطبيعة عمله بالقاهرة بأحد المصانع لمساعدة أسرته المكونة من 4 أشقاء، في تلك الليلة أبلغ أسرته أنه سوف يأتي إليهم، دون أن يعلم أن وعده هو آخر كلماته مع أهله.

استقل الأتوبيس المنكوب، وقبل رحيله قام خلال 3 ساعات متواصلة بإنقاذ 13 شخصًا كانوا يستقلون الأتوبيس، وفي طريق عودته جرفته مياه السيول إلى منطقة جبلية لم يتمكن أحد من الوصول إليه بسبب الظلام والتعب المفاجئ الذي أصابه نتيجة جلوسه في المياه فترة طويلة، ما دفع أبناء قريته إلى المطالبة بتسمية مدرسة باسمه.

أحمد مبارك، إحدى ضحايا قرية المعنا الذي كان في رحلة سفر هو وشقيقه وزوجته وابنتاه، وفقدوا في حادث الأتوبيس، خرج شقيق أحمد فوق الأتوبيس وظل ينادي عليه وسعى إلى إخراجه لكنه لم يتمكن وجرفته المياه إلى منطقة بعيدة وتمكن أحمد من إخراج زوجته في تلك اللحظة، وحاول إخراج ابنتيه، ولكنه لم يتمكن ووضع الاثنتين على يده فسقطت الطفلة الأولى وجرفها التيار فأسرع وراءها، ولكنه لم يتمكن من اللحاق بها إلى أن جرف التيار الابنه الأخرى حاول أحمد إنقاذهما، ولكن جرف التيار أريج وأروي لتعثر الأم على جثتي ابنتيها وتشيعهما، وتودع في الوقت نفسه زوجها عقب العثور عليه بالمنطقة الجبلية عند الكيلو 22 بطريق "قنا - سوهاج" بعد قيام الأهالي بالبحث عنه، وودعت القرية أبناءها في جنازة شعبية مهيبة تاركين خلفهم ألمًا لا يمحوه الزمن.
الجريدة الرسمية