3 انحرافات للإخوان عن «أدبيات البنا» تهدد بزوال الجماعة للأبد.. تجريم المرشد ومخالفة أوامره الأبرز.. اختفاء الوسطاء مع الدولة وانتشار الدواعش.. وهجر «التقية السياسية»
خلافات مدوية.. وانشقاقات مدلولاتها تستعصي على الفهم، تلك الحادثة الآن بين صفوف الإخوان، ورغم شيوع الالتباس والتناقض لأغلب تصرفاتهم لسياسية بل الفكرية والتنظيمية، إلا أن حالة التمرد على أدبيات حسن البنا، المتفشية بين القواعد الآن، وانقلاب الشباب على نصوصها التي كانت سياجا حاميا، ضمن لهم البقاء وسط العواصف التاريخية، يعرض الجماعة للانقراض والتآكل.
السمع والطاعة
لم تعرف جماعة الإخوان الديمقراطية طوال تاريخها، وأن أظهرت غير ذلك، أو حاولت التمسح بالشوري، في النهاية هناك لوائح تُترك للجالس على كرسي القيادة، يفهمها بالطريقة التي تريحه، ويطبقها حسب موقفه من القيادة والشوري، والمخاطر التي تحاك للجماعة ورجالها.
إقرأ: بالأسماء.. «رجال الظل» في جبهات الإخوان المتصارعة..
وحصنت أدبيات الإخوان القيادات ضد كافة تصورات التمرد بـ«البيعة»، التي تضمن لرأس التنظيم «المرشد» السيطرة على عقل وإرادة العضو، عبر حلف اليمين، والتعهد بالثقة التامة في القيادات، ضمن ما يحلف على الالتزام به.
مؤخرا.. صار من الأدبيات الجديدة للإخوان سب المرشد وتحقيره، بل والبحث في أرشيفه السري عما يثبت عمالته ومن معه للأمن، وإقامة الحجة عليه، ما جعل الجماعة في موقف مهترأ إقليميا؛ حتى إن حليفتها الكبري تركيا، تبحث حاليا عن منفذ، لإعادة العلاقات مع الدولة المصرية، حسبما أكد كبير مستشاري رئيس الوزراء التركي، في حواره لإحدي القنوات الإخوانية التي تبث من الأراضي التركية.
ويري مراقبون، أن ضياع هيبة الكبار، وضرب الثوابت التي وقفت حائلا ضد تفتت الجماعة في كل الكبوات التي تعرضت لها، أول طعنة قاتلة في الجسد الإخواني، والشفاء منها في ظل الانشقاقات الحالية أمر يصعب التكهن بحدوثه.
إقرأ أيضا: قيادي إخوانى: الجماعة تترنح دون قاطرة فكرية
اختفاء المفكرين والمجددين
في كل عصور الجماعة ومن كبواتها، خرج مُنظرون أضافوا أفكارا مختلفة، وسطروا حلولا للأزمات التي عصفت بهم، ومنهم من لا يزال حيًا يرزق، وهو إبراهيم منير أمين التنظيم الدولي، الذي اعترف علانية قبل سنوات بالتواصل مع الأمن وعقد صفقات معه، في محاولة لإيجاد طريق للتفاهم مع الدولة، لتبريد توحشها ضدهم في ستينات القرن الماضي.
في الأزمة الحالية، وجد دواعش الجماعة وليس مفكروها، طريقا مفتوحا للتنفيس عن العنف المُعتق داخلهم، عن أفكار الحاكمية والجهاد والمقاومة بالسيف، إلى آخر مسارات العنف الديني دون الالتفاف إلى فقه الواقع وفقه الضرورة، والآليات السياسية الشرعية التي تحتكم إليها الجماعات السياسية وليست الدينية، ما يذهب بالإخوان إلى متاهات العمل المسلح، المحكوم على نهايته بالقتل والتصفية الجسدية والسياسية.
التقية
لا تمارس الإخوان «تقية معلنة» بل تتبرأ منها باعتبارها من ثوابت الدين عن الشيعة، ولكنها عمليًا أكثر من برع في ممارسة التقية السياسية على أرض الواقع، فكانوا دائما يقولون عكس ما يفعلون، ويتكتمون على مواقفهم ولا يعلنوها إلى بعد التمكين بمختلف درجاته، سواء في تحالفاتهم السياسية، أو مواقف ينكثون عنها فيما بعد، وما السيطرة على البرلمان والرئاسة في مصر ما بعد ثورة 25 يناير، والهيمنة على الحياة السياسية، والانقلاب على حزب النور وتشويه بين الجماعات الدينية بعدما كان أبرز حليف لهم، إلا فصول واضحة ومعلنة من التقية، التي كان يبدع فيها الإخوان من جراء ممارستهم الطويلة للعمل السري.
تابع: من فات قديمة.. الإخوان تعود لحروب التشويه ضد نشطاء «التيار المدني»
شباب الإخوان تخلوا عن التقية، وباتوا يجهرون بدعمهم ومساندتهم للحركات الإرهابية التي تستهدف رجال الدولة، ما يجعل تصفية كبار الجماعة، وتنفيذ الإعدامات المؤجلة بحق قيادتها آمرًا مشروعا للدولة، باعتباره حلا رادعا في مواجهة محاولات جر البلاد لمستنقع الحرب الأهلية.
تفشي التطرف
عادت الجماعة لتقسيم المجتمع على الطريقة القطبية، ورسم رجالها طريقين لتحديد مستقبل البلاد، أحدهما يمثل «الإسلام» وهو طريق الإخوان ومؤيديها بالطبع، والآخر طريق الجاهلية الذي يتعثر فيه كافة المصريين على اختلاف درجات قربهم من نظام الرئيس السيسي.
ويجتهد «دواعش الجماعة الجدد» في تكفير الدولة ورموزها، ومن يؤيدهم لدرجة أنهم يبيحون دماء من يختلف معهم، حتى لو لم يكن صاحب قرار سياسي، أو في منصب يجعله على خصومة واضحة معهم، فضلا عن حفلات السخرية والتهكم والتحريض على الأقباط، لمجرد اختيارهم لمسار مختلف، ما يجعل مجرد الحلم بعودتها مرة أخرى، آمر يتطلب استتابة من الله والوطن والمصريين.
