رئيس التحرير
عصام كامل

بالأسماء.. «رجال الظل» في جبهات الإخوان المتصارعة.. «المرسي» ظل مختفيا منذ فض رابعة وظهر فجأة ليؤيد العنف.. محمود حسين أستاذ «فلسفة التعتيم».. «دويدار وزوبع وتليمة&#

جماعة الإخوان
جماعة الإخوان

لم تأتِ الإخوان بمنهج رباني منزل.. لن تتأمل كثيرا حتى تتأكد من ذلك، فلا الملائكة ترفرف عليهم، ولا هم منزلون ومعصمون من الخطأ، بل لديهم كل شهوات ونزوات الدنيا كما غيرهم، ويحكم علاقاتهم منطق ومبادئ الميكيافلية بشتى صورها، ويتبعون في منهجهم الداخلي لإدارة الجماعة، كل الأساليب التي بني عليها «المماليك» مفاتيح صراعاتهم الداخلية للتفرد بنعيم السلطة والجاه، ولم يترك أي فريق من جبهات الإخوان المتصارعة طريقا واحدا نحو التمكين والسيطرة، إلا وتسلح به.. ومن بيت تلك الأدوات «رجال الظل».


ومعروف أن «رجال الظل» هم المتحكمون في مفاتيح الأبواب المغلقة، والذين بيدهم كافة الملفات والحلول، يأخذون ناصية القرار، ويعملون على دفعه للأمام وتمريره، تختلف قوتهم حسب مواقعهم، وأساليبهم بها أريحية عن متصدري المواقع الرسمية، فهؤلاء مباح لهم كل الأسلحة المشروعة منها والتي لا تخطر على قلب بشر، وربما لعّب قيادات الإخوان المتصارعة بهذه الأوراق، كان له مفعول السحر في تصعيد الأزمة وخلق كيانات وقيادات بديلة استطاعت شق الصف الإخواني في أقل من عامين.

العالمون ببواطن الأمور في الجماعة، يؤكدون أن اشتعال الصراع واستغلاله للإطاحة بالقيادات التاريخية التي يتولى أمرها محمود عزت القائم بأعمال المرشد، من قبل جبهة الإدارة العليا أو القيادة الجديدة، التي رأسها محمد كمال، منذ عملية الانقلاب التي قادها عزت ورجاله على شرعية الانتخابات الجديدة، التي جاءت بمحمد كمال، كان في بيان الإدانة التي أعلنته جبهة عزت، واستنكرت فيه قتل ثمانية من رجال الشرطة بحلوان في أبريل من العام الماضي، ووصفته بالعمل الإرهابي الجبان.

البيان قابلته جبهة «كمال» بهجوم عاصف لا سيما أنها تنتهج العنف ضد قوات الأمن، وهو الأمر الذي يلاقي قبولًا واسعًا من صفوف الإخوان، ما جعل تصرف جبهة القيادات محل استهجان، لم تقبل عليه مرة أخرى، فيما كان لرجال الظل في كلا الجبهتين أدوار مختلفة لتصعيد وترجيح كفة كل فريق على الآخر، وهو ما نرصده لكل فريق.

أولا: القيادات التاريخية

محمود حسين
ثعلب الجماعة العجوز، والرجل الثاني فيها، والذي يرابط في مكانه ولا يريد التزحزح عنه، يتبع استراتيجية التعتيم ويفرض عزلة على قنوات الاتصال داخل الجماعة للإمساك المحكم بكل قواعد اللعبة فيها، ويرى رجاله أنه يجيد العمل السري «المكان الطبيعي للإخوان»، والتي لا بد لمن يتولى أمرها أن يكون ملمًا بكافة تفاصيلها.

إبراهيم منير
قبل أسابيع كان إبراهيم منير من آلهة الجماعة، وأحد فرسانها الذين يصنعون القرار الدولي بل وأهم الذي يحتكم إليهم في حسم الخلافات، وكانت طلته على الجزيرة كافية بسحب الأضواء عن الجميع، ولا يزال الرجل متمسكًا بخيوط التنظيم الدولي، واللاعب الأهم في عملية اتخاذ القرار داخل جبهة القيادات التاريخية ولكنه مؤخرا، بات عبئا عليها بعد إعادة نشر حوار له واعترف فيه بعمالته لأمن الدولة وكتابته تقارير ضد زملائه حسبما أرادت منه أجهزة الدولة وبات هو الآخر من الوجوه الكريهة المطلوب إبعادها عن الصورة تماما.

طلعت فهمي
المتحدث الرسمي الجديد للجماعة، والذي يتميز بالهدوء واتباع منهاج الكبار وحسن التعبير عنهم، ويحاول فهمي مليء الدور والزخم الذي حققه محمد منتصر المتحدث المُقال، والذي جاء ليخلفه في قيادة الجهاز الإعلامي للإخوان.

الدفراوي ناصف
أحد القيادات الشابة في جبهة محمود عزت، والذين يعزو إليهم في إيصال صوت الكبار إلى صف الإخوان الغاضب، ويمثل حاليا أحد فرسان الرهان للتواصل مع الشباب، وإن كان لا يستطع حتى الآن التعامل بفعالية مثل أقرانه من المنتسبين للإدارية العليا.

ثانيا: جبهة الإدارية العليا 

محمد عبد الرحمن المرسي
خلف محمد كمال في قيادة الإدارية العليا، وهو عضو مكتب الإرشاد وكان مختفيا منذ فض رابعة العدوية، ولم يظهر إلا في منتصف العام الماضي، من خلال موقع رسالة الإخوان الذي يشرف عليه التنظيم الدولي، والذي نشر له رسالة بعنوان الإمام البنا واستخدام القوة، وكان أحد أهم رجال الظل في جبهة كمال ما جعله يتبوء مقعده بعد قتله.

مجدي شلش
قيادي إخواني، وكان يرافق محمد كمال ويقيم معه قبل مقتله، والذي فجر عاصفة من الجدل بتأكيده على إحدى قنوات الجماعة، تبني العنف الممنهج ضد الدولة، وكان شلش من أهم رجال كمال، وموضع ثقته، حاليا من أهم متخذي القرار داخل جبهته.

محمد منتصر
المتحدث الإعلامي الذي فجر الأساطير عن حقيقته التي لا يعرفها أحد حتى الآن، مجعله يثير حالة من الجدل، ويعد من أكثر الداعمين واللاعبين في الخفاء لصناعة القرار داخل «الإدارية العليا».

عز الدين دويدار
أبرز الوجوه الشابة حاليا في الجناح المنشق عن جبهة القيادات التاريخية، وهو مخرج سينمائي ومنسق أمانة وثيقة على بصيرة، وأهم مرجع إعلامي لكافة الصحف المصرية، إذ يصنف على أنه أهم المضطلعين على جهات القرار في الجماعة، وخبرته السينمائية مكنته من التواصل الجيد مع كافة وسائل التواصل الاجتماعي، ودائما ما يلقي بأفكاره على وسائل التواصل الاجتماعي، وينسق مع الإخوان الناقمين على جبهة عزت، وخاصة المهمشين في السوادن والبلدان التي هاجر اليها هربا من السجن والمطاردة، لتوحيد رأي عام ضد عواجيز الجماعة.

حمزة زوبع
قيادي من قيادات الوسط، ويؤيد بشدة نهج الإدارية العليا، ويرى أنه لا بديل عنها ويضغط إعلاميا، من أجل تمرير قرارات الإدارية للصف الإخواني، ويفضح سياسات الكبار لا سيما أنه كان بينهم ويعلم كل خباياهم.

عصام تليمة
مدير مكتب يوسف القرضاوي السابق، وأحد أبواق الهجوم الدائم على جبهة المرشد، ويعد حاليا من أهم الداعمين لجبهة الإدارية العليا، ودائما ما يمدهم بالأفكار والمقترحات، ويؤسس لمبادئ فقهية وقياسات على زمن البنا لشرعنة العنف ضد الدولة.

الجريدة الرسمية