رئيس التحرير
عصام كامل

دعوات المصالحة «خبيثة» ومطلوب «ممر آمن» لغير المتورطين بالعنف

فيتو

د. كمال الهلباوى: 
  • المصالحة الحل الوحيد لإنقاذ الشباب من أيدي «داعش»
  • من المثير للدهشة بقاء حزب النور في مكانه ومحتفظا بوجوده 
  • الإقبال على الانضمام للتيارات الإسلامية تزايد خلال الفترة الأخيرة 
  • لماذا يحرمون الشباب من المشاركة لكونهم انتموا للإخوان في وقت ما 
  • يأتي إلى منزلي شباب كثير من الإخوان مستعدون للاعتراف بأخطاء الجماعة 
  • تواصلت مع الرئاسة لاستيعاب عناصر الإخوان المسالمة ولم أجد من يجيبني 
  • كل المبادرات التي قدمت للمصالحة جاءت في توقيت خاطئ
  • إذا خير الشعب اليوم بين استمرار الجيش أو عودة الإخوان سيختار الجيش 
  • بعض الإعلاميين ينفخون أبواق الكراهية ويتحكمون في الرأي العام
  • التيار السلفي ما زال يعتقد أن الديمقراطية كفر بيَّن.. ومندهش من ترك الدولة له
  • أخلاق الإخوان في الوقت الحالي "واطية" 

سامح عيد:
  • الخطر قادم إن لم يتم احتواء «شباب الإخوان»
  • النظام الحالي لم يختلف في تعامله مع تيار الإسلام السياسي عن مراحل سابقة
  • الزج بالشباب في السجون وتركهم يكبرون داخلها يجعلهم يخرجون محملين بالكراهية للدولة 
  • علينا أن نعيد توفيق أوضاع الأحزاب السياسية ذات المرجعية الإسلامية 
  • نواجه خطرا أكبر قادما بسبب استمرار مؤسسات الدولة في التعامل بشكل أمني فقط

طلعت مسلم: 
  • الداعون للمصالحة مع عناصر من الإخوان "خبثاء"
  • طريقة تعامل نظام حكم ما بعد 30 يونيو مع التيار الإسلامي صحيحة 
  • لابد من مراجعة وإعادة النظر في التعامل مع تيار الإسلام السياسي 
  • المواجهات الأمنية لا تكفى وحدها مع من يستخدم العنف ضد الدولة 
  • الإخوان لا يعترفون بالنظام.. فكيف يصالحهم 
  • المنادون بالمصالحة مع الإخوان الآن «سذج وخبثاء»
  • علاقة الإخوان بمصادر تمويلهم ستطاردهم خلال الفترة المقبلة
  • «أجهزة المخابرات» هي اللاعب الأساسى والمتحكم الأوحد في العلاقات الدولية 

أدار الندوة: محمد الصياد
أعدها للنشر: أحمد صلاح
عدسة: ريمون وجيه

في أعقاب ثورة 30 يونيو، ظهرت على السطح تساؤلات مهمة ما زالت تتردد على مسامع الجميع "ما هو مستقبل التيار الإسلامي" في مصر والوطن العربي، وما هو مصير الشباب المنتمى للتيار الإسلامي، وهل تستمر الدولة في مجافاة الشباب ليتحولوا إلى الكيانات الإرهابية الأكثر عنفًا ووحشية المنتشرة في الآونة الأخيرة.

"فيتو" نظمت ندوة لطرح هذه القضية على متخصصين أصحاب خبرة واسعة في التيار الإسلامي وكيفية معاملة الدولة معهم، وهم كمال الهلباوي عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان، والقيادي الإخواني المنشق، واللواء طلعت مسلم، الخبير العسكري والاستراتيجي، وسامح عيد الباحث في شئون الجماعات الإسلامية


سامح عيد: الخطر قادم إن لم يتم احتواء «شباب الإخوان»
قال سامح عيد، إن النظام الحالي، لم يختلف في تعامله مع تيار الإسلام السياسي، عن تعامل الدولة في مراحل سابقة، والتي كانت أعنف دون شك، موضحًا أن النظام الحالي، لا يعتمد على استراتيجية طويلة المدى، ذات أبعاد فكرية، وهو ما يزيد من اتساع الأزمة وانتشارها بشكل أوسع.

وأكد أنه عقب ثورة 25 يناير، ظهرت أجيال جديدة، لا علاقة لها، بالتدين الكلاسيكي، موضحًا أن الشباب حاليًا أكثر عصبية، وهو ثأري وغير مؤدلج بشكل واضح على أفكار الإخوان، والعنفوان يتحكم بهم، وهو ما يهدد بوجود خطر حقيقي في حال عدم احتضان الدولة لهم، وإما أن ينضموا إلى معسكر العنف ورفع السلاح في مواجهة الدولة، أو بيع القضية، والتحول إلى الإلحاد، لافتًا إلى ضرورة النظر إلى التاريخ لفهم التحول الذي قد يضرب الشباب والدولة في آن واحد، وإذا لم توجد طريقة لاحتضان هؤلاء الشباب فهناك خطر قادم لا محالة ومواجهات دامية.

وأكد عيد ضرورة أن تفتح الدولة ممرًا آمنًا لمن لم يثبت بحقهم حمل السلاح في وجه الدولة، للمشاركة من جديد في الحياة العامة، وعليها أن تعي أن غياب العدل من الممكن أن يؤدي إلى كوارث أكبر، لافتًا إلى أن الزج بالشباب في السجون، وتركهم، حتى يكبرون داخلها، يجعلهم يخرجون إلى المجتمع محملين بالكره والكبت ضد الدولة ومؤسساتها الأمنية.

وأضاف: عليهم أن يتعلموا من المراجعات الفكرية للجماعة الإسلامية، موضحًا أن التعامل مع الأفراد يكون بشكل منفرد وألا يكون التواصل مع التنظيم، لأن مجرد التعامل معه اعتراف من الدولة به.

وتابع: علينا أن نعيد توفيق أوضاع الأحزاب السياسية ذات المرجعية الإسلامية من أمثال حزب النور والوسط، وإعادة ترتيب أوراق من جديد.

وأكد أنه رغم تصريحات المسئولين في الدولة عن المصالحة، ورغم كل الشواهد التي تدعم ذلك، لا نستطيع أن نسميها مصالحة إنما قد تكون هدنة، موضحًا أنها حل غير مُرضٍ للجميع، وعلى الدولة السعى في أكثر من طريق وأن تهدف في المقام الأول لتهيئة الرأى العام، والوضع في الحسبان ضرورة فصل العمل الدعوى عن الحزبي حتى لا يتم إعادة نفس الأخطاء.

وأكد أن الجماعة مضطرة للمصالحة لوجود ضغوط دولية عليها سواء من الولايات المتحدة الأمريكية أو بريطانيا، لافتًا إلى أن كل الطرق تؤدي إلى ضرورة إجراء مصالحة عاجلا أم أجلا.

وتابع: إذا اعتبرنا اننا في دولة القانون، إذا لا تملك الدولة شيئًا ضد الإخوان الذين لم يلوث أيديهم بالدماء، محذرًا من خطورة عودة العمل السري مرة أخرى، فتتجمع الأسر الإخوانية بشكل منظم، بعد أن كانت مطاردة وتلتقي بشكل فردي، مردفًا: نحن أمام خطر أكبر قادم خاصة مع استمرار مؤسسات الدولة في التعامل بشكل أمني فقط.

المصالحة الحل الوحيد لإنقاذ الشباب من أيدي «داعش»
فيما قال كمال الهلباوي، إنه من الضروري فهم خصوصيات التيار الإسلامي إن صح التوصيف، مشيرًا إلى أن الدولة نجحت إلى حد كبير في التعامل مع الإسلاميين من أصحاب التوجه إلى المؤمنين برفع السلاح.

وعبر عن استغرابه، في أن يكون حزب النور باقيًا في مكانه ومحتفظًا بوجوده على خلاف الكيانات ذات الصبغة الإسلامية، على شاكلة حزب الوطن والبناء والتنمية والأصالة، موضحًا أن مفهوم الإسلام لديهم مختلف عن باقي الكيانات وعلى رأسها أن التيار الإسلامي يقبل الهزيمة وهو مكسب كبير.

وأوضح الهلباوي، أنه خلال الفترة الأخيرة، زاد الإقبال على الانضمام إلى التيارات الإسلامية، مشيرًا إلى أنه ومع انطلاق الثورة أظهرت "الإخوان" سبيلا للتعبير عن الشباب المتدين، الذي لا يملك القدرة على الاجتهاد، وكان مقلدًا فقط وزادت قيمة التنظيم لديه إلى حد تقديسه.

وتساءل الهلباوي: "لماذا يحرمون الشباب من المشاركة الاجتماعية فقط لكونهم كانوا في وقت ما منتمين للإخوان بالرغم من عدم حملهم السلاح أو لجوئهم إلى العنف، مطالبًا الدولة بحماية الشباب، وعدم تركه حبيسًا حتى لا يتحول إلى العمل السري أو يذهب للانتماء للتنظيمات الإرهابية".

وتابع: يأتي إلى منزلي شباب كثير من الإخوان مستعدين للاعتراف بأخطاء الجماعة ومستعدون لنقد قيادات الجماعة ولا يشاركون في العمل السري لها ويدعون لمحاكمة الإخوان في حال إثبات إخطائهم، مضيفًا: أنا بدوري تواصلت مع الرئاسة سواء في عهد الرئيس السابق عدلي منصور، ومن ثم الرئيس عبدالفتاح السيسي وقدمت مبادرة لاستيعاب عناصر الإخوان المسالمة، والتي رفضت العنف إلا أننى لم أجد من يجيبني أو يقدم يد العون لي وللشباب حتى لا يتحولوا إلى خطر على الدولة، موضحًا أن الإخوان ليسوا مجموعة واحدة وليس تاريخهم كله أسود، وهناك قطاع كبيــر منهم لا يحبذ العنف ولا يؤيده ويسعى لأن يفتح له المجال مثلما قال "السيسي" في لقاءاته.

وعن المصالحة، أكد الهلباوي ضرورة الوعي، بأهداف المصالحة لتحقيق الاستقرار والأمن والاطمئنان، لافتًا إلى أن كل المبادرات التي قدمت جاءت في توقيت خاطئ، وهي أقرب إلى ما كان يطالب به الإخوان، بعودة مرسي ولو لوقت قصير، مطالبًا الدولة بضرورة تقديم مبادرة للمصالحة مع الجماعة لفضح حقيقة الإخوان.

وأكد الهلباوي، أنه إذا خير الشعب اليوم بين استمرار الجيش، أو عودة الإخوان فبالتأكيد سيختارون الجيش، بالرغم من وجود غضب من بعض التصرفات النابعة من مؤسسات الدولة القائمة حاليًا، لافتًا إلى أنهم لا يمكن أن يسمحوا للإخوان أو غيرهم لاستغلال حالة الاحتقان لإشعال نار الفتن.

وانتقد الهلباوي ما سماهم الإعلاميين نافخي أبواق الكراهية والذين يتحكمون في الرأي العام، حسب أهواء وتوجهات المؤسسات الأمنية التي تعطي لهم التعليمات، مؤكدًا ضرورة إيجاد دور جديد لإعلام نظيف موضوعي منصف، مشددًا على أن المصالحة آتية لا مفر ولكن علينا التمهيد والاستعداد وفتح باب المشاركة مرة أخرى لمن لم يثبت بحقهم رفع السلاح ضد الدولة، وتابع: على الدولة أن تتقدم بالمبادرة في ضوء تعليمات الرئيس السيسي، والتحرك للأمام وغلق باب الأزمات العالقة.

وأكد الهلباوي أن المراجعات لم تكن جادة بشكل حقيقي، لا سيما أنها اتبعت استراتيجية تأجيل الصراع لا التخلص من تلك الأفكار المتطرفة، ولنا في عودة عاصم عبدالماجد وطارق الزمر مرة أخرى إلى العنف مثال، موضحًا أن التعامل مع مراجعات الجماعة الإسلامية خطر كارثي، على مؤسسات الدولة، التي تهدف إلى إنهاء تلك الأفكار وعمل مراجعات فكرية، خاصة أن الأجهزة الأمنية تعمل على حل الأزمة بشكل آنى ولحظي دون نظرة طويلة المدى.

وتابع: بالرغم من العوائق الكثيرة خاصة مع المسجونين الذين لم يقتنعوا بأنهم على خطأ، لابد من البعد عن محاولة إقناع القيادات، لأنه أمر ليس باليسير، مطالبا المؤسسات الأمنية بالتشاور مع الأجيال الأخرى من المسجونين والتحدث إليهم والوصول إلى نقاط مشتركة لأنهم في حقيقة الأمر «أدوات القيادات».

وعبر الهلباوي عن اندهاشه من ترك مؤسسات الدولة للتيار السلفي الذي ما زال يعتقد أن الديمقراطية كفر بيِّن، متسائلا: كيف يترك هؤلاء في حين يتم الزج بمن لم تتلوث أيديهم بالدماء، معتبرًا أن قبول هذا التيار بالهزيمة بعكس جماعة الإخوان التي تكبرت على الانهزام والخسارة بالرغم من فداحة أخطائها، السر في ذلك.

واقترح الهلباوي عقد ندوات للنقاش مع الشباب المنتمى للتيار الإسلامي، والذين يرغبون في المشاركة في العمل العام ويملكون حافزا للعودة، فضلا عن رفضهم كل مظاهر العنف أو حمل السلاح أو العمل السري، مؤكدًا أن هؤلاء ستخسرهم البلاد في حال استمرار معاداتهم.

أخلاق الإخوان في الوقت الحالي "واطية" 
وأكد الهباوي أن الزعيم الراحل عبد الناصر بجانب عشرة من الضباط الأحرار، كانوا ينتمون إلى الجماعة واستمروا بها ما يقرب من عشر سنوات، موضحا أن ناصر كان يأخذ تكليفات من فريد عبد الخالق من منزله وينفذها دون مناقشة، وكان يعمل على تدريب النظام الخاص للجماعة وشراء الأسلحة لهم.

اللواء طلعت مسلم: المطالبون بالمصالحة في الوقت الحالي «سذج أو خبثاء»
بدوره أكد اللواء طلعت مسلم، أن الطريقة التي تعامل بها نظام حكم ما بعد 30 يونيو مع التيار الإسلامي، كانت من الناحية المشروعية والقانونية، صحيحة، لافتا إلى أنه ربما كان به نوع من التراخى في محاولة لإيجاد حل سلمى أو حل سياسي، لكن الأمور أخذت وقتا طويلا، ومن ناحية أخرى كان لابد من فض اعتصامهم في رابعة والنهضة.

وأضاف أن جماعة الإخوان ارتكبت جرائم كثيرة ومنها محاولة اقتحام مقر الحرس الجمهورى، الأمر الذي أدى إلى اشتباكات، موضحًا أن القوات المسلحة مخولة لاستخدام السلاح عند الضرورة، أما الجانب الآخر غير مخول إلا في حال الدفاع عن النفس، وهو لم يكن في حالة دفاع عن النفس، مردفًا: غير مبرر أن يذهبوا إلى مقر الحرس الجمهورى.

وأشار إلى أنه منذ هذا التوقيت، وتقوم هذه العناصر بأعمال تخريبية، بواعز من الخارج والداخل، مؤكدًا أن السلطات في تعاملها بعد فض رابعة كانت حريصة على ترك الباب مفتوحًا على من يريد الخروج.

وتابع: الدولة نجحت في بعض الأمور لكنها لم تنجح في البعض الآخر، ومن الواضح أن هناك عناصر من داخل أجهزة الدولة يعطلون ويخربون، ومعروف أن هؤلاء ينتمون للإخوان في مواجهة الدولة.

ويرى مسلم، أنه لا يوجد صحة لما يردده البعض بأن هناك في الجماعة من يريد الاعتذار والعودة للاندماج في المجتمع مرة أخرى، مؤكدا أن الباب كان مفتوحا ولا يزال، لكنهم ربما يخشون من احتمال الانتقام حال العودة عن نهج الجماعة.

وتابع: في سيناء هناك من لا يبلغ عن إرهابيين، خوفا من استهدافه من الجماعة الإرهابية، هو أحد الاحتمالات الأساسية لكن لا نستطيع أن نبنى عليه، على الأقل من لا يريد التعاون مع الدولة لا يتعاون مع الإرهاب.

وعن التعامل مع تيار الإسلام السياسي الفترة المقبلة قال الخبير الاستراتيجي إنه مع مرور الزمن والوقت لابد أن يكون هناك مراجعة وإعادة النظر في التعامل مع تيار الإسلام السياسي والإخوان، لافتًا إلى أن المراجعة سينتج عنها تغيير، في المعاملة، ولا يعنى ذلك تغيير جذرى لسياسة التعامل مع تيار الإسلام السياسي، خاصة أن العمليات الكبرى التي كان يرتكبها الإخوان توقفت.

وأكد أن المواجهات الأمنية لا تكفى وحدها مع من يستخدم العنف ضد الدولة، لافتًا إلى أنه إذا كان يقصد بالمواجهات القوات المسلحة والشرطة، فقطعًا هي لا تكفى، لكن كلمة الأمن أعلى من مصطلح الشرطة والجيش والسلاح.

وأوضح مسلم أن الدعوات التي تنادى بالمصالحة مع جماعة الإخوان، في أصلح أحوالها تعبير ساذج عن فهم خاطىء، لمن يدعون إليها، لافتا إلى أن وضع الإخوان الحالى ليس مناسبًا لكى نستطيع التحدث معهم، خاصة أنهم لا يعترفون بالنظام فكيف يصالحوهم، معتبرا المنادون بها في أحسن الأحوال سذج، وفى أصعبها خبثاء.

وتساءل: كيف يتم التعامل مع من ارتكبوا جرائم، من المفترض محاسبتهم عليها، لافتًا إلى أن هناك أشياءً مشتركة بين تيارات الإسلام السياسي، وهناك اختلافات، قائلا: عندما كنت بمؤتمر ببيروت منذ أسبوعين، وكان مدعوًا فيه التيار الإسلامي من جميع فصائله، لاحظت أن الإخوان اعتبروا المؤتمر لصالح حزب الله.

وتابع: تيار الإسلام السياسي يتفق في المرجعية الدينية، وإن كانت المرجعية بها اختلاف، الشيعة لهم طقوسهم، الإخوان كانوا قريبين من السلفيين، حركة الإخوان قامت في البداية بدعم من الوهابيين.

ويرى الخبير العسكري أن النظام المصري سيطر على أغلب مؤسسات الإسلام السياسي، في حين أن الإسلام السياسي ما زال كل تركيزه ينحصر في كيفة التعامل مع النظام المشغول بقضايا أخرى مثل التنمية، والفتنة الطائفية، والتي تحتاج مزيد من الجهد، يكون له الأسبقية من التحدث مع الإرهابيين.

وأشار إلى أن النظام حاليًا أمامه تحديات كبيرة وأنه إذا نجح في مواجهتها فسيكسب معركته مع الإخوان؛ لأنه في هذ الحالة سيصعب على الجانب الاخر استقطاب الشعب، بالتالى سيتساقط الإخوان، وإذا فشل النظام في مواجهة التحديات فسيكون من الصعب أن يكسب معركته.

وأشار الخبير الاستراتيجي إلى أن التحديات في الجانب الاقتصادى، تكمن في البطالة، والقضاء على الغلاء والفساد، لا سيما أن الإخوان حاليا يتصيدون الأخطاء، وهناك بعض الأخطاء الموجودة.

وتابع: علاقة الإخوان بمصادر تمويلهم ستطاردهم خلال الفترة المقبلة، نظرا لأنها دائما تطالبهم بالمزيد من العمليات، حتى يزيد التمويل، وهو الأمر الصعب لا سيما في ظل الانضباط الأمني المتزايد في البلاد.

وعن وجود ضغوط دولية لإعادة دمج الإخوان في الحياة السياسية، قال إن العالم حاليًا لديه مشكلات كثيرة وينشغل بها، وهناك بعض من يهتم بالعلاقات العالمية، لكنها تكاد تكون محصورة؛ نظرًا لأن اللاعبين الأساسيين في الميدان «أجهزة المخابرات»، المتحكم الأوحد حاليًا في العلاقات الدولية، حسب وصفه.
الجريدة الرسمية