رئيس التحرير
عصام كامل

شاهد على الرئيس


داخل ممر أحد المستشفيات جلس رجل خمسينى تبدو عليه علامات الشقاء والإجهاد، يتحدث مع أحد العاملين بالمستشفى عن إجراء مكتب سيادة الرئيس اتصالا به والاطمئنان على حالته وهل هناك أي شكوى من المستشفى أو أي طلب لتنفيذه، وأن الرئيس يبلغه السلام.. الرجل كان يتحدث بفخر شديد وهو يضع جهازا طبيا على إحدى قدميه دفعنى الفضول للاقتراب منه وسؤاله الرئيس مين؟


أجاب دون تردد الرئيس السيسي، كررت عليه السؤال مرة أخرى تقصد الرئيس عبدالفتاح السيسي، أجاب نعم، هو الذي أمر بدخولى المستشفى للعلاج وأخرج الرجل هاتفه المحمول وقام بعرض أحد الأرقام مسجل عليه مكتب رئيس الجمهورية، ولم يعطنى الرجل فرصة لسؤاله عن ظروف لقائه بالرئيس، وروى حكايته قائلا:

اسمى "سعد" وكنت أمتلك أحد المشروعات الذي يدر على دخلا جيدا وأصبت في قدمى في حادث وأنفقت كل ما أملك للعلاج وللأسف الشديد أخبرنى الأطباء بضرورة بتر القدم لعدم جدوى العلاج وأثناء تواجدى بأحد المساجد بشرم الشيخ فوجئت بوجود الرئيس بين المصلين، وبعد انتهاء الصلاة اقتربت منه وحاول أحد الحراس منعى فقمت بالنداء على الرئيس، فطلب من المرافقين السماح لى بالاقتراب منه وعرضت مشكلتى عليه وشاهد قدمى تنزف فتأثر كثيرا وطلب نقلى إلى القاهرة بطائرة طبية..

وهو ما حدث في اليوم نفسه وتم إجراء جميع الفحوصات الطبية اللازمة، بعدها اعتقدت أن مهمة الرئيس انتهت عند هذا الحد ولكننى فوجئت في صباح اليوم التالى باتصال مباشر من الرئيس يطمئن فيه على حالتى وأحوالى ولم يكتف بهذا بل كلف مكتبه للتواصل معى بشكل يومى وتحمل نفقات العلاج ومع بداية كل يوم جديد أتلقى اتصالا من مكتب الرئيس قالها الرجل وانصرف..

هذه الواقعة لعبت الصدفة دورها في معرفة تفاصيلها وسماعها من صاحب الواقعة نفسه، وهذا يؤكد أننا أمام رئيس مختلف وما رواه لى عم "سعد" بطل الواقعة يؤكد أن هناك عشرات الحالات بل مئات الحالات يتابعها الرئيس بشكل شخصى ودون الإعلان عن ذلك في الصحف، نحن أمام رئيس لا يغلق بابه في وجه من يطلب مساعدته..

نحن أمام رئيس يدرك أنه مسئول عن كل مواطن مصرى وعن تقديم يد المساعدة له إذا اقتضت الظروف فمتابعة رئيس الجمهورية بكل مالديه من مسئوليات ومشكلات أزمة كبرى تهم قطاعا كبيرا من المصريين، فهو أمر عادى.. أو أن يهتم بحادثة كبرى ويسأل عن الضحايا فهذا واجبه، ولكن أن يتابع الرئيس بشكل مباشر وشبه يومى وسط مشاغله الكثيرة حالة أحد المواطنين ويصر على سؤال الأطباء عن حالته، وهل هناك أمل في إنقاذ قدمه من البتر.. فهذا هو الجديد الذي لم نعهده من قبل ولم نسمع عنه في مؤسسة الرئاسة يوما ما..

ولكننا حاليا أمام رئيس مختلف نتوقع منه كل شيء وأى شيء حتى لو كان متابعة حالة مريض في أحد المستشفيات الحكومية، فكما يحب البسطاء والفقراء الرئيس فهو يبادلهم نفس الحب والاهتمام.
الجريدة الرسمية