الإعلام ما بيتهددش يا مرسى
نصيحة لرئيس جمهورية مصر العربية، إذا كانت هناك بعض الصحف والقنوات الفضائية تضايقك، فلا تشغل بالك بتهديدها والتحريض عليها لحرقها، فأنت يا عزيزى رئيس الجمهورية وبيدك سلطات تخولك اتخاذ إجراءات حاسمة ضد من يضايقك، أم أنك لا زلت غير مصدق أنك رئيس بالفعل؟ يمكنك أن تستصدر قانونًا مثلا بإغلاق الصحف أو القنوات، أو تعدل قوانين حق البث الفضائى وإصدار الصحف، وتعطيها من تشاء وتمنعها عمن تشاء، كما يمكنك أيضا أن تملأ السجون والمعتقلات بمعارضيك.
لكن أن تخرج علينا فى مؤتمر عن حريات وحقوق المرأة، لتهدد وتتغمز وتتلمز على الإعلام والإعلاميين، فهذا أمر لا يليق برئيس دولة بحجم مصر، والحقيقة أنه لا يليق بنا كصحفيين وإعلاميين مصريين أن يتحدث رئيس وطننا بمثل هذا الأسلوب الركيك، هذا ناهيك عن الحديث فى غير موضعه.
ولطمأنتك.. إنك ستجد ما تتحدث عنه، بمجرد أن تصدر قوانينك الظريفة القمعية سيتم التعاقد مع أقمار أخرى يمكن للقنوات أن تبث عليها، وستجد صحفًا عديدة تخرج للناس من بيوت بسيطة وفقيرة تخبر الناس بمخازى الواقع الذى فرضته علينا سياساتك العقيمة فى إدارة الوطن، وستجد الإنترنت ليس فى مصر وحدها، بل وفى العالم كله ينشر ما يفعله تنظيمك الإرهابى الدولى فى مصر أم الدنيا، وعند هذه اللحظة ستجد نفسك واقفًا عاجزًا عن اتخاذ رد فعل لتكميم الأفواه ومنع نشر فضائح نظامك، وستجد فى الشارع من يصرخ مطالبًا بخروج من تسجنهم.
فالمشكلة يا سيادة الرئيس ليست فى الإعلام الذى يصور وينقل على الهواء ما يحدث فى الشارع، المشكلة فى السياسات التى أدت لهذا الواقع الأسود الذى صرنا نعيشه فى عهدك النهضوى، فإغلاق قناة مثل "أون تى فى"، وسجن "محمود سعد" ونفى "البرادعى وحمدين"، لن ينفى أن المصريين جوعى ومرضى وفقراء، وإغلاق صحف وتحويل أخرى لأبواق لك لن يحل الأزمة الاقتصادية التى صرت تتسول من بلاد الدنيا لتخرج منها، بل وضحيت من أجلها بسمعة مصر الدولية، وسلمت لاجئًا سياسيًّا على أرضك مقابل مليارى دولار فقط، تكميم الأفواه يا رئيس مصر لن ينفى وجودها، ولا يستطيع إلغاء قدرتها على الصراخ.
