رئيس التحرير
عصام كامل

الجلطات ونظام حياتنا الخاطئ


انتشرت في الآونة الأخيرة أمراض الجلطات الدماغية والذبحات الصدرية ويكمن السبب إلى حد بعيد في نظام حياتنا الخاطئة وخصوصًا نظام غذائنا فلكل جسم من أجسامنا له طبيعة خاصة جدًا لابد قبل أن تذهب للطبيب أن تتعرف أولا أنت بنفسك على طبيعة جسمك وإلى أي مدى عمليات التحويل الغذائى تتم بداخلها على أكمل وجه.. لا بالزيادة فتترسب الدهون في الشرايين وتكون معرضًا للإصابة بالجلطات ولا بالنقصان فتصاب أيضًا بكثير من الأمراض.


فكم منا تكون التحاليل الدورية من ضمن أولوياته فأحيانًا نهتم بسيارتنا ونعرف عيوبها وما تحتاجه من صيانة دورية واحتمالات أعطالها ونجهل تمامًا طبيعة أجسامنا واحتمالات إصابتنا بالسكري والضغط والجلطات وكثير من الأمراض التي يمكن تجنبها أو الحد من مضاعفاتها أو تحجمها إذا عرفنا طبيعة أجسامنا قبل أن نذهب للطبيب وهذا من خلال بعض التحاليل الدورية والتي يمكن أن تتم مرة على الأقل في السنة، وهى على الأقل قياس نسبة الكوليسترول في الدم بنوعيه منخفض وعالى الكثافة، وقياس سرعة تخثر الدم لقياس نسبة احتمال الإصابة بالجلطات أو سيولة الدم، وقياس نسبة السكر أيضًا وإنزيمات الكبد والهرمونات.

فكل ما ذكرت له علاقة مباشرة بالغذاء إلا بعض المرضى الذي انتقل إليهم المرض وراثيًا، فهولاء لهم إشراف طبى خاص وعلاج خاص ونظام غذائى خاص جدًا، أما هولاء الأشخاص الذين لا يقومون بعمل أي تحاليل على الإطلاق فربما يكونون مرضى وهم لا يشعرون وتحدث الجلطات فجائية بلا مقدمات، وهولاء الذين يحاربون الكوليسترول الضار عشوائيًا بالأغذية المذيبة له مثل "الزنجبيل وخل التفاح والعنب والكركم والثوم والليمون" وغيرها وهم لا يعلمون إن كانوا لديهم نسبة كوليسترول عالية أم لا، فهولاء معرضون لسيولة في الدم وللأسف هذه الأمراض تأتى مصاحبة لأمراض أخرى أو لها توابع مرضية أخرى إن لم نتحكم بها وعرفنا طبيعة أجسامنا وتحولاتها الغذائية بصفة دورية ومستمرة.

ولهذا أنصح الإعلام بتبنى فكرة وجود طبيب الأسرة في المستشفيات والمصحات العامة بحيث يكون لكل أسرة ملف كامل بتاريخ أمراضها واحتمال إصابة أحد الأفراد بإحدى الأمراض الوراثية فهذا سيوفر على الدولة الكثير..

أتمنى أن أرى الدعاية الصحيحة للسلوك الخاطئ للغذاء في المنزل ونصائح بالابتعاد نهائيًا عن الباعة الجائلين للخضراوات وباعة السندوتشات وعربات الفول المتجولين وغيرها من أسباب انتشار كثير من الأمراض البكتيرية والفيروسية وغيرها.

تقدم الدول يبدأ بالاهتمام بصحة الفرد وتعليمه، أما نحن فنعامل أنفسنا بعشوائية حتى أصبحت تلك العشوائية أسلوب حياة لا يمكن الاستغناء عنه... ولنا الله هو مولانا وعليه فليتوكل المؤمنون.
الجريدة الرسمية