صلاح قبضايا يكتب: «كلمات لا تكفي»
في مجلة «المسلمون» اللندنية في رمضان عام 1985 كتب الدكتور صلاح قبضايا مقالًا قال فيه:
جاء الشهر الكريم.. جاء شهر الصوم والقرآن، وإليك ياشهر الصوم أوجه رسالتي هذا الأسبوع، لقد أتيت لتنتزعنا من خضم الحياة التي حولت بعضنا إلى ما يشبه التروس الصماء في آلة مجنونة، وجعلت البعض كالقطيع الذي يسير دون أن يدري إلى أين يتجه.. وكان لابد من وقفة.
وجاءت الوقفة مع قدومك أيها الشهر العظيم، فيك نسترجع معنى الرحمة والحب والعطف، وفيك نشعر لذة المنح والعطاء.. وفيك نتذكر حكمة النقص والحرمان، وفيك نتفهم معنى الصبر والتحمل، وفيك نستعيد معنى القناعة والرضا بعد أن استحوزت على البعض منا شهوة الأخذ والتطلع إلى المزيد.
فيك تفتح أبواب التوبة وتصفد الشياطين وتستغفر الملائكة للذين آمنوا {ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما، فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك، وقهم عذاب الجحيم}.
رمضان شهر العودة إلى الله.. رمضان شهر القرآن.. ومن أراد الدنيا فعليه بالقرآن، ومن أراد الآخرة فعليه بالقرآن، ومن أرادهما معًا فعليه بالقرآن.
يا شهر الصيام.. لقد جعل الله أولك رحمة، وأوسطك مغفرة، وآخرك عتقًا من النار.
إن كل ما نعرف من كلمات لا يكفي لحصر أفضالك علينا وخيراتك وبركاتك.. فأنت شهر الرحمة والمغفرة والنور والعتق من النار.. فلا أوحش الله منك يا شهر الصيام.
