رئيس التحرير
عصام كامل

انفراجة في أزمة المتعافين من «فيروس سي».. شهادة شفاء تنهي معاناة 10 ملايين مصري يرغبون في السفر للخارج.. تصدر من لجنة مكافحة الفيروسات الكبدية.. والخارجية تتواصل مع السفارات لاعتمادها

فيتو

سلطت "فيتو" في نوفمبر 2015 العام الماضي الضوء على معاناة ما يقرب من 10 ملايين مصري محرومين من السفر بسبب تحليل الأجسام المضادة الذي يثبت أنه إيجابي نتيجة إصابة الشخص بفيروس سي حتى في حالة شفائه من الفيروس.


وبعد مرور شهور من ذلك وبعد علاج آلاف المرضى وشفاء ما يقرب من 400 ألف مريض بفيروس سي سرعان ما أصدرت لجنة مكافحة الفيروسات الكبدية بوزارة الصحة قرارا لحل أزمة 15% من المصريين المحرومين من السفر للخارج أو العمل في الداخل وهو شهادة الشفاء تمنح للمتعافين وتصلح لأن تكون أحد مسوغات التعيين والأوراق التي تقدم إلى السفارات الخارجية للراغبين في السفر للعمل بالخارج.

تحليل الأجسام المضادة
وأكد أساتذة الكبد أن 10 ملايين مواطن مصري مهددين في مستقبلهم وباب رزقهم لأن 15% من المصريين الأجسام المضادة لديهم "إيجابي" أو "إيجابي ضعيف"، وكلا النتيجتين لن تختلف كثيرا مع صاحب العمل، فكلاهما يعني أن ذلك الشخص مصاب بفيروس سي أو مرور الفيروس في الجسم من قبل حتى لو من عدة سنوات وتم شفاؤه أو استطاع جهاز المناعة قتل الفيروس وتكوين أجسام مضادة.

تحليل الأجسام المضادة هو مؤشر الدخول والسفر لأى دولة عربية، أو العمل في أي مؤسسة داخل مصر تشترط إجراء التحليل وأحيانا يتم التحايل من خلال الطرق غير المشروعة وغير القانونية في نتيجة تحليل الأجسام المضادة لكى تظهر "سلبية" بدلا من إيجابية.

ومع تغير خريطة العلاج فيروس سي وشفاء المرضى أصبح حرمان المرضي من العمل أو السفر للخارج أمر غير إنساني وغير عادل، وتعالت الأصوات مطالبة بتغيير قواعد وقوانين السفر للخارج.

وحصلت "فيتو" على صورة من شهادة الشفاء التي تمنحها لجنة مكافحة الفيروسات الكبدية بوزارة الصحة لمرضى فيروس سي الذين انتهوا من تلقي العلاج داخل مراكز اللجنة.

شروط الحصول على الشهادة
وأكد الدكتور يحيى الشاذلي، أستاذ الكبد والجهاز الهضمي بكلية الطب جامعة عين شمس، عضو لجنة مكافحة الفيروسات الكبدية، في تصريحات خاصة لـ"فيتو"، أن وزارة الصحة قررت منح تلك الشهادة لكل المرضى المتعافين نظرا لأن أغلب المرضى الذين تم علاجهم داخل اللجنة في المحافظات لا يأتون إلى المراكز مرة أخرى بعد انتهاء كورس العلاج وبالتالي لا يمكن للجنة تحديد نسب الشفاء.

وأشار عضو لجنة مكافحة الفيروسات الكبدية أن المرضى يجب عليهم أن يأتوا إلى مراكز الكبد بعد انتهاء كورس العلاج بثلاثة أشهر لإجراء تحليل PCR للتأكد من الشفاء ومنح تلك شهادة لهم لتقديمها إلى السفارات لتساعدهم في العمل بالخارج.

وأضاف أن تلك الشهادة سيتم منحها للمرضى الذين تلقوا العلاج فقط داخل مراكز اللجنة بالمحافظات ولن تمنح للذين يتم علاجهم في المراكز والعيادات الخاصة بالإضافة إلى مخاطبة رئاسة الوزراء لكى تخاطب وزارة الخارجية وسفارات الدول المختلفة لاعتماد تلك الشهادة.

المواثيق والأعراف الدولية
من جانبه أكد الدكتور محمد القصاص، استشارى أمراض الكبد والجهاز الهضمي، أن الدول العربية، تعتمد على تحليل الأجسام المضادة لتحديد الإصابة بفيروس «سي»، من عدمه ومن يثبت أن تحليل الأجسام المضادة إيجابي يتم حرمانه ومنعه من السفر.

وتابع في تصريحات لـــ«فيتو»، أن الدول العربية تخشى من انتقال العدوى من الشخص المصاب أو تحملها لتكلفة العلاج له، أو أن يكون عبئا عليها وهى غير مضطرة لذلك، مشيرا إلى أن الأزمة الأخطر وهى رفض بعض الشركات المصرية، للمصابين بفيروس «سي» للعمل، وبعض الهيئات الحكومية التي تجري تحليل الأجسام المضادة لكل راغب في العمل وكذلك البنوك، لافتا إلى أن ذلك مخالف لكل المواثيق والأعراف الدولية ولا يجب أن يمنع شخص ما من العمل ويحرم نتيجة أن تحليل الأجسام المضادة الخاص به «إيجابي».
الجريدة الرسمية