رئيس التحرير
عصام كامل

تصريحات المضلل العام للإخوان المسلمين!



        أختلف مع كل من اعترضوا على تصريحات د. محمد بديع (المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين) ضد الجيش، الذي وصفه بأوصاف غريبة على غرار: الطيع الذي يحتاج إلى قيادة، والتابع لقيادات فاسدة سابقة، وبعد أن تم نشر هذا الكلام إعلامياً خرج علينا المرشد ليقول إن كلامه قد تم فهمه بطريقة خطأ.. بسبب سحرة فرعون (الصحفيين حسب تصريحاته السابقة).. فهم الذين حرفوا كلامه.

          اعتقد أن د. محمد بديع قد أخطأ في نسب هذا الكلام إلى الجيش وقياداته؛ بل أعتقد أنه كان يقصد جماعة أخرى تعيش معنا هذه الأيام التي ابتلينا فيها بما لم نبتل قبل ذلك.. فهي جماعة طيعة لأقصى درجة.. كانت تتفاعل مع الأنظمة السابقة، وتفتح معها قنوات الحوار، وتتمنى رضاها، وتبتغي القرب منها لتحقيق المنفعة والمصلحة.

          إنها الجماعة المحظوظة.. تلك التي أتيحت لها الفرصة لتتشابك مع العمل السياسي بشكل مباشر..غير أنها في الوقت نفسه لم تستوعب المتغيرات.. ولم تصدق نفسها.. لقد أصبحت بالفعل على قمة السلطة. ولكنها قررت أن تجنب الجميع وتقصيهم.. وتنفرد هي بالسلطة.. رغم أنها أعلنت في البداية مبدأ (المشاركة لا المغالبة).. ولكن لأنها جماعة طيعة.. استطاعت أن تراوغ وتناور حتى تتمكن بالكامل.

          ترى، هل نسى المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين هذا الكلام؟! وهل طاوعه قلبه لأن يتجاهل كل ما سبق.. ويحاول وصف المؤسسة العسكرية الوطنية المصرية التي التزمت الصمت للحفاظ على المجتمع المصري وعلى حياة كل إنسان مصري بما ليس لها؟!. وهل يتجاهل أن تلك المواقف من القوات المسلحة المصرية هي مواقف ثابتة تحتاج إلى قوة لاتخاذها قبل التمسك بها؟

          الطريف هي فكرة وصف القيادات السابقة للقوات المسلحة بالفساد.. تلك القيادات التي صممت على الاحتكام لإرادة الشعب وللصندوق الانتخابي.. الذي لولاه لما وصلت جماعة الإخوان المسلمين للسلطة الآن.. وقد وصفها بذلك بعد أن استقر وضع الجماعة إلى حد كبير، واستطاعت أن تستحوذ على السلطة طبقاً للقاعدة الإخوانية الجديدة (لو ممكن ألتهم التورتة لوحدي.. ليه حد يشاركني فيها) وفي قول آخر (.. ليه حد ياكل معايا فيها؟).

          بالطبع، لا يرى السيد المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين أي فساد فيما تفعله جماعته، أو فيما يقومون به في الحياة العامة المصرية.. وفي تمهيد الطريق لإخونة الدولة المصرية.

          حتى التصريحات الإعلامية لم تسلم من الفساد.. فقبل ذلك صرح المرشد السابق محمد مهدي عاكف وقال (طظ في مصر) مثلما فعل المرشد الحالي في تصريحاته ضد الجيش.. والمشكلة دائماً في سحرة فرعون.. لعنة الله عليهم.. فهم لا يفهمون ويحرفون ما يسمعونه

          إنها حقاً تصريحات التضليل والكذب والافتراء والفتنة الوطنية..

 

 

الجريدة الرسمية