رئيس التحرير
عصام كامل

«المقاطعة» سلاح فلسطين الأخير لمحاربة إسرائيل

ورشة عمل استراتيجيات
ورشة عمل استراتيجيات مقاطعة الاحتلال قانونياً وثقافيا

قال وسام أبو شمالة مدير عام التنمية الثقافية بوزارة الثقافة الفلسطينية، إن مقاطعة الاحتلال هي أحد الأساليب الموجعة لمقاومته، حيث شهد التاريخ بأن الشعب الفلسطيني أبدع في هذا الشكل من أشكال المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي.


وأضاف أن إضراب عام 1936 الذي استمر لمدة ستة أشهر والانتفاضة الشعبية الفلسطينية عام 1987 هي امتداد للعديد من الصور العالمية في مقاطعة الاحتلال خاصة التجربة الهندية بزعامة «المهاتما غاندي» وتجربة جنوب أفريقيا في مقاومة نظام الأبارتهايد بزعامة نيلسون مانديلا إضافةَ إلى التجربة الأمريكية من خلال حركة الحقوق المدنية بزعامة «مارتن لوثر كينغ».

وأوضح أبو شالة أن حركة المقاطعة الحديثة BDS والتي أسست عام 2005 هدفت إلى مقاطعة الاحتلال وسحب الاستثمارات منه وفرض العقوبات عليه حيث أطلقت نداءها للفلسطينيين بمقاطعة الاحتلال بمشاركة أكثر من 170 منظمة غير حكومية وأحزاب سياسية ونقابات وهيئات واتحادات، مشيرا إلى أن الهدف من هذه المؤسسات ونداء المقاطعة ضد الاحتلال هو إنهاء الاحتلال وإنهاء التمييز العنصري ضد الفلسطينيين القاطنين في الأراضي المحتلة عام 1948 وإحقاق حق العودة، مؤكدا أن وزارة الثقافة الفلسطينية أعدت مقترحًا لمشروع وطني لمقاطعة الاحتلال بحيث يعرض على العديد من الجهات الرسمية والمؤسسات والشخصيات من أجل إنضاجه ومن ثم اعتماده والبدء بتنفيذه على أرض الواقع.

جاء ذلك خلال ورشة عمل «إستراتيجيات مقاطعة الاحتلال قانونيًا وثقافيا» والتي نظمتها نظمت الإدارة العامة للتنمية الثقافية بوزارة الثقافة الفلسطينية وبالتعاون مع المركز الفلسطيني لأبحاث السياسات والدراسات الإستراتيجية «مسارات» أمس.

وفى السياق ذاته،  أشار عبد الرحمن أبو نحل منسق حملة BDS إلى الإنجازات التي حققتها الحملة في مقاطعة الاحتلال منذ إطلاقها عام 2005، مؤكدًا أنها هو أوسع ائتلاف في المجتمع المدني لإنهاء التمييز العنصري ومكافحة المنتجات الإسرائيلية وترويج المنتج الوطني أو الأوروبي من أجل خلق حالة من التشرذم داخل إسرائيل وإنهاء احتلالها للأراضي الفلسطينية.

مضيفا أن الشعب الفلسطيني كونه صاحب الحق هو الذي يقود النضال ضد الاحتلال ويقود المقاومة ضد الاحتلال لذلك شارك غالبيته في المقاومة المدنية وأبرزها مقاطعة المنتجات الإسرائيلية، مشيرًا إلى أنّ كافة الدول وعلى رأسها مسئولو الاحتلال أقروا بفشل مكافحة مقاطعة الاحتلال.

وأوضح منسق حملة BDS، أن حركة المقاطعة تزامنت مع أشكال المقاومة المسلحة حيثُ حقق النشطاء نجاحًا كبيرًا لمقاطعة المنتجات الإسرائيلية من خلال تأييد الآلاف من المؤسسات الأمريكية والأوروبية للمقاطعة.

وفي السياق ذاته، نوه رئيس مركز مسارات الدكتور صلاح عبد العاطي إلى أن حملة المقاطعة ترتكز على قرار الشعب الفلسطيني وقرارات الشرعية الدولية في مقاطعة الاحتلال الإسرائيلي، وهي تتلاءم مع كل الساحات والأفكار وتسعى إلى حشد أوسع من القطاعات.

وأشار عبد العاطي إلى أن هذه الحركة ليست مدعومة من أي جهة كانت لا من السلطة ولا من الفصائل ولا من المؤسسات وعامليها متطوعين يقومون بمحاربة الاحتلال الإسرائيلي وإنهاء احتلاله للأرض الفلسطينية.


ويهدف هذا المشروع حسب أبو شمالة إلى رفع مستوى الوعي في الأوساط الشعبية الفلسطينية حول مقاطعة الاحتلال وتعزيز الآليات التي تساهم في استثمار وتطوير المقاطعة على كافة الأصعدة وتفعيل المشاركة الشعبية والرسمية للوصول إلى مقاطعة سياسية وثقافية واقتصادية للاحتلال إضافة إلى تفعيل البعد القانوني والشرعي للمقاطعة وتعزيز دور الإعلام الموجه لصالح المقاطعة.

ومن المقرر أن يعمل المشروع على تشكيل هيئة وطنية من كل القوى والمؤسسات والمراكز والجمعيات والنقابات للتنسيق فيما بينها من أجل إنجاح حملة المقاطعة، وتمكين الطلبة والمراكز الشبابية ومؤسسات المجتمع المدني من الانخراط بقوة لإنجاح الحملة، وضرورة تكامل الدور الشعبي مع الدور الرسمي في دعم المنتج الوطني وتحويلها لسلاح إستراتيجي ضد الاحتلال بكل ما يتعلق به.

الجريدة الرسمية