رئيس التحرير
عصام كامل

سرجيوس الكاهن: أسطورة الأزهر والثورة

القمص سرجيوس
القمص سرجيوس

القمص مرقس سرجيوس، أو"يونس المهموز" كما كان يوقع مقالاته بجرائد ودوريات مصر، مواطن مصرى امتلك شجاعة الثائر الحر رغبة فى استقلال الوطن رغم ما حمل من بركات الواعظين وحكمة رجال الكتب المقدسة، ذكاء نادر وروح ثائرة مرحة وقدرة خارقة فى الإقناع أشركت القلم مع اللسان فوعظ وكتب.


ولد القمص سرجيوس فى جرجا عام 1882، وتدرج اسمه بين الرتب الكنسية إلى أن انتقل لـ حى القللى، حينها اختار لنفسه منزلا حمل الرقم 7، ليجتمع وسعد زغلول ومكرم عبيد والشيخ مصطفى القاياتى تحضيرا لجمل الخطابات قبل ذهابها للشارع من منابر الكنيسة والأزهر، المنزل يقينا تسكنه لآن حالة من الغربة والوحدة، 58 عاما على رحيله كانت كافية لخلق نوع من التوحد بين الجماد وصوت الكاهن الثائر وخطاباته الوطنية.

القمص سرجيوس، لم تعترضه اللحى والنعرات الطائفية حين اعتلى منبر الأزهر الشريف فى ثورة 1919 لتراه أعين الثوار خطيبا وواعظا سجل التاريخ اسمه ليكون أول رجل دين مسيحى دخل إلى الأزهر خطيبا، كما ظهر بهيئته الحقيقية فى مشهد النهاية لفيلم "بين القصرين" عندما كان يعتلى منبر المسجد. ،لا يريد سوى تجميع الشعب حول كلمة وطن اتفق على مقاومة الاحتلال الإنجليزى، وظل القمص سرجيوس خطيبا للثورة يتردد بين منبر الأزهر ومنبر الكنيسة، معلنا أنه مصرى أولا، وكاهن قبطى يجاهد لأجل حرية الوطن.

وبرغم شيخوخته ظل سرجيوس كاهنا ثائرا، حتى رحيله إلى عالم السماء عن عمر يناهز الـ81 عاما فى 5 سبتمبر سنة 1964 محمولا على أعناق المصريين تقديرا لدوره الوطنى فى مقاومة الاحتلال الإنجليزى. ولأنه صاحب الجملة الشهيرة "إذا كان الإنجليز يتمسكون بوجودهم فى مصر بحجة حماية الأقباط، فليمت الأقباط ويحيا المسلمون أحرارا".
الجريدة الرسمية