رئيس التحرير
عصام كامل

صحفي.. وصحفي بريشة !


تخيل أن الصحافة اختفت بكل أشكالها وأنواعها سواء كانت مسموعة أو إلكترونية أو مكتوبة، وأصبح العالم بدون صحافة.. أعتقد أن أحدا لن يستسيغ العيش في هذا العالم مهما كانت درجة الرفاهية؛ لأن الحاجة إلى المعرفة هي إحدى أهم الحاجات الإنسانية بعد الطعام والشراب.. الحقيقة أن الصحافة تتعرض لهجمة شرسة من بعض المسئولين لأنهم ضاقوا ذرعًا بالنقد وكشف الحقائق، وبدأ الطرف الآخر يقلب الشعب على الصحفيين وكأنها معركة حربية مباح فيها استخدام كل أنواع الأسلحة..


معركة جعلت المحايدين مثلي يثورون على هذه الهجمة الشرسة، ويقفون مع إخوانهم الشرفاء للدفاع عن النقابة وعن المهنة التي لم نجن من ورائها سوى الأمراض.. صوروا الصحفي على أن على رأسه ريشة، ومازلت أتحسس كل وقت بحثا عن هذه الريشة ولا أجد شيئا.. الحقيقة التي أعرفها عن ظهر قلب أن مهنة الصحافة تجلب لصاحبها الاحترام والتقدير عند الناس باعتباره صوتهم الذي يصل إلى المسئول وقد يكلفه ذلك الكثير.. تجاوزت مرحلة اقتحام النقابة وهي لب القضية التي نحن بصددها وليس أشياء أخرى.. وهل لو لم تكن هناك صحافة من الأساس كنا قد رأينا حكومة شريف إسماعيل من الأساس ؟! لا أعتقد ولا أظن.

أعتقد أن الأمر يحتاج إعادة النظر لأن تكميم الأفواه لن يكون في صالح سواء كان حاكما أو محكوما، بل ربما كان النشر وسيلة للمطحونين للتعبير عما يجيش بصدورهم وفيه أكبر مصلحة للدولة لأن الكبت يولد أشياء كثيرة ربما لا يتخيلها أحد.

ومرة ثالثة ورابعة وعشرين.. الصحافة ليست في خصومة مع المشير السيسي ولا الدولة، وعدد كبير منهم على قناعة بما يقوم به الرئيس ولكن لابد أن تكون هناك سعة صدر واحتواء كل شيء رغم ثقل المهمة التي تقع على عاتقه.. أعتقد أن الرئيس أول من سيقف بجوار الصحافة لأنها ستكون أداته للكشف عن الطعمة الفاسدة التي لا تريد للبلد أي خير ولا يعنيها صحافة أو سياحة أو أي شيء من هذا القبيل، ولا تبحث إلا عن مصلحتها فقط من هذا البلد..

وفي الواقع، إن الفئة التي على رأسها ريشة والتي يتحدث عنها المواطن العادي هي الفئة التي وقفت ضد زملائها في النقابة، وفضلت المكسب المريح واتخذت صف الحكومة لأنها المستفيدة بملايين الفضائيات والتخديم على صحافة أسيادهم، أما الصحفي الشريف فمازال مثل باقي أقرانه من المهن المختلفة يعاني شظف الحياة.. وللحديث بقية... 
الجريدة الرسمية