رئيس التحرير
عصام كامل

حرية التعبير.. وحرية القتل! «2»


عندما علمت بنبأ اغتيال الرئيس الأسبق أنور السادات حزنت وشعرت بالقلق رغم أنني دخلت السجن مرتين في قضايا سياسية خلال عهده، وتم إقالتي من روزاليوسف وعشت مطاردا لنحو ثلاث سنوات وثلاثة أشهر.. فأنا أرفض بشدة اللجوء إلى العنف في العمل السياسي.. الخلافات السياسية لا تمارس بالعنف.. والخصوم السياسيون أواجهم بالحوار والحجة وكل وسائل العمل السياسي وليس باغتيالهم.. مثلا عن أن القتل لا يسهم في إحداث تغيير سياسي وإنما هو ينشر الإرهاب ويشيع العنف في المجتمع.. أي أن المجتمع يتقدم بالعمل السياسي ويتراجع ويتأخر بالعنف وعمليات القتل.


لذلك أربأ بزملائي وزميلاتي في صاحبة الجلالة التعامل مع دعاة العنف والتحريض على القتل باعتبارهم يمارسون حرية التعبير والرأي.. فما الفارق بين من يدعو لقتل الخصوم بتكفيرهم وبين من يدعو لقتلهم بتخوينهم.

لا أيها الزملاء لا الدين يدعو لممارسة العنف والقتل، ولا الوطنية تدعو لممارسة العنف والقتل..لا يوجد في الدين-أي دين-واجب شرعي بالقتل وأيضا لا يوجد في الوطنية واجب تولي بالقتل.

لذلك أرجو من كل الزملاء والزميلات أن ينبذوا من بين صفوفهم كل من يحرض على القتل ويحض على ممارسة العنف..هذه ليست حرية تعبير، وليست حرية رأي.. ولكن هذا إرهاب صارخ يرتدي ثوب الوطنية مثلهم كالإرهاب الذي يرتدي ثوب الدين.

أيها الزملاء والزميلات.. الحلال الوطني بين والحرام الوطني بين وعلينا أن نختار الوطن، وليس العنف والقتل، ونكمل غدا.
الجريدة الرسمية