رئيس التحرير
عصام كامل

علماء يعدلون جينات لتحصين البشر من «الإيدز»

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

أجرى علماء صينيون تعديل جينات في الأجنة في محاولة لتحصين البشر من فيروس نقص المناعة البشرية، ما يعد اختراقا كبيرا مع إمكانية القضاء على مرض نقص المناعة البشرية ( الإيدز).

 
وبحسب وكالة الأنباء الصينية "تشينخوا" فقد استخدم الباحثون من جامعة قوانغتشو الطبية تقنية تحرير الجين المسماة بـ "كريسبر/كاس9" لإجراء تغير أحيائي على جين سي سي آر5 في 26 جنينا ليصبح مقاوما لفيروس نقص المناعة البشرية، وتم تحرير أربعة أجنة فقط بنجاح، في حين فشلت 22 حالة أخرى في تحقيق النتائج المرجوة.

وتم نشر مقالة عن هذه النتائج في مجلة المساعدة على الإنجاب وعلم الوراثة (مجلة آسيستيد ريبرودكشن آند جينيتكس).

وقال فان يونغ، وهو باحث من جامعة قوانغتشو الطبية وكاتب المقالة " أثبتنا من خلال هذه الدراسة أن التغير الإحيائي المقاوم لفيروس نقص المناعة البشرية يمكن إجراؤه على الأجنة البشرية في مراحلها المبكرة بفضل نظام كريسبر".

وتم تطوير تقنية تحرير الجين كريسبر/ كاس 9 من قبل العالمة الأمريكية جنيفر دودنا والعالم الفرنسي إيمانويل شاربنتييه في عام 2012.

ومنذ ذلك الحين، يستخدم العلماء من جميع أنحاء العالم هذه التكنولوجيا لتعديل جينات الحيوانات في المختبر.

يذكر أن هوانغ جيون جيو، وهو عالم أحيائي في جامعة صون يات صن في قوانغتشو، هو أول من طبق هذه التقنية على البشر، ونشر مقالة عن تجربته التي أجراها على 71 جنينا بشريا في مجلة الطبيعة في أبريل عام 2015.

وعلى الرغم من أن فريق هوانغ استخدم الأجنة من عيادات الخصوبة والتي لا يمكن أن تتطور لإنجاب مواليد، إلا أن عملهم أثار نقاشا عالميا حول الشق الأخلاقي لهذه البحوث.

وفي ديسمبر الماضي اجتمع ممثلون من أكثر من 20 دولة في اجتماع نظمه علماء من الصين والولايات المتحدة والمملكة المتحدة لمناقشة هذه القضايا الأخلاقية.

وفضلا عن تحرير الأجنة البشرية، حاول العلماء أيضا استخدام كريسبر/كاس 9 كعلاج لفصل الحمض النووي الخلوي عن فيروس نقص المناعة البشرية، ولكن أظهرت دراسة أجراها باحثون كنديون وصينيون وتم نشر نتائجها في مجلة الخلية الأمريكية في وقت سابق من الشهر الجاري أن الفيروس يمكن أن يطور مقاومته لتقنية تحرير الجينات بسرعة.

وفي عام 2007 حين تم تشخيص رجل عمره 41 عاما بالإيدز وسرطان الدم وأطلق عليه اسم "مريض برلين"، قام الطبيب المعالج لهذا الرجل الذي كان على وشك الموت بعملية زرع نخاع العظم من متبرع مقاوم لفيروس نقص المناعة البشرية وقد شفي بأعجوبة، مما جعله أول شخص يشفى من الإيدز.
الجريدة الرسمية