رئيس التحرير
عصام كامل

كواليس الساعات الأخيرة لعصام الأمير في ماسبيرو

عصام الامير
عصام الامير
18 حجم الخط

لم تكن الإطاحة بعصام الأمير، رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون السابق، وليدة الصدفة أو نتاج موقف معين وخطأ محدد ارتكبه الرجل طيلة فترة ولايته لماسبيرو، بل سبقته عدة تفاصيل.


وتنفرد فيتو بنشر ما توافر لديها من تلك المعلومات حسب مصادرنا المطلعة داخل الاتحاد مشيرة إلى أن مسلسل الإعداد للإطاحة بالأمير جاء قبل شهر، وتحديدًا بعد زيارة العميد محمد حسن موفدًا من جهة سيادية، وعقده لقاء مطولاً مع رئيس الاتحاد السابق ومناقشته في عدة أمور إعلامية، ثم كتابة المسئول الأمني تقريرًا عقب ذلك يعلن من خلاله صعوبة استمرار الأمير في منصبه بتلك الطريقة.

وفي سياق متصل أكدت مصادرنا أن الأمير تم إخطاره منذ شهر من أصدقاء له بمكتب رئيس الوزراء المهندس شريف إسماعيل، بشروع الأخير في كتابة مذكرة لإقالته من منصبه، وتعيين صفاء حجازي بدلاً منه.

وأوضحت المصادر أن ذلك الخطاب وصل إلى رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي فعليًا يوم الخميس الماضي وتم البت فيه بالموافقة ظهر أمس السبت لتبدأ عملية صياغة القرار بمعرفة مستشاري إسماعيل، وإعلانه رسميًا بعد إبلاغ صفاء حجازي رئيس الاتحاد الجديد في الساعة السابعة والنصف مساء أثناء وجودها بمنزلها، خاصة أنها لم تحضر مطلقًا إلى مبنى ماسبيرو في ذلك اليوم.

وكشفت المصادر ذاتها عن توقع الأمير تغييره نهاية يونيو المقبل بعد إعلان قانون المجلس الأعلى للإعلام ومناقشته بمجلس النواب، إلا أنه فوجئ بالقرار أمس، ونظرًا لعدم استطاعته جمع متعلقاته الشخصية، حضر اليوم إلى المبنى وصعد إلى مكتبه بالدور الثامن ولحق به اللواء محمد عبد الجواد رئيس قطاع الأمن الذي سمح له بالدخول بينما سيطر الحزن الشديد على وجوه سكرتارية الأمير والذين صافحهم، وبعدها دخل وأغلق على نفسه المكتب.

"عاش الملك مات الملك"، إحساس عاشه عصام الأمير رئيس الاتحاد السابق عقب دخوله مكتبه لآخر مرة، خاصة بعد تأخر عامل البوفيه الخاص به عن موعده ظنًا منه أن الأول لن يحضر للمبنى مما دفع أحد العاملين للتبرع بإعداد "كوب شاي بالنعناع" للأمير وكذا أحمد طه، رئيس الشئون القانونية الذي طلبه رئيس الاتحاد السابق، ولم يكن بمكتبه مما دعا خالد صيام، مدير عام العقود بالشئون القانونية، لمحاولة تلبية طلب الأمير، إلا أن الأخير رفض دخوله عليه في مكتبه، كما أرسل المسئولون في إدارة الصحافة النشرة الصحفية اليومية إلى الأمير، وكانت الافتتاحية كلها تصب في خبر إقالته وتعيين حجازي بدلاً، منه ما دفع سكرتيرة الأمير الخاصة للحصول على النشرة وعدم إطلاعه عليها حفاظًا على مشاعره.

"رحلة البحث عن كارتونة" ليس عنوانًا لفيلم أو مسلسل جديد يشرع ماسبيرو في إنتاجه، بل هي قصة واقعية عاشها عصام الأمير رئيس الاتحاد السابق في آخر زياراته للمبنى، بعد أن طلبها من معاونيه لجمع الكتب الخاصه به، وتكليف أحد السعاة بحملها إلى سيارته أسفل مبنى التليفزيون حيث ظل رئيس الاتحاد ينتظر لأكثر من نصف ساعة حتى يتمكن العمال من جلب كارتونة من أي كافيتيريا بالمبنى، وبات الأمر وكأنه عملية انتحارية يقوم بها العامل بدافع الشهامة والأصالة.

http://www.vetogate.com/2155724
http://www.vetogate.com/2155962

الجريدة الرسمية