البابا تواضروس: «الجهل» سبب ضلال الإنسان
أكد البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، على أن الصوم جهاد روحي ويعد مكاشفة للذات ومعرفة الإنسان لحقيقة نفسه وإيمانه، مثل الطالب الذي يحدد مستواه الامتحان.
وتحدث بابا الكنيسة القبطية خلال عظته الأسبوعية، والتي أقيمت بكنيسة مارجرجس بحدائق القبة، عن قوم "الصديقين" وهم طائفة يهودية واردة بالكتاب المقدس على غرار الكتبة والفرسيين.
وقال البابا: إن هؤلاء القوم وجهوا سؤالا سخيفا للمسيح بأن الناموس أباح زواج الأخ من أرملة أخيه حال عدم إنجابها من أرملها، وذلك حرصا على دوام التناسل، فماذا لو هناك 7 أخوة وتزوج الأول من امرأة ولم تنجب ومات وهكذا وصولا للأخ السابع.. لمن تكون فيهم يوم القيامة؟!
وأوضح البابا أن المسيح أجاب أليس لهذا تضلون، وأن الحياة الآخرة لا توجد بها الروابط الجسدية، وإنما الحياة الروحية.
وأضاف – تواضروس، أن أسباب توهان الإنسان وضلاله اثنان، أولهم الجهل وهو ما يستغله الشيطان – المخادع، والآخر هو الشك فإن إبليس مصدر للتشكيك وهو أحد الأسلحة التي يستخدمها لتضليل الإنسان.
مشيرا إلى أن العالم رغم تقدمه وتطوره تتزايد به حركات وموجات الإلحاد وهو ما ينتج عن الشك والتشكيك.
وتابع أن الشيطان نجح – إذا جاز التعبير ليوقع أناس في فخاخ ما يسمى بعبادة الشيطان وجعل البشر ينسوا أنفسهم بأنهم مخلوقين من الله ونفخ فيهم نسمة الحياة".
محذرا الجميع من حروب التشكيك التي يستخدمها إبليس "عدو الخير" ببراعة من خلال التشكيك والذي ينجم أسئلة افتراضية وسخيفة أو شبه مستحيلة، ليدخل الإنسان في متاهة التشكك.
وعرض قصة لشخص كان ضمن قبيلة تأكل لحوم البشر، ونال الإيمان بالمسيح، وبعدها بدأ يهتدي ويجانب تلك التصرفات، فحينما يعبر عليه أحد أبناء قبيلته حاول تشكيكه في الإيمان بعدما صار وديعا، وإنما أجابه الشخص المؤمن " لولا تعاليم الكتاب المقدس لكنت أكلت لحمك".
وتابع أن أسباب التشكك ضعف الإرادة أما الخطأ والإرادة تتقوى بالصوم والصلاة واللذان يخرجان الشياطين، والأصوام تقوى إرادة الإنسان، وضعف المعرفة تقويها بالقراءة في الكتاب المقدس، والرؤية العاجزة تعاجلها بالصلوات».
