رئيس التحرير
عصام كامل

عــيد أم الدنــيـــا


مصـــــر.. ألا تستحق هدية من كل ابن من أبنائها؟ ألم يحن الوقت بعد للاعتذار لها عن كل لحظة أساءوا فيها إليها وحمّلوها من أعبائهم ما تنوء به الدول؟ ماذا ينتظر الأبناء لكى يعودوا إلى أمهم؟ هل هناك بديل عنها؟ هل تغنى الأموال والثروات عن حبة رمل من أرضها أو شربة ماء من نيلها؟


الحقيقية التى لا يعلمها كثير من أبناء مصر، والبعض يعتقد أنها مزحة أو مجاملة بل وبعض العرب يسخرون من هذه الجملة التى تتردد ولا يعترفون بها لما يرونه من الحالة التى وصلت إليها الآن على يد بعض أبنائها المغيبين والفاقدين لصوابهم.

"مصــــر أم الدنيا"، ليس لأنها أقدم حضارة عرفتها الإنسانية وليس لأن بها الأهرامات أعظم بناء حجرى عرفه التاريخ، وليس لأنها ثانى دول العالم التى استخدمت السكك الحديدية أو أول من عرفت فن السينما والمسرح والتليفزيون.

لقد عرفت البشرية مصر بأم الدنيا، نسبة للسيدة هاجر زوجة نبى الله إبراهيم عليه السلام حيث ولدت على أرضها وتزوجت بأبى الأنبياء وبعدها انتقلت للجزيرة العربية وسكنت بأرض لم يسكنها بشر من قبل، وهناك ولدت نبى الله إسماعيل أبوالعرب وعندما أذن الله تعالى لنبيه إبراهيم برفع قواعد البيت العتيق الذى تؤمه الأمم من كل فج عميق وتتجه إليه الأبصار والأفئدة عند كل صلاة.

لهذا سميت مصر أم الدنيا منذ آلاف السنين.. وروى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "ستفتح عليكم بعدى مصر فاستوصوا بقبطها (أهل مصر)، خيرًا فإن لهم ذمة ورحمًا"، وقال المؤرخون المراد بالرحم أنهم أخوال إسماعيل بن إبراهيم والد عرب الحجاز الذين منهم النبى صلى الله عليه وسلم وأخوال إبراهيم ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمه مارية القبطية.

كما دعا نوح عليه السلام لابنه بيصر بن حام أبو مصــر عقب نجاته من الطوفان فقال "اللهم إنه قد أجاب دعوتى فبارك فيه وفى ذريته وأسكنه الأرض الطيبة المباركة التى هى أم البلاد وغوث العباد".

وبعد .. هل مازال أبناء مصر من العاقين لها والناكرين لفضلها غلاظ القلوب عند إصرارهم على هدمها؟ أم أن قلوبهم رقت لها وأحسوا بالذنب تجاهها، وقرروا إنقاذها ليس بالأموال فقط وإنما بالأعمال أيضا، فهدوءهم واتحادهم يكفيها، ومازالت أم الدنيا تنتظر هدايا أبنائها... فهل من مجـــــــيب؟!!!
الجريدة الرسمية