رئيس التحرير
عصام كامل

مش هصبح ولا أمسي ياريس !


كلام الرئيس السيسي في خطاباته عظيم جدًا وطلبه من جمهور الشعب المصري بأن يصبح على مصر ولو بجنيه مبادرة طيبة.. أنا عن نفسي موافق جدًا على هذا الكلام ولكن بشرط واحد وهو أن يتم القضاء على الفساد داخل الجهاز الإداري للدولة فلا يعقل أن نطالب المواطن المقهور بالتبرع لصالح مصر وهناك من يأكل خيرها ويمتص دمها ليل نهار وأنا هنا أقول لسيادة الرئيس:


لا تطلب مني التبرع بجنيه والملايين مهدرة في كل الوزارات وبشكل فج ولا أحد يتعرض للمساءلة وهناك العديد من الأمثلة التي لا تحتاج إلى دليل في وزارة الشباب والرياضة وغيرها من الوزارات.

لا تطلب مني يا ريس أن أتبرع بجنيه واحد وهناك ملايين الدولارات تنفقها الأندية على استقدام مدربين أجانب لا عائد من ورائهم وليس هناك تحسن في نتائج الأندية الرياضية، لكنَّ أرقامًا فلكية تقارب المليون جنيه سواء في الأهلي أو الزمالك شهريًا، والمحصلة أن هذه الأندية تابعة للدولة وتحصل على دعم من وزارة الشباب والرياضة وإذا طلبت معلومات عن قيمة دعم الأهلي والزمالك فقط من الوزارة سأقول لكم؟!

أندية تتعاقد مع لاعبين بالملايين ولا يلمسون الكرة وفي النهاية نحن بشر والشباب عنده إحباط من كل ذلك.. من البهرجة.. واستضافة بطولات نتكبد فيها الملايين ولا عائد على مصر ياريس.

يا ريس نحن على أتم استعداد لأن نعطي مصر روحنا ودماءنا ولكن بشرط أن يتم وقف نزيف المال العام والتصدي لكل فاسد في كل مجال.. التصدي لأصحاب الملايين التي كونوها من حرام وعلى حساب الدولة.

سيادة الرئيس.. من فضلك انحاز للفقراء واضرب بكل ما تملك على الفاسدين ولصوص المال العام ووقتها ستجد كل الشعب في ظهرك وعلى استعداد أن يدفع دم قلبه من أجل مصر.

بصراحة إن الانحياز لطبقة الفقراء من الشعب من شأنها وحدها فقط توفير دعم كبير للرئيس، وأعتقد أن أبرز نموذج هو الرئيس الراحل جمال عبد الناصر الذي حقق شعبية ما زالت مستمرة بعد وفاته بأكثر من 46 سنة، حيث انحاز لطبقة الفقراء وأخذ من الإقطاعيين الأرض ووزعها عليهم واهتم بتعليمهم ولم يستبعد ابن الزبال أو يحرمه من دخول الكليات العسكرية التي أصبحت حكرًا على نوع واحد من البشر، ولم يحرمهم من العمل في القضاء، ولو سمع عن تصريح وزير العدل عن ابن الزبال وهذه النظرة العنصرية لكان له رد فعل آخر.

سيادة الرئيس.. لا أنكر الجهد الذي تقوم به ولكن أردت فقط أقول لك وللحكومة «كفاية تيجوا على الغلابة» الناس مش ناقصة ووصلت الروح إلى الحلقوم.. اللهم بلغت.. اللهم فاشهد.
الجريدة الرسمية