رئيس التحرير
عصام كامل

أزمة بين الصحة والداخلية.. اعتداءات الشرطة على الأطباء مسلسل متكرر.. طبيب المطرية ضحية رفض التقرير المزور.. النقابة تدين التعدي على طبيب الإسماعيلية.. وإضراب أطباء مستشفى المنصورة للمطالبة بحق زميلهم

وزارة الداخلية
وزارة الداخلية

تعددت انتهاكات الشرطة في الآونة الأخيرة، فلم يستطيعوا التفرقة بين المتهم والموظف والمواطن العادي، كل منهم سواسية أمام هذه الاعتداءات، وأخذ الأطباء من الحب جانبا، مما دفع وزارة الصحة إلى الوقوف أمام الداخلية لمطالبتها بحقوق أبنائها المعتدى عليهم من قبل الشرطة، خلال تأديتهم لأعمالهم، والتي أصبحت سيناريو يعاد تكراره كل عام، والأصعب من ذلك أسباب هذه الاعتداءات، المتمثل معظمها في الدعوة لخرق القانون.


وفيما يلي، استعراض لاعتداءات الداخلية على الأطباء، خلال السنوات القليلة الماضية.

مستشفى المطرية
وكان آخرها، أمس الخميس، عندما أصدرت نقابة الأطباء بيانًا تؤكد فيه اعتداء اثنين من أمناء الشرطة على طبيب بمستشفى المطرية التعليمي، بعد رفضه طلب أمين شرطة بزي مدني بكتابة تقرير مزور يثبت فيه إصابات غير حقيقية لحقت به، إضافة إلى الإصابة الموجودة به فعليًا، ما دفع أمين الشرطة إلى الاعتداء على الطبيب بمساعدة أحد زملائه، كما اعتديا أيضا على النائب الإداري، ثم اقتادوهما لقسم شرطة المطرية، ولكن المأمور أعادهما إلى المستشفى مرة أخرى.

وتابع بيان النقابة أنه بعد رفض الطبيب كتابة التقرير المطلوب، قام أمين الشرطة بمساعدة أحد زملائه بالتعدي بالضرب عليه وعلى النائب الإداري الطبيب مؤمن عبدالعظيم، ثم اقتادوهما لقسم شرطة المطرية، ثم قام مأمور قسم المطرية بإعادة الطبيبين إلى المستشفى مرة أخرى.

وأعلنت نقابة الأطباء، في بيانها، عن تضامنها مع الإضراب، الامتناع الاضطراري عن العمل، الذي نظمه أطباء المطرية التعليمي، لحين اتخاذ الإجراءات القانونية تجاه بلطجة أمناء الشرطة، مؤكدة على إصرارها على محاكمة أمناء الشرطة بتهمة البلطجة واستغلال النفوذ والترويع والتعدي على الأطباء أثناء تأدية عملهم.

ومن جهتهم، دخل الأطباء في إضراب مفتوح، اليوم، للمطالبة بحقوق زملائهم المعتدى عليهم من قبل الشرطة.

طبيب الإسماعيلية
لم تكن هذه الواقعة الأولى من نوعها، لاعتداءات الشرطة على الأطباء، ففي نوفمبر الماضي أصدرت نقابة الأطباء بالإسماعيلية، برئاسة الدكتور سعيد الشربيني، بيانًا تشجب فيه ما حدث من اعتداء الضابط محمد إبراهيم على الدكتور عفيفي حسنى عفيفي، ووفاته بسبب هذا الاعتداء.

وطالب البيان باتخاذ كل الإجراءات القانونية، لضمان حقوق الدكتور المتوفى، وضمان محاسبة الضابط المعتدي، وكذلك مخاطبة رئيس الجمهورية، ورئيس الوزراء ووزيري العدل والداخلية والاتحاد العام لنقابات المهن الطبية.

المنصورة الدولي
كما شهدت الأعوام الماضية عدة انتهاكات، والتي كان أبرزها اعتداء رائد شرطة أغسطس 2014، على طبيب يُدعى عمرو الجندي، أثناء تأدية عمله بقسم الاستقبال بمستشفى المنصورة الدولي، وتواجد عدد من الضباط داخل المستشفى، للضغط على إدارة المستشفى والطبيب للتنازل عن حق، مما دفع الفريق الطبي في مستشفى المنصورة الدولي إلى الإضراب عن العمل، إثر اعتداء رائد شرطة على الطبيب عمرو الجندي، أثناء تأدية عمله بقسم الاستقبال.

ومن جانبها، أكدت النقابة، في بيان لها، إغلاق أي منشأة طبية تتعرض للاعتداء لحين توفير التأمين اللازم، معلنة اتخاذ الإجراءات القانونية ضد الضابط، وعزمها مخاطبة وزير الداخلية، والنائب العام رسميًا لاتخاذ الإجراءات القانونية تجاه رائد الشرطة، فلا أحد فوق القانون.

أحمد ماهر التعليمي
وفي نفس الشهر، حضر نقيب شرطة بقسم شرطة الخليفة إلى مستشفى أحمد ماهر التعليمي، ومعه ضابط شرطة مصاب بجرح في يده، طلب من الطبيب سرعة علاج الجرح، واشتبه الطبيب في وجود كسر بإصبع المصاب، فأخبر الضابط بضرورة عمل إجراءات أشعة للتأكد من الأمر أولا، فما كان من الضابط إلا أن انفعل بشدة، فكيف يرفض الطبيب أوامره وتعطيله عن الإسعافات بطلب إجراء أشعة.

واعتدى الضابط على الطبيب، وأصابه بعدة كدمات، وقام بتهديده، وأسفرت الواقعة في النهاية عن حضور اثنين من كبار الضباط إلى المستشفى وقاما بالاعتذار للطبيب، وأحضرا الضابط المعتدي للاعتذار للطبيب، واكتفى الطبيب بقبول الاعتذار وتنازل عن حقه في تقديم بلاغ رسمي للنيابة العامة.

وانتقدت نقابة الأطباء حادث الاعتداء، قائلة، في بيان لها، إن تنازل الطبيب عن حقه لا يعني أن نتنازل عن حقنا، خاصة مع تكرار حوادث اعتداء الضباط على الأطباء في الفترة الأخيرة، مما يعطينا مؤشرا خطيرا، وتساءلت النقابة: "كيف يقوم رجل أمن بالاعتداء على الأطباء وطالبت وزير الداخلية بالتحقيق في الواقعة"، ووجهت النقابة للضابط المعتدي تهم البلطجة وتكدير السلم العام والاعتداء على موظف عام أثناء تأدية عمله والإخلال بواجبات الوظيفة، وطالبت بتوقيع أقصى عقوبة عليه.

المنيا الجامعي
وتتابعًا لمسلسل اعتداءات الشرطة على الأطباء، تظاهر العشرات من أهالي قرية الباجور بالمنيا، أمام مستشفى المنيا الجامعي، احتجاجًا على اعتداء تعرض له طبيب بالمستشفى من أبناء القرية على يد ضابط بالشرطة العسكرية، جاء ذلك في نوفمبر 2012.

جاء ذلك بعد أن شهد المستشفى مشادة بين الضابط «حازم. ص. أ» والطبيب شريف محمد عاشور، بقسم الاستقبال، عندما حضر الضابط للمستشفى الجامعي برفقة أحد أقاربه، وطالب الطبيب بعلاجه من إصابة بأحد أصابعه.

وقال شريف محمد عاشور، الطبيب المعتدى عليه، إن الضابط أشهر سلاحه في وجهه، وهدده بإطلاق النيران، حسب قوله، لرفضه اعتبار الحالة المصاحبة للضابط «حالة طوارئ»، وأن الطبيب وزميله عمرو ناجي حررا محضرًا بنقطة المستشفى ثم بقسم الشرطة.

فيما أشارت مصادر إلى تحرير محضر بالنيابة العسكرية، وأفاد مصدر أمني بأن هذا لم يتأكد بعد، موضحًا أن محضر شرطة تم تحريره بقسم شرطة بندر المنيا.

الجريدة الرسمية