رئيس التحرير
عصام كامل

«الإنذار الأخير».. تقارير رقابية ترصد تقييم حكومة شريف إسماعيل.. تراجع شعبية الحكومة رغم خطة تخفيض الأسعار ومنع الاحتكار.. «التنمية المحلية» في النازل بسبب زكى بدر.. وفشل «شرم

المهندس شريف إسماعيل
المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء

>> تعامل الوزراء بمبدأ «الحكومة المؤقتة» تسبب في بطء الأداء وقلة القرارات
>> جولات لرئيس الوزراء ردا على اتهام وسائل الإعلام للحكومة بالنوم في العسل

>> أداء ثابت لـ«شاكر» في الكهرباء بالتوسع في المحطات.. و«حنفي» في التموين بضبط الأسعار
>> كتف قانونى من «أبو النجا» لوزير الرى يقضى على أحلام «مغازي» في الاستمرار
>> بعبع «صلاح هلال» في الزراعة سر حرص الوزير الحالى في اعتماد القرارات


حصلت “فيتو” على تقارير رقابية ترصد تقييما لأداء وزراء حكومة المهندس شريف إسماعيل، رئيس مجلس الوزراء، بعد مرور أكثر من 100 يوم على توليها السلطة بعد استقالة الحكومة السابقة برئاسة المهندس إبراهيم محلب، ويأتى ذلك قبل أيام قليلة من انعقاد أولى جلسات مجلس النواب.



التقارير تؤكد أن الحكومة لم تحقق الأهداف العاجلة المطلوبة منها بإنجاز أكبر عدد ممكن من المشروعات الاقتصادية الصغيرة والمتوسطة، وانشغلت بأعداد برنامجها الذي ستتقدم به للبرلمان الذي سيعقد أولى جلساته 10 يناير الجاري، رغم أن تجديد البرلمان الثقة في الحكومة الحالية أمر محل دراسة، وغير مؤكد؛ ما اعتبره خبراء الاقتصاد تضييعا للوقت وعدم استغلال للفرصة لإثبات جدارة الحكومة بتولى المسئولية خلال المرحلة المقبلة.

«حكومة مؤقتة»
المصادر تؤكد أن أخطر أخطاء حكومة شريف إسماعيل التي وقعت فيها هو تعامل الوزراء فيها بمبدأ «الحكومة المؤقتة» مما عطل عددا من القرارات المهمة وتسبب في بطء الأداء وتنفيذ المشروعات العاجلة.
التقارير أيضا أكدت عدم التجانس بين الوزارت على غرار الحكومة السابقة بقيادة المهندس إبراهيم محلب، وأوضحت تراجع شعبية الحكومة في الثلاثة أشهر الأخيرة بسبب قلة جولات الوزراء بالشارع باستثناء الدكتور سعد الجيوشى وزير النقل، والذي حصل على مرتبة متقدمة في تقييم أداء الوزراء بسبب خطته في إنقاذ السكة الحديد والمترو من الخسائر المتراكمة.

«كتف قانونى في الري»
كما شملت تقارير الأداء تراجع الدكتور حسام مغازى وزير الموارد المائية والرى بعد فشل الوزارة في ملف سد النهضة الذي خرج تماما من يد الوزارة، وأصبح يدار بمعرفة الجهات السيادية مع الخارجية ورئاسة الجمهورية بعد أن أحال الرئيس عبد الفتاح السيسي الملف لمستشارته للأمن القومى فايزة أبو النجا التي تباشر الآن المفاوضات مع الخرطوم وأديس أبابا وترفع تقاريرها للرئيس أولا بأول.

«بعبع هلال في الزراعة»
التقارير أيضا تضمنت اتهامات بالتقصير للدكتور خالد فهمى وزير البيئة، والدكتور عصام فايد وزير الزراعة واستصلاح الأراضى بغض النظر عن إطلاق الرئيس عبد الفتاح السيسي لمشروع استصلاح 1.5 مليون فدان بالفرافرة، والذي لا يرجع الفضل فيه لوزارة الزراعة، لاسيما أن الهيئة الهندسية للقوات المسلحة بقيادة اللواء كامل الوزير كان لها الفضل في الإنجاز، إضافة إلى أن الفساد المستشرى في الوزارة دفع الوزير الحالى للحرص الشديد قبل التوقيع على أي ورقة خوفا من أن يلقى مصير نظيره السابق الدكتور صلاح هلال والذي يحاكم حاليا بتهمة الفساد ومحبوس هو وآخرون على ذمة هذه القضايا.

«تحسين الخدمات»
التقارير الرقابية طالبت أيضا بضرورة اهتمام الحكومة خلال المرحلة المقبلة بتحسين الخدمات للحصول على الرضا الشعبى لاسيما أن أنصار الإخوان يتحركون كالنار في الهشيم لتأليب المواطنين على الحكومة والرئيس ويحشدون للمشاركة في الذكرى الخامسة لثورة 25 يناير بعد أيام قليلة، بحجة أن الحكومة الحالية لن تحقق شيئا مذكورا وأن الرئيس سيعمل خلال المرحلة المقبلة على فرض ضرائب إضافية على المواطنين وسط عدم زيادة في المرتبات وارتفاع جنونى في أسعار المواد البترولية والتفكير في إلغاء الدعم، مما يتطلب تحركات سريعة من الحكومة لإجهاض هذه الدعوات في مهدها.

«الهجرة.. والاسم وزارة»
كما أن التقارير أكدت عدم فاعلية وزارة الهجرة وشئون المصريين في الخارج التي تتولاها الدكتورة نبيلة مكرم عبد الشهيد والتي لم تحقق الأهداف المطلوبة منها حتى الآن، وهى أن تكون حلقة وصل لربط المصريين بالخارج بالوطن لتحويل أموالهم للاستثمار في مصر؛ مما سينعش الاقتصاد المصرى ويوفر العملة الصعبة المطلوبة لاستيراد الاحتياجات الأساسية في ظل العجز في العملة الأجنبية والانخفاض المتواصل لسعر الجنيه أمام الدولار رغم الإجراءات التي يقوم بها البنك المركزى بقيادة طارق عامر لتثبيت سعر الصرف والحد من استيراد السلع الاستفزازية والعمل على زيادة الصادرات.

«التموين والكهرباء»
أما وزيرا التموين والكهرباء فقد أشادت التقارير الرقابية بأدائهما خلال الفترة الأخيرة بسبب نجاجهم في تنفيذ التكليفات المطلوبة منهم والمتعلقة بإنهاء إجراءات محطة الضبعة والتوسع في إنشاء وصيانة المحطات للاستعداد للصيف المقبل، بالإضافة إلى خطة الحكومة لضبط الأسعار بالأسواق وفتح منافذ جديدة وسلاسل تجارية ومجمعات استهلاكية بالمحافظات تساهم في كسر الاحتكار.

«التعليم في النازل»
فيما رصدت التقارير ضعف أداء وزيرى التربية والتعليم الدكتور الهلالى الشربينى والتعليم العالى الدكتور أشرف الشيحي، وغضبا في الجامعات والمدارس من أدائهما الضعيف والمترهل في التعامل مع الأزمات لتزداد الأوضاع سوء أكثر من حكومة إبراهيم محلب مما يعنى أن التغيير جاء للأسوأ.

«التنمية المحلية.. الطعم واحد»
كما رصدت التقارير ضعف أداء الدكتور أحمد زكى بدر وزير التنمية المحلية الحالى الذي لم يقدم جديدا يختلف عن طريقة إدارة الوزير السابق عادل لبيب، وظهر ذلك واضحا من خلال حركة المحافظين الأخيرة والتي تم الاعتماد فيها على المتقاعدين وكبار السن وغاب الشباب والسيدات والأسماء المشهود لها بالكفاءة.

«السياحة.. ألف خسارة»
فيما رصدت التقارير بطء أداء وزراء الصحة والثقافة والأوقاف والقوى العاملة، كما جاء تقييم الدكتور هشام زعزوع وزير السياحة متراجعا بسبب فشل مبادرة “شرم في قلوبنا” في إنقاذ خسائر السياحة بأرض الفيروز بعد حادث سقوط الطائرة الروسية بسيناء وإغلاق عدد كبير من المستثمرين لفنادقهم في شرم الشيخ وتسريح العاملين بها.

«روشتة العلاج»
المصادر تؤكد أن الحكومة الحالية بقيادة المهندس شريف إسماعيل بحاجة إلى تعديل وزارى موسع إذا ما فكر مجلس النواب والرئيس السيسي في إعادة تكليفها من جديد للاستمرار في إدارة البلاد، حتى لا تعمل بمبدأ الحكومة المؤقتة وتتفرغ لخدمة المواطن وتحسين الخدمات والانتهاء من المشروعات العملاقة وتقليص العجز في الموازنة العامة للدولة وتشجيع الاستثمار وزيادة فرص العمل والمشروعات الصغيرة والإسكان الاجتماعى للشباب حتى تصنع الحكومة ظهيرا شعبيا بالشارع يساعدها على الاستمرار في المرحلة المقبلة.

نقلا عن العدد الورقي*
الجريدة الرسمية