رئيس التحرير
عصام كامل

إدوار الخراط.. حياة «ترحال دائم بلا ضمانات»

فيتو

«ترحال دائم بلا ضمانات» هو الوصف الذي أطلقه أحد المقربين على رحلة حياة الكاتب المصري الراحل إدوار الخراط، ليضيف الخراط قائلا: «ليست بلا ضمانات فحسب؛ بل إنها أيضًا بلا خرائط».


الكاتب الذي وافته المنية صباح اليوم، بعد صراع طويل مع المرض وغيبوبته التي فتكت به في الأيام الأخيرة، عن عمر يناهز 89 عام، قضاهم بين أرفف الكتب يطالع الجمل وينام على أسطح سطورها، حتى أدرك من الحياة مالم ندركه، فانزوى بنفسه في آخر أيامه وفضل العزلة إلى نفسه.

عزلة
اعتزل الخراط إلى نفسه فترة لا تقل عن ثلاثة أعوام متتالية، حتى عام 2014، ليخرج علينا بعد كل هذا الغياب في الاحتفال بعيد مولده في أحد دور النشر التي احتفت به ؛ وبدى الخراط حتى آخر أيامه محافظًا على توازنه في إشارة إلى أن ذلك الإنعزال الطويل لم يكن ليؤثر على مثل من هم في قامته الأدبية ؛ إلا أن الموت لم يمهل محبيه برؤيته على أبواب العام الـ 90 له، والذي يحل في 16 مارس القادم.

نبذة
في عائلة قبطية بصعيد مصر، كان الإشراق الأول لوجه الخراط على الدنيا عام 1926، ليعدو بطموحاته إلى شاطئ البحر في الإسكندرية ويحصد من على شاطئه شهادته الجامعة من كلية الحقوق، ليوقن آنذاك أن «نداهة الإسكندرية» أغرمت به، وأنه ارتبط بتلك المدينة، فقرر المكوث جوارها للعمل في أحد مخازن البحرية البريطانية في الكباري بالإسكندرية، ثم موظفا في البنك الأهلي بالإسكندرية، ثم مترجما بالسفارة الرومانية بالقاهرة.

ولم يكن الخراط بمنأى عن العمل السياسي الذي طال جميع شباب جيله، حيث الخراط في الحركة الوطنية الثورية بالإسكندرية عام 1946 واعتقل في 15 مايو 1948م في معتقلى أبو قير والطور، كما عمل في منظمة تضامن الشعوب الأفريقية والآسيوية في منظمة الكتاب الإفريقيين والآسيويين من 1959 إلى 1983م.

الرسم بالكلمات
بعد كل هذا الترحال، لم تستقر سفينة قلب الخراط التي أغرمت بحب الوطن، ولم تلق هذه السفينة سبيلا إلا الكتابة، ليتفرغ الخراط إلى كتابة القصة القصيرة والنقد الأدبي والترجمة، وهو الشاطئ التي رست عليه كلمات الخراط ليثبت جدارته وسطوع نجمه في عام الأدب، حيث فاز بجائزة الدولة لمجموعة قصصه (ساعات الكبرياء) في 1972م، وكانت آخر جوائزه: الفوز بجائزة النيل للآداب عام 2014.

ملامح الأدب
أما عن ملامح أدب الخراط، فقد ابتعد بقلمه وكلماته عن مدرسة التجسيد الواقعي التي انتشرت بين أبناء جيله مثل نجيب محفوظ وجمال الغيطاني، حيث يؤمن أن الحقيقة الكاملة تتجسد في الذات والروح، والمشاكل الإنسانية والفلسفية العظمى.

وكتب الخراط مجموعة كبيرة من القصص القصيرة والروايات، والتي كان أبرزها: "الحيطان العالية، رامة والتنين، الزمان الآخر، ساعات الكبرياء".
الجريدة الرسمية