رئيس التحرير
عصام كامل

هوانم التليفزيون حكايات مثيرة من عهدين.. تصدرن المشهد أيام مبارك.. ارتضين بالصمت مع «السيسي».. وعادت «بنات وزوجات الأكابر» للعمل بماسبيرو مرة أخرى بعد عام من حكم الرئيس

ماسبيرو
ماسبيرو

بعضهن أسسن دولة «عاجية» داخل إمبراطورية ماسبيرو، حين كان حسني مبارك رئيسًا، فاستحوذن على وظيفة «المذيعات»، هذه ابنة «الباشا» وتلك زوجة «البيه»، ولا صوت يعلو على أصواتهن، ثم تمر السنون وتندلع في مصر ثورتا «25 يناير و30 يونيو»، ومع كل واحدة منهما تتم «قصقصة ريشهن».


لكن مع دخول عبد الفتاح السيسي قصر الاتحادية رئيسًا، اختلفت الحياة داخل ماسبيرو نسبيًا، حتى وإن تواجدت قريبات بعض قيادات الدولة داخل اتحاد الإذاعة والتليفزيون إلا أن شعارهن ظل الصمت وعدم افتعال الأزمات أو اللجوء إلى سياسة «التنطيط».

«زوجات البهوات» دائرة فرضت نفسها بقوة على العاملين باتحاد الإذاعة والتليفزيون، خلال عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك، فإذا تحدثن يصمت الجميع، وإذا أمرن يُستجبن، قرارات نقلهن أو ترقيتهن فقط تخص «الكبار»، وإطلالتهن فرض عين على الشاشة، واختفاؤهن من أمام الكاميرات أيضًا بالأمر المباشر.

«صفاء حجازي - رئيس قطاع الأخبار»، رغم ما يحظى سجلها التليفزيوني من قبول لدى المشاهدين، إلا أنها كانت دائمًا مادة دسمة لجلسات النميمة داخل مبنى ماسبيرو، لكونها زوجة زكريا عزمي رئيس ديوان رئيس الجمهورية «حسني مبارك» آنذاك، بل اعتبرها كثيرون خطًا أحمر لا يمكن الاقتراب منه، غير أن الحال اختلف تمامًا بعد انفصالها عن «رجل قصر مبارك»، وتحولت حياتها إلى جحيم مع عبد اللطيف المناوي رئيس قطاع الأخبار الأسبق، بحسب ما يتداوله العاملون باتحاد الإذاعة والتليفزيون حتى الآن.

«أميمة تمام» اسم ظل معروفًا أمام وخلف شاشة التليفزيون جيدًا للعاملين داخل المبنى الإعلامي الأضخم بالشرق الأوسط، بل خارجه أيضًا، والتي اعتبر كثيرون داخل ماسبيرو أن زوجها الراحل «أسامة الباز – المستشار السياسي لمبارك» كان العامل الرئيسي في إراحتها في مواعيد حضورها وغيابها، سواء تم ذلك عن قصد أو بلا تعمد.

«هناء السمري – 47 عامًا»، واحدة من أبرز الإعلاميات اللاتي صعدن بقوة الصاروخ وسقطن بنفس السرعة، ففي عام ١٩٩٦ تقدمت «السمري» لاختبارات قارئي نشرات الأخبار في التليفزيون المصري، ورغم اجتيازها الاختبار بنجاح إلا أن المسئولين في التليفزيون رأوا الاستفادة منها كمراسلة شاملة، مرت شهور قليلة وذاع صيت «هناء» في الشارع المصري بتغطياتها شئون الرئاسة، بل حظيت بقبول غير عادي داخل التليفزيون ومن مبارك نفسه، وساعدتها تلقائيتها الشديدة وحضورها المميز في إجراء سلسلة من الحوارات مع قيادات الدول العربية.

لم يترك «القيل والقال» هناء السمري في حالها، ليدور الحديث عن «تدليل مبارك» لها، إلى أن يصل مضمون الأحاديث الجانبية إلى سوزان ثابت «قرينة مبارك»، لترفع سماعة هاتفها وتُسمع صفوت الشريف «وزير الإعلام آنذاك»، وصلة توبيخ وتطلب استبعاد مذيعة ماسبيرو من الرئاسة، لتضع «الغيرة» نهاية غير سعيدة لهناء السمري.

قائمة المدللات من المذيعات والعاملات في عهد مبارك بالتليفزيون، سجلت اسم المذيعة رانيا حماد على القائمة أيضَا، فقبل أي شيء يعود الفضل في ظهورها لأول مرة على الشاشة المصرية إلى والدها اللواء طارق حماد، والذي كان في منصب «حساس» برئاسة الجمهورية، خلال عهد مبارك، فبدأت بتقديم النشرة الجوية ثم الرياضية إلى أن حازت على شرف تقديم النشرة الإخبارية، بحسب المصادر نفسها.

مشوار «بنات وزوجات الأكابر» في العمل بماسبيرو، لا يزال مستمرًا حتى الآن، ولم يخل عام من حكم الرئيس عبد الفتاح السيسي من هذه الظاهرة أيضًا، فسحر زهران زوجة مستشار الرئيس لمكافحة الفساد ورئيس جهاز الرقابة الإدارية سابقًا، ونجلتا وزيرسيادي تعملان داخل ماسبيرو، ومدير مكتب الرئيس اللواء عباس كامل، وابنة رئيس هيئة النيابة الإدارية سامح كمال، وغيرهن كثيرات، لكن ما يميزهن عن سابقاتهن أنهن فرضن حالة من الصمت على عملهن، فلا احتكاك يذكر ولا استغلال لنفوذ يوجد، بل إن طبيعة عملهن لا تتعدى حدود الدرجة الثالثة وظيفيًا باستثناء «سحر زهران»، التي حصلت مؤخرًا على درجة مدير عام في إعلان رسمي تقدمت له وسط منافسة مع آخرين، أي أن تعيينها لم يتم بقرار منفرد.

نقلا عن العدد الورقي*
الجريدة الرسمية