رئيس التحرير
عصام كامل

السنغال وأوكرانيا قبل مصر «أيوه ده تمامنا»


فازت مصر بمقعد غير دائم في مجلس الأمن، ملخص الاقتراع السري الذي جرى في الجمعية العامة للأمم المتحدة الأسبوع الماضي، وناهيك أن الحدث عادي ولن يؤثر في السياسة العالمية في شيء، وستظل توازنات القوى كما هي طالما لم تكن عضوا دائما إلا أن الأمر تأرجح كالعادة بين كونه أعظم إنجازات مصر "رغم أن مصر حصلت على العضوية في كل الأنظمة بداية من الملك فاروق حتى السيسي" وما بين التسفيه بحجة أن السنغال حصلت على نفس المقعد بأصوات أكثر من مصر، وتشيلي كانت عضوة حاضرة هكذا كتب بعض النشطاء على المدونات الخاصة بهم.


وحتى نغلق تلك الصفحة فإن حصول العضوية بالتناوب، وفوز مصر بها لا يدل على أي شيء لذلك أقول للمهللين "انبطوا"، أما المسفهون والذين غلبت عليهم لغة العجرفة أكثر من أي شيء آخر، فلنا معهم وقفة، لا لنقول لهم إن الأمر لا يستحق هذا التسفيه فلكل منا وجهة نظر، ولكن لا نقول لهم لا تعيشوا في الوهم وتقولوا إن السنغال قد حصلت على العضوية، وأوكرانيا المضطربة حصلت على نفس العضوية، فنقول لهم إن السنغال وأوكرانيا في ظل الأزمات الحالية هي أفضل من مصر، بالإضافة إلى تشيلي المتقدمة كثيرًا عنا "وبص يا سيدي".

وفقًا لآخر الاحصاءات الاقتصادية فإن السنغال تعد إحدى الدول العشر النامية اقتصاديا في جنوب القارة السمراء، بعد أن أطلقت السلطات السنغالية برنامج نمو منذ بداية 2010.

في السنغال التي سبقتنا في الحصول على عضوية مجلس الأمن غير الدائمة تم تخفيض تكاليف التحميل في ميناء داكار بنسبة 25% بعد أن اختفت كل المستندات الورقية التي تعد جزءًا من البيروقراطية وأصبحت طرق النقل أسهل بكثير من خلال الوسائل الإلكترونية مما ساعد في زيادة حركة الاستيراد والتصدير بجانب تقليل المدة التي يتم من خلالها شحنات البضائع مما جعل السنغال تفوز بالجائزة الأولى للأمم المتحدة في مجال الخدمات العامة.

في السنغال "اللي مش عاجبه حضرتك" يمكن إنشاء شركة في ثمان ساعات فقط من خلال المكاتب المتخصصة لإنشاء الشركات والتي لا تستلزم أن تذهب إلى جهة أخرى، مما دفع المستثمرين إلى التهافت عليها خاصة أنك ليس بحاجة إلى التنقل بين الهيئات الإدارية والأوراق الواجب استخراجها.

في السنغال "اللي سبقتنا للأمم المتحدة" نظام ضريبي كامل عبر الإنترنت بجانب عروض الحكومة على الشركات الكبيرة ومنها أن أي شركة تقوم بتصدير أكثر من 80% من منتجاتها سيتم خفض الضرائب فيها إلى 15% بدلًا من 30% كما هو المعتاد.

أما بالنسبة لأوكرانيا المضطربة أمنيًا، والتي تعاني الأمرين، فبجانب أنها كانت أسرع اقتصادات أوروبا في التنمية، ويعيش المواطن الأوكراني حياة يتمناها أي عربي، فحتى الآن مازالت توفر لمواطنيها حياة كريمة، صحيح إنها تعاني من أزمة اقتصادية عاتية، لكن أدنى مستوى ستصل إليه أوكرانيا التي كانت تنمو بنسبة 10% قبل 2012، سيكون هو أقصى ما يصل إليه العربي.

تشيلي الدولة التي يتعجب الكثيرون من حصولها على مقعد في مجلس الأمن، هي معجزة اقتصادية حقيقية، فالدولة الوحيدة التي حافظت على معدل نمو ثابت 6% وفق الأرقام الرسمية من عام 2000 وحتى 2009 أي لعقد كامل وانخفض نسبة الفقر من 45% إلى 14.

أقول هذا للمتعجرفين، المتغطرسين الجهلة، لا لشيء سوى أن من تكلموا وانتقدوا هم من على مستوى معين من العلم يمكنهم من معرفة أن هناك مجلس أمن وأن مصر فازت بعضوية غير دائمة فيه، الخبر لن يهم إلا من يملكون شريحة معينة من العلم، المواطن المصري لا يهمه شيئًا، لكن أن يتحدث هؤلاء أصحاب ما تيسر من الثقافة بتلك اللهجة السطحية فكان يجب أن نقول نعم السنغال أفضل منا، وأوكرانيا أفضل منا ونسعى إلى أن نصبح نصف تشيلي «أيوة ده تمامنا»
الجريدة الرسمية