رئيس التحرير
عصام كامل

الإرهاب والإجرام يلتقيان في «الشرقية»

 محافظة الشرقية
محافظة الشرقية

تشهد مراكز محافظة الشرقية سلسلة لا تنتهى من حالات البلطجة وقطع الطرق، حتى أصبح من المعتاد يوميا الحديث عن حالات السرقة بالإكراه والقتل، وتعتبر عائلة «أ» بقرية أبو نجاح وكفر أبو عرفة، وعائلة «ه» في مركز منيا القمح، من أكبر العائلات الإجرامية بمحافظة الشرقية، فيما يعتبر طريق الصنافية بمركز منيا القمح، وطريق وادى الملاك بمركز أبو حماد، وطريق الصوامع وسامى سعد بمركز فاقوس، وطريق منطقة السحر والجمال بمدينة العاشر من رمضان والرويسات ببلبيس، من أكثر الأماكن التي يمكن وصفها بشديدة الخطورة في محافظة الشرقية حاليا؛ بسبب عدد الجرائم التي ارتُكبت بهذه المناطق.


ففى قرية المعالى التابعة لمركز منيا القمح، يعيش الأهالي في خوف دائم، تحت سطوة أكبر العناصر الإجرامية في محافظة الشرقية، الذي قام بفرض كامل سيطرته على القرية، وتحويلها لوكر للخارجين على القانون وبائعى المخدرات، ووصلت سيطرته إلى قيام تابعيه ببيع المخدرات بالطريق العام ووسط القرية أمام الجميع.

صمت الأهالي لم يدم طويلا على تجاوزات المذكور؛ حيث قام أهالي القرية بالثورة عليه وعلي وعائلته، عقب تعدى تابعيه من مدمنى المخدرات الذين يأتون لشراء المخدرات منه على إحدى فتيات القرية ومعاكستها بوسط الطريق، وهو ما أثار الأهالي الذين ثاروا ضده، وقاموا بقطع الطريق المؤدى إلى الفيلا الخاصة به، فقام بإطلاق أعيرة نارية على الأهالي، ما أسفر عن إصابة شابين من القرية.

وفور وصول قوات الأمن لفض المشاجرات، وضبطة، قام الأهالي بمساعدة القوات لدخول القرية، وأشعلوا النيران بالفيلا الخاصة بهاشم، التي تركها وفر هاربا للزراعات.
يُذكر أن المتهم «53 عاما»، مسجل خطر ومطلوب في قضايا متعددة قتل وسرقات بالإكراه وتجارة بالمخدرات، مقيم بقرية العاقولة؛ حيث يعمل جميع من بها في السرقات وتجارة المخدرات، التي تحدث عنها وزير الداخلية السابق، بأنها من أخطر البؤر الإجرامية بالمحافظات.

ولعل من أشهر جرائم المذكور، شرائه سيارة مملوكة لجهة سيادية بـ5 آلاف جنيه من بلطجية سرقوها قبل ضبطهما، واستيلائه على فدانين بعزبة أبو شاش التابعة لمركز منيا القمح، وإجبار أصحابها على توقيع عقد بيع له، إضافة إلى استيلائه على كثير من الأراضى بالقوة، فضلا عن إرساله رسائل تهديد بالقتل إلى ضباط مباحث منيا القمح والمخبرين، إذا ارادوامداهمة العائلة التي تقتصر الإقامة فيها عليه وأفراد أسرته ورجاله.

وفيما يخص منطقة سامى سعد، نفذ المجرمون والبلطجية عمليات سرقة وخطف كثيرة، منها تعرض صاحب متجر للخطف وطلب فدية 5 ملايين جنيه، وخطف نجل رجل أعمال بالصالحية وطلب 2 مليون فدية له، بالإضافة إلى عمليتين إرهابيتين تم فيهما استهداف قوات من الجيش وقتل ضباط ومجندين بالقوات المسلحة، فضلا عن تحولها لوكر للإرهابيين والمجرمين لتواجدها بين الحدود الفاصلة بين محافظتى الشرقية والإسماعيلية، مع انتشار المزارع والطرق الوعرة بها، حتى تمكنت قوات مباحث مديرية أمن الشرقية بالتعاون مع القوات المسلحة، من مداهمتها وضبط العشرات من التكفيريين وأنصار جماعة بيت المقدس، وغيرها من الجماعات التكفيرية.
وتمكنت القوات الأيام الماضية، من تصفية 5 تكفيريين «اثنين من محافظة الشرقية، وواحد من محافظة الإسماعيلية، وآخرين مجهولين»، وضُبط بحوزتهم أحزمة ناسفة و8 عبوات ناسفة وبنادق آلية.

هانى عبد المجيد - سائق ميكروباص - أحد أهالي القرية، روى تفاصيل ما يتعرض له الأهالي قائلا: «خط سيرى اليومى من منيا القمح للزقازيق وما بينهما من قرى وعزب، وكان هذا الطريق آمنا، إلا من بعض المشاجرات العادية التي تحدث بين السائقين أو الأهالي وبعضهم بسبب الزحام الشديد، ولكن عقب الانفلات الأمني الذي شهدته البلاد أصبحت منيا القمح وخاصة الطريق العام أمام قرية الصنافين من أخطر المناطق الموجودة على الطريق؛ حيث يحدث يوميًا اعتداء للبلطجية على السائقين سواء لأخذ إتاوات أو سرقة الميكروباص أو السيارة وطلب فدية عليها».

وعلى طريق وادى الملاك بأبو حماد، يقول السيد محمد، أحد الأهالي: إن منطقة وادى الملاك من أخطر البؤر الإجرامية بالمحافظة ككل، فهى عبارة عن مزارع برتقال ويوسفى وعنب وغيرها من الموالح، وبعض المصانع الإنتاجية، ويسكن هذه المناطق الأعراب الذين يمتلكون الأسلحة بشكل غير طبيعي، حتى أن الطفل منهم يجعلونه يحمل «آلي» في يده ويسير به.
وأضاف السيد، أن هذه المنطقة يصعب على الشرطة دخولها؛ لأنها متاهة بالنسبة لهم، لهذا يتخذها المجرمون والبلطجية مأوى لهم، بل يقوم قطاع الطرق من سارقى السيارات أو الأطفال بجعل وادى الملاك نقطة تلاقى بين البلطجية ودافعى الفدية،؛ حتى يستطيع البلطجية التحكم في الأمور، والتأكد من عدم وجود الشرطة مع دافع الفدية؛ لسيطرتهم على جميع المداخل بقرى وادى الملاك.

ومن جانبه قال اللواء خالد يحيى، مدير أمن الشرقية، إن منطقة الرويسات التابعة لمركز بلبيس، وأيضا منطقة السحر والجمال بالعاشر من رمضان، ومنطقة العاقولة بمنيا القمح، من أخطر المناطق بالمحافظة، التي تأوى الخارجين على القانون والهاربين من الأحكام، وتجار ومدمنى المواد المخدرة.

وكان من الصعب دخول هذه المناطق؛ لسيطرة العناصر الإجرامية عليها، ولمعرفتهم بجميع طرق الهروب، ففور علمهم بقدوم حملات أمنية يقومون بالاستعداد وانتظار القوات باستخدام الأسلحة الآلية، ويقومون بإطلاق وابل من الرصاص قبل أن تدخل القوات ثم يفروا هاربين بالزراعات والمناطق الجبلية، وفور مغادرة قوات الأمن يعودون مرة أخرى.
وتابع: «ولكن خلال الفترة الماضية، استطاعت القوات فرض سيطرتها على هذه المناطق، والقضاء على رءوس العناصر الإجرامية بها، ولعل آخر الحملات الأمنية على بعض المناطق الإجرامية كانت باقتحام قرية المعالي، وضبط 6 مسجلين خطر وتجار مخدرات، فضلا عن ضبط ربع طن مخدرات، وبعض الأسلحة الآلية».

وقال اللواء رفعت خضر، مدير مباحث مديرية أمن الشرقية سابقًا، إنه خلال توليه مباحث مديرية أمن الشرقية، تم ضبط مصنعين ومنزل تحول لورشة لصناعة القنابل، ففى شهر يناير الماضي، تمكنت الأجهزة الأمنية من ضبط غرفة ملحقة بأحد المصانع بالمنطقة الصناعية ببلبيس، تدار كورشة لتصنيع العبوات الناسفة، ملك «ماهر. ش. ع» 53 سنة، كيميائى ومقيم بمحافظة القاهرة، أقر بأن المصنع مؤجر لـ»مصطفى. م. ح»، مقيم بالعاشر من رمضان، ينتمى لجماعة الإخوان الإرهابية، بغرض تصنيع مواد بلاستيكية ومنتجات بودرة P.V.C.

وبتكثيف الجهود، تمكنت الأجهزة الأمنية من القبض على كل من «حسام محمد السيد أحمد» 23 سنة، و»محمد محمد المنزلاوي» 45 سنة، مقيمين بمدينة بلبيس وينتميان لجماعة الإخوان الإرهابية، وكانا يشاركان في تصنيع العبوات الناسفة؛ لاستخدامها في تفجير أبراج الكهرباء والمحولات وخطوط المياه والغاز الطبيعي.
يشار إلى أن المحافظة بعيدًا عن تلك البؤر الإجرامية شهدت عديدًا من العمليات الإرهابية التي استهدفت ضباط الجيش والشرطة.
الجريدة الرسمية