رئيس التحرير
عصام كامل

مقتل الليبي.. معركة أمريكا الرابحة في حرب مستمرة

ابو يحيى الليبي
ابو يحيى الليبي

إنها الحرب الدائمة بين حلفاء الأمس وأعداء اليوم فالولايات المتحدة التي ساعدت ودعمت تنظيم القاعدة في حرب ضد الاتحاد السوفيتي، استنزفت من المليارات الأمريكية الكثير، ودمرت الاقتصاد السوفيتي، هي عدوة اليوم والمحارب لما تسميه معقل الإرهاب في العالم ''تنظيم القاعدة''.

ومنذ إعلان الولايات المتحدة حربها على طفلها السابق في أفغانستان، والذي نبذته بعد أن تحول ضدها، والمعارك بين الفريقين تنتهي الواحدة تلو الأخرى، على الرغم من أن الحرب بينهما لم تنته بعد.

ولعل آخر المعارك بين الولايات المتحدة وتنظيم القاعدة قد أعلن فيها انتصار الإدارة الأمريكية، خاصة بعد اعتراف أيمن الظواهري، زعيم القاعدة - في تسجيل مصور معنون بتاريخ أغسطس تم بثه على مواقع الإنترنت، اليوم، في ذكرى أحداث 11 سبتمبر - بأن الرجل الثاني في تنظيم القاعدة، أبو يحيي الليبي، قد قتل في شهر يونيو الماضي.

من هو أبو يحيي الليبي؟..

أبو يحيى الليبي المولود في الأول من يناير عام 1963بليبيا، هو محمد عبدالمجيد حسن، الجهادي البارز في صفوف القاعدة بعد فراره عام 2005 من سجن قاعدة ''باجرام الأمريكية في أفغانستان''، والمرقى إلى أعلى رتب التنظيم.

وقد هرب أبو يحيي عام 2005 من سجن ''قاعدة باجرام'' بصحبة ثلاثة إسلاميين آخرين، الأمر الذي سبب إحراجًا للولايات المتحدة وحلفائها.

وكان الليبي غير معروف تقريبًا قبل فراره، لكن بعد الفرار بدأ بالظهور في أشرطة الفيديو التي تبثها الذراع الإعلامية للقاعدة ''السحاب''، وبدأ الترويج لقضية الجهاد ورسالته ونقلها إلى الجيل الجديد من الناشطين.

والليبي معروف عنه بأنه شاعر وخطيب ماهر ويحمل شهادة علمية في الكيمياء، وعاش حياة متخفية على الدوام، لكنه خرج إلى دائرة الضوء عبر خطاباته في تسجيلات مرئية. وكان من أشد منتقدي الجيش الباكستاني، الذي وصف عناصره بالعملاء الذين يتقاضون أجورًا من الولايات المتحدة.

وقد أصبح الليبي العقل المدبر لماكينة الدعاية في التنظيم، والملهم للجهاديين والناشطين لما يتمتع به من صفات دينية لم يحظ بها القادة الآخرون, مما دعا الولايات المتحدة للإعلان عن مكافأة بقيمة مليون دولار لمن يعثر عليه.

وقد تعرض الليبي للاغتيال عن طريق ''طائرة بدون طيار'' تابعة لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية ''سي آي ايه'' في المناطق القبلية الباكستانية، معلنةً انتصار الولايات المتحدة عليها في معركة أخرى، لكنها ليست الأخيرة.

والحرب لم تنته بعد..

الجريدة الرسمية