رئيس التحرير
عصام كامل

غضب مدرسي الغربية عقب قرار غلق مراكز الدروس الخصوصية.. المدرسون: مدة الحصة في المدرسة 45 دقيقة ولا تكفي للشرح.. أولياء الأمور يتهافتون علينا.. ندفع ضرائب ويجب مساواتنا مع الأطباء في العمل الخاص

المهندس السعيد مصطفى
المهندس السعيد مصطفى كامل محافظ الغربية

سادت حالة من الغضب الشديدة بين مدرسي محافظة الغربية بعد تصريحات، المهندس السعيد مصطفى كامل، محافظ الغربية، الأخيرة بشأن إغلاق مراكز الدروس الخصوصية، وتنفيذ وتفعيل قرارات وزير التربية والتعليم في تصريحاته الإعلامية الأخيرة.


واعتبر المدرسون هذه التصريحات بمثابة تهديد صريح لحياتهم وحياة أسرهم بالتشرد خاصة بأنه لايوجد لهم نقابة تحميهم أو تدافع عن حقوقهم، وهو ما رفضه الجميع، مهددين بتصعيد الأمر، وتنظيم وقفة احتجاجية أمام قصر الاتحادية، إذا تحولت هذه التصريحات لقرارات، وبدأ تنفيذها على أرض الواقع.

غلق مراكز الدروس الخصوصية

واستطلعت "فيتو" رأي عدد من المدرسين الخصوصيين لمعرفة آرائهم حول تصريحات الوزير والمحافظ الأخيرة بغلق مراكز الدروس الخصوصية.

"الرئيس السيسي في واد ووزير التربية والتعليم والمحافظون في واد آخر".. بهذه الجملة بدأ أسامة محمد، مدرس لغة عربية بمدينة طنطا، ويعمل في هذه المهنة منذ أكثر من 25 عاما الحديث.

وأكد أن رئيس الجمهورية "أثنى على المعلم والشعراء أثنوا على المعلم فكيف لنا أن نهين المعلم بهذه الطريقة فلنصلح المدارس ولنصلح حال المعلمين المادية، ولنصلح أخلاق الطلاب، ثم نحاسب المعلم، فالمدرس الخاص لايجبر أحدا أن يذهب إليه بل يتهافت أولياء الأمور على مقرات المدرسين في بداية كل عام للحجز، وفى بعض الأوقات، تتدخل الوساطة ليقبل المدرس الطلاب".

وأشار إلى أن المدرس لم يجبر أحدا على أن يأتى إليه، وفى الوقت نفسه فهو يسدد ضرائبه للدولة متسائلا:"كيف للطبيب أن يسمح له بعيادة خاصة ولا يسمح للمدرس؟!، هل جرمى الوحيد أنى أقدم علما؟".

ولفت إلى أنه إذا تم تنفيذ قرار المحافظ فسيلجأ المعلمون إلى القضاء الإداري، "ثم بعد ذلك سنذهب جميعا بعائلتنا أمام قصر الاتحادية، وننظم وقفة احتجاجية هناك تحت شعار - ياتعيشونا ياتعدمونا"، وأضاف:" نحن كمدرسين نرفض محاولات بعض الأحزاب بأن نقف معها في الانتخابات بكل هذا الكم لتغيير مسار الدولة ككل؛ لأننا نؤمن بالقيادة الحكيمة التي أنصفتنا في ظل الإهانات المتلاحقة من كل التنفيذيين".

ويضيف محمد صابر، مدرس تاريخ، أنه حصل على الدكتوراة في مادته، ولم يجد تعيينا، فما كان أمامه سوى العمل في مجال الدروس الخصوصية، لكى يوفر له ولأسرته وسيلة للحياة يستطيع معها أن يوفر الاحتياجات الأساسية له ولأسرته متسائلا: "كيف لنا أن نعيش نحن وأسرنا إذا تم غلق الدروس الخصوصية، فالآلاف يتخرجون كل عام من كليات التربية والآداب ولايجدون تعيين فمن أين سيكسبون قوت يومهم هم وأبناؤهم؟".

واستكملت الحديث أمانى محمد، مدرسة اللغة الفرنسة بطنطا، قائلة:" بدلا من محاربة المدرس الخاص خذوا ضرائب الدولة من ناحية، وحسنوا منتجكم حتى لايذهب الطلاب إلى مراكز الدروس"، مؤكدة أنه ليس لديهم نقابة تحميهم، أو تتكلم باسمهم وتدافع عن حقوقهم، ولكن إذا تم تطبيق هذا القرار ستكون العاقبة سيئة للغاية؛ ولن يقف هؤلاء المدرسون صامتون يرون قوت أبنائهم يسلب من بين أيديهم.

مشكلات المحافظة

ويشير أحد مدرسي مادة الفيزياء، والذي رفض ذكر اسمه، أن جملة المحافظ رغم كونها عابرة جاءت ضمن جمل كثيرة يتحدث فيها عن مشكلات المحافظة المختلفة إلى أن عبارته هذه أدت لثورة بين المدرسين، وخصوصا الذين لهم ملفات ضرائب، ولهم سمعة بين الطلاب، وأولياء الأمور في مدينة طنطا.

وقال:" إن المحافظ قال هذه الجملة متناسيا أن المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء عندما سئل عن الوظائف أجاب بأن الحكومة ليس لديها وظائف فأين يعمل خريجو التربية والآداب والعلوم وكليات جامعة الأزهر بكل أقسامها".

ولفت إلى أن زمن الحصة في المدرسة 45 دقيقة، وأن المدرس يهتم بكشكول التحضير وسرعة الانتهاء من المنهج؛ لأن الموجه يقيمه على ذلك وبالتالى فإن الطالب ليس لديه مدة كافية للاستفادة من المدرس أثناء الحصة في المدرسة "وبعد كل هذا كيف لأى مسئول أن يغلق الدروس الخصوصية، فإن لم يكن من أجل المعلم فمن أجل الآلاف من الطلاب الذين لن يجدوا لهم بديلا يذهبون إليه فبدلا من محاربة المنتج الخاص لابد أولا من تجويد المنتج العام".

وأكد أنه لابد أن يراجع المحافظ كلام الرئيس عبد الفتاح السيسي في عيد المعلم، والذي قال فيه:"إنه قبل أن نفكر في تجريم الدروس الخصوصية علينا أولا أن ننطر لحال المعلم، والذي يصل أعلى راتب يتقاضاه معلم خبرة لمدة تزيد عن 20 عاما هو 2500 جنيها، ياريت المدير المالى للمحافظة يتولى تصريفهم على المعلم وتكاليف الحياة له ولأسرته".

وأوضح أنه إذا تم غلق مراكز الدروس الخصوصية "فإننا بذلك نضرب مبدأ العدالة الاجتماعية عرض الحائط، كما أن المعلم سيذهب إلى الطبقة العليا من المجتمع لمنازلهم ويقدم لهم الحصص بأضعاف ماكان يأخذه في المركز الخاص، فبالتالى المتضرر الوحيد هو المواطن البسيط "، موجها رسالة أخيرة للمحافظ قائلا:"إذا أردت أن تطاع فأمر بما هو مستطاع".

يذكر أن محافظ الغربية أصدر تعليماته بسرعة غلق مراكز الدروس الخصوصية غير المرخصة، وإزالة كافة الإعلانات الموجودة في الشوارع وعلى الحوائط ومراكز الدروس الخصوصية، وتفعيل قرار وزير التربية والتعليم بعمل مجموعات تقوية بالمدارس والاستعانة بأمهر المدرسين في شرح المواد الدراسية حتى يستوعب الطالب دروسه.
الجريدة الرسمية