ويسألونك عن محافظ بورسعيد.. قل: «مجايبك يا محلب»!
فستان «الراقصة» إياها في حفل تكريم «الحسن والحسين» ببورسعيد، لم يكشف عن «فخذ» الفنانة الشابة، بقدر ما كشف عن مساوئ المحافظ اللواء مجدى نصر الدين أمين، وتورطه في الترويج لرجال أعمال تحوم حولهم الشبهات، ومُحرر ضد شركاتهم بلاغات عديدة.
وتبرير المحافظ بأنه لم يكن يعلم أنها «رقاصة»، وأن المحافظة ليس لها دخل في تنظيم الحفل «عذر أقبح من ذنب»، واتهام لسيادته بأنه ليس على دراية بما يتم داخل محافظته، ولا بمَنْ يدير شئونها.
لو كان سيادة المحافظ افتتح مصنعًا جديدًا، ووفر فرص عمل، لصفقنا له.. ولو كان افتتح مدرسة جديدة، وساهم في الحد من الجهل، لأشدنا به.. ولو كان قضى على تفشي الفساد، ومشاكل الإسكان، والنظافة، ومياه الشرب، والصرف الصحي.. لرفعناه على أعناقنا، وهتفنا بحياته.. لكن يبدو أن وقت سيادته مشغول بحفلات التكريم، وليس لديه متسع؛ ليساهم في حل أزمات أبناء المدينة الباسلة.
بالمناسبة.. أنا لست ضد تكريم أي أحد.. ولست ضد تكريم «الراقصة» إياها، ولست مع الإعلاميين الذين هاجموها؛ بسبب ملابسها الفاضحة.. فمن الحماقة أن تطلب من «الرقاصة» أن ترتدي «إسدالًا» وهي تستعرض إمكاناتها في رقصة مثيرة ساخنة!
أيضا.. أنا شخصيًا لستُ ضد أن يشهد المحافظ، أي محافظ، أية احتفالات، ويمنح شهادات تكريم للمتفوقين والمتميزين، وأن يرعى أية مهرجانات من شأنها تثري الحركة الفنية والثقافية والسياحية والاقتصادية داخل المحافظة.. لكن لأن المحافظ «يمثل الدولة»، فهنا يجب أن يحافظ عليها، لا أن يجعل سيرتها على كل لسان.
أما بالنسبة للذين اتهموا المحافظ بـ«تركيز النظر» على أماكن بعينها في أجساد، لا مؤاخذة، الفنانات المكرمات، فتفسيره الوحيد أنه في حفل تكريم شركة «لحوم»، وطبيعي جدًا أن سيادته «يعاين» اللحمة قبل أن يضع عليها «الختم»، أو يسمح للمواطنين «العاديين» بتناولها!
إننا ما كدنا ننسى «الإشارة الخادشة للحياء» لمحافظ الإسماعيلية السابق، اللواء أحمد القصاص، حتى خرج علينا محافظ الدقهلية حسام الدين إمام باتهام «المواطن المزقوق»، ثم تورط محافظ بور سعيد في فضيحة تكريم «الحسن والحسين».. وأمثال هؤلاء سيجعل بعض المتربصين، والمغرضين يقولون لرئيس مجلس الوزراء إبراهيم محلب: «مجايبك يا ريس»!
والأمانة تقتضي أن نقول لك يا ريس: إن السكوت على المسئولين «أصحاب اللسان الطويل، والعيار الفالت، والعيون الزائغة» يخصم من رصيد رئيس الجمهورية لدى محبيه.. وبقاؤهم في مناصبهم يجعلنا نعتقد أن الحكومة وضعت شروطًا جديدة، فيمن يتولى منصبًا تنفيذيًا، على رأسها «الأباحة، والبجاحة، وسلاطة اللسان... وعدم الخبرة»!