حكومة أردوغان ترتمي في أحضان إسرائيل بعد الهزيمة في الانتخابات.. لقاء سري في روما بين مسئولين من الحكومتين لبحث ملف المصالحة.. قناة إسرائيلية: التبادل التجاري بين أنقرة وتل أبيب يسجل أرقاما غير مسبوقة
يبدو أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يرغب في تعويض الخسارة التي تعرض لها بعد الصفعة التي تلقاها، جراء هزيمة حزبه المنكرة في الانتخابات التركية الأخيرة، من خلال عودة العلاقات الدافئة مع الكيان الصهيونى ليرتمى في حضنه من جديد عبر عقد لقاءات سرية بالخارج بين مسئولين حكوميين من كلا الجانبين.
لقاء سرى
وجاء ذلك من خلال ما ذكرته وسائل إعلام إسرائيلية أن مدير عام وزارة الخارجية الإسرائيلية دوري جولد التقى بنظيره التركي سرا في روما وذلك بعد مرور أكثر من عام كامل على وقف المفاوضات بين الطرفين التركي والإسرائيلي للتوصل إلى اتفاق مصالحة بين البلدين التي تدهورت في أعقاب سفن كسر الحصار عن غزة.
وذكرت مصادر إسرائيلية نقلا عن مسئول إسرائيلي رفيع المستوى أن مدير عام وزارة الخارجية الإسرائيلي توجه إلى روما سرا والتقى بنظيره التركي فريدون سينيرلولو المسئول عن الملف الإسرائيلي في الحكومة التركية وهو الذي أدار المفاوضات لإنهاء الأزمة بين البلدين.
ويعد دوري جولد من أكثر المقربين لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إلا أنه لم يبلغ مستشار الأمن القومي الإسرائيلي بالزيارة، كما أن سفره جاء أيضا دون علم المسئول عن ملف الشئون التركية في مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية الذي قاد المفاوضات مع الجانب التركي.
شروط عودة العلاقات
وتركيا لم تمانع عودة العلاقات مع الكيان الصهيونى لكنها وضعت ثلاثة شروط أساسية لعودة العلاقات إلى سابق عهدها وأول هذه الشروط وأهمهما، بحسب وزير الخارجية التركي، الاعتذار عن حادثة السفينة التركية "مرمرة" التي هاجمتها القوات الإسرائيلية لدى محاولتها كسر الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة مما أدى إلى مقتل 9 أتراك.
وقالت الخارجية التركية في هذا الصدد: "كنا نريد اعتذارا بشكل رسمي، وقد تحقق"، وأضافت "كما طلبنا تعويضات لعائلات الأشخاص الذين قتلوا في هذه الحادثة الأليمة، وهو أمر قيد النقاش.
وأوضحت" طالبنا برفع الحصارعن غزة والمدن الفلسطينية التي تتعرض إلى مآسي كبيرة جدا، هذه هي الشروط الثلاثة التي طالبنا بها، وقلنا للإسرائيليين إنه يمكننا أن نتعاون معهم من أجل هذه الأمور".
تبادل تجاري
وكانت تقارير إسرائيلية تحدثت عن أنه على الرغم من فتور العلاقة بين تركيا وإسرائيل منذ عدة سنوات إلا أن التبادل التجاري بين البلدين يسجل أرقاما غير مسبوقة.
وبحسب التقارير فإنه في الوقت الذي يهاجم فيه أردوغان ووزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو السياسة الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين، تتواصل وتيرة الانتعاش الاقتصادي المتبادل.
تناقض المواقف
وأشارت إلى إن الدليل على التناقض الواضح بين الموقف التركي الرسمي والخلفية الاقتصادية التي تنتعش كل يوم، هو قرار وزير الخارجية التركي مولود أوغلو مؤخرًا عدم حضور مؤتمر ميونيخ للأمن في دورته الحادية والخمسين بسبب مشاركة إسرائيل في الجلسة الخاصة بالشرق الأوسط.
وتابعت التقارير بأنه في المقابل فإن الوزير نفسه رأى أن العلاقات الإسرائيلية - التركية يمكن أن تعود إلى طبيعتها، وذلك بعد أن تتحقق بعض الأسس والأمور التي تسعى إليها تركيا، وفي حال تحققت هذه الأمور يمكن أن ترجع المياه إلى مجاريها مع إسرائيل وإلى مستوياتها الطبيعية العادية التي كانت من قبل.
وسجل الميزان التجاري بين إسرائيل وتركيا ارتفاعا بنسبة 25% خلال العامين الأخيرين، بحسب ما ورد على لسان القنصل الإسرائيلي في إسطنبول، شاي كوهين الذي أكد أن إسرائيل أصبحت شريكا تجاريا قويا لتركيا في المنطقة.
تصدير الأسلحة
وتعد تركيا ثاني أكبر بلد ذات أغلبية مسلمة بعد إيران تعترف بإسرائيل عام 1949م، ومنذ ذلك الحين أصبحت إسرائيل هي المورد الرئيسي لحصول تركيا على السلاح، ناهيك عن التعاون العسكري، الدبلوماسي، الإستراتيجي فيما بينهما.
والحديث عن أي صراع أو توترات في العلاقات بين الطرفين فهو عداء وهمي تؤكده التقارير الإسرائيلية المؤخرة عن تزويد تل أبيب بصفقات أسلحة لتركيا، هذا إلى جانب العلاقات الاقتصادية المنتعشة بينهما.
وزودت إسرائيل تركيا مؤخرًا بحسب الإذاعة العبرية بعدد من طائرات «هارون»، وطورا سويًا الدبابة «باتون»، ويرى المراقبون أن البلدين علاقتهما قوية، ولكن «أردوغان» يختلق عداءً وهميًا لخداع مؤيديه.
