رئيس التحرير
عصام كامل

ملوك على عرش التلاوة: الحصري الشيخ "الأول" !


من المستحيل أن يختلط على مستمعي القرآن الكريم صوت الشيخ محمود خليل الحصري..فكان رحمه الله يمتلك أداء متميزا عن كل المقرئين وخصوصا في ترتيل القرآن وليس تجويده بل تميزه يصل إلى حد الالتباس بين الترتيل والتجويد فكانت تلاوته خليطا بديعا بينهما !


ومن حسن حظ جيل الثمانينيات والتسعينيات أن يتذكروا أنه كان الصوت المختار في أغلب المدارس المصرية ليبتدئ به اليوم الدراسي في طابور الصباح وكان صوته سببا في تقريب أجيال المراهقين إلى حب القرآن والاستماع إليه حتى إن الكثيرين كانوا ينتظرون الطابور ليستمتعوا في استماع جماعي لدقائق من ترتيل الشيخ الجليل!

الشيخ الحصري يقع في منزلة كبيرة بين قراء القرآن الكريم إلا أن القدر اختاره ليكون الأول في أشياء كثيرة فهو مثلا قد يكون أول من درس القراءات العشر كلها بتفاصيلها ورواياتها وأسانيدها بل وحصل على شهادة في ذلك وهو أيضا أول من أرسل إلى المسلمين في الهند يعلمهم علوم التلاوة ويقرأ لهم وهو أول من أتم ترتيل القرآن بروايتيه الشهيرتين "حفص عن عاصم" و"ورش عن نافع" وروايتيه غير الشهيرتين والمعتمدتين في المغرب العربي "الون" و"الدوري" وهو أول من اعتمدت على ترتيله إذاعة القرآن الكريم وظل لـ 10 سنوات قارئها الأوحد في القرآن المرتل وهو أيضا أول من سجل المصحف المعلم والذي تذيعه إذاعة القرآن الكريم لمن يبدأون تعلم التلاوة وهو أول من رتل المصحف المفسر للدعاة وهو أول من قرأ بالأمم المتحده بناءً على طلب الوفود الإسلامية هناك وهو أول من قرأ بالقاعتين "الملكية" و"هيوارات" بلندن وهو أول من عمل بالسياسة من بين مقرئي القرآن حيث كان عضوا بالاتحاد الاشتراكي وتحديدا عن لجنة الموسكي وصدر القرار الجمهوري عام 61 بتعيينه شيخا لشيوخ المقارئ المصرية وكان صغيرا في بداية الأربعينيات من عمره ليكون وبجدارة الأول في أمور كثيرة!

رحم الله الشيخ الحصري..وكان رائدا لمدرسة في الأداء والتلاوة لم يسبقه إليها أحد..ولم يستطع أن يقلده فيها أحد..وظل رحمه الله ناظرها ومديرها وعضوها الوحيد!
الجريدة الرسمية