صلاح قبضايا يناجي شهر الصوم

كتب الدكتور صلاح قبضايا، في مجلة «المسلمون»، عام 1985، رسالة يناجي فيها شهر رمضان المعظم.

قال «قبضايا» في رسالته: «إليك ياشهر الصوم أوجه رسالتى هذا الأسبوع.. لقد أتيت تنتزعنا من خضم الحياة التي حولت بعضنا إلى مايشبه التروس الصماء في آلة مجنونة، وجعلت البعض كالقطيع الذي يسير دون أن يدرى إلى أين يتجه.. وكان لابد من وقفة».

وأضاف: «وجاءت الوقفة مع قدومك أيها الشهر الكريم، ففيك نسترجع معنى الحب والعطف، وفيك نستشعر لذة المنح والعطاء، وفيك نتذكر حكمة النقص والحرمان، وفيك نتفهم معنى الصبر والتحمل، وفيك نستعيد معنى القناعة والرضا بعد أن استحوذت على البعض منا شهوة الأخذ والتطلع إلى المزيد».

وتابع «قبضايا»: «فيك تفتح أبواب التوبة، وتصفد الشياطين، وتستغفر الملائكة للذين آمنوا، ربنا وسعت كل شئ رحمة وعلما، فاغفر لمن تابوا واتبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم».

ومضى بالقول: «رمضان شهر القرآن، ومن أراد الدنيا فعليه بالقرآن، ومن أراد الآخرة فعليه بالقرآن.. ومن أرادهما معا فعليه بالقرآن، ياشهر الصيام لقد جعل الله أولك رحمة وأوسطك مغفرة، وآخرك عتق من النار».

واستطرد: «كل ما نعرف من كلمات لايكفى لحصر أفضالك وخيراتك وبركاتك، فأنت شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار.. فلا أوحش الله منك ياشهر الصيام».