رئيس التحرير
عصام كامل

الكوميسا والاتحاد الأفريقي الجديد


قامت مصر بالتوقيع على اتفاقيات الكوميسا، وهذا التجمع الأفريقي الاقتصادي ذات الـ 16 دولة، فماذا استفادت منه مصر منذ توقيع المعاهدة والاتفاقية في 2002 وحتى الآن 2015؟


بمراجعة جميع الأرقام، نجد أن جميع دول اتفاقية الكوميسا قد استفادوا من هذه الاتفاقية فيما عدا مصر، هي الدولة الوحيدة التي لم تستفد من هذه الاتفاقية؛ لأن جميع المستوردين وخاصة مستــوردي الشاى والبن والياميش والدخان والكاكاو والفلفل والأخشاب قاموا بالاستيراد من هذه الدول، وقاموا بإدخال هذه البضائع دون جمارك، ولكن مصر لم تقم بزيادة الصادرات إلى الدول الأفريقية الموقعة على الاتفاقية أي زيادة ملحوظة أو محسوسة، وحتى الآن مصر لم تقم - بصفتها أكبر الدول الأفريقية الموقعة على اتفاقية الكوميسا - بعمل آلية لزيادة الصادرات مثل وجود خطوط ملاحية مع الدول الأفريقية، أو خطوط طيران متواصلة أو وجود آلية للبنوك المصرية في الدول الأفريقية أو وجود أي تواجد لشركات التأمين المصرية في أفريقيا أو وجود شركات مهنية مثل الشركات الهندسية والمحاسبة والمحامين وخلافه في هذه الدول الأفريقية.

حتى الإعلام المصري لم يعد كما كان من قبل خلال فترات الستينيات والسبعينيات؛ حيث كان يوجد إذاعات موجهة إلى الدول الأفريقية وباللهجات العامية هناك، وهو ما يعرف باسم اللهجة السواحلية، كل هذا تقلص وانتهى وأصبح دور مصر هامشيا في هذه الدول الأفريقية، ونجد أن مصر لم تقم مثلا بالتواجد الإعلامي والثقافي في هذه الدول مثل إرسال الأفلام والمسلسلات والمسرحيات المترجمة أو المدبلجة باللهجات الأفريقية؛ حتى يكون هناك تواصل مع هذه الدول، والنتيجة والمحصلة النهائية أن مصر قد أخذت أيضا حتى الآن (مايو 2015) صفرا في موضوع مياه حوض النيل، ونأمل أن يتم تدارك هذه الأخطاء في الفترة المقبلة، وأن تتم مراجعة كل الأخطاء، وأن تقوم السفارات بدورها في هذه الدول.

ونجد أن الحديث حاليًا يجرى عن وجود اندماج لكل الكيانات والاتفاقيات الأفريقية مثل دول الكوميسا ودول الساداك ودول شرق أفريقيا في كيان واحد، وهذا الكيان يفيد جميع الدول الأفريقية بصفة عامة ودول حوض النيل وشرق أفريقيا بصفة خاصة، وفي (10 يونيو 2015) سيتم أول اجتماع لهذه التجمعات الثلاثة، ونأمل أن تستفيد مصر وتستفيد الدول الأفريقية أيضًا من هذا التجمع الأفريقي العملاق والمتنوع.

ونجد أن فرص مصر في الاستفادة أكبر؛ حيث إن مصر تعد (وش أفريقيا) و(ضهر أوربا).. ومصر لها علاقات تجارية مع معظم الدول الأوربية، وتستطيع أن تكون مصر البوابة الشمالية للدخول لأفريقيا، كما أن مصر لها علاقات تاريخية بأفريقيا؛ حيث كانت شركة النصر للتصدير والاستيراد وشركة مصر للتصدير والاستيراد، وهي شركة لها حوالي 25 فرعا في 25 دولة أفريقية، ولذلك فإن علينا أن نعمل بكل جدية في الملف الأفريقي؛ لأننا نرى أن أفريقيا هي المستقبل وهي قاطرة التنمية للاقتصاد المصري.
الجريدة الرسمية