رئيس التحرير
عصام كامل

مطربة مش لابسة...!


يبدو أن معايير الشهرة لأية مطربة في هذه الأيام، ليس من بينها «الموهبة» و«حلاوة الصوت»، أو، إن شئنا الدقة، يحتلان الترتيب الأخير عندها، بينما يأتي قبلهما «الشائعات» المثارة حولها، و«الدعاية» الضخمة، و«تفتيح مخها»، إضافة إلى تقليد الغرب بارتداء كل ما لا علاقة له بـ«ستر اللحمة»؛ لاستقطاب فئة من الجماهير، لا تفرق بين «المطربة» والممثلة في أفلام «البورنو».


نعم.. هذا يحدث الآن، فكثير من الجمهور يذهب إلى الحفلات، أو يشاهد قنوات الأغاني، لا ليستمتع بما تشدو به بعض المطربات، بل ليشبع غرائزه بالنظر إلى مفاتن صاحبة الصوت النشاز، وهي تتمايل على نعيق الموسيقى الصاخبة، وتردد كلمات ذات دلالات إباحية؛ لـ«تضرب حمارين بعصاية واحدة»؛ تكسب المال الحرام؛ وتحقق الشهرة الزائفة.

واللافت أن معظم مطربات هذه الأيام، خاصة الصاعدات منهن، لم تعد المنافسة بينهن على كلمات الأغنية وسمو معانيها، ولا الرسالة التي تحملها، ولا روعة اللحن.. بل على زيادة الإيحاءات التي تخدش الحياء، وتصدم أذن المواطن، بالإضافة إلى زيادة مساحة «العُري» على أجسادهن، لدرجة أن الملابس التي ترتديها في غنائها على «البلاج»، تكاد تكون هي ذاتها التي تظهر بها على شاشة التليفزيون؛ ما يشكل خطرًا على ثقافة الأجيال الحالية والمقبلة.

وإذا كنا نعيب ونلوم على هؤلاء المطربات، فإن اللوم الأكبر يقع على عاتق الإعلاميين الذين يروجون لمثل هذه البضاعة الرديئة، ويحاولون إقناع الجماهير بأن هذه السلعة الفاسدة صالحة للذوق الآدمي، وحجتهم الجاهزة «تشجيع المواهب الشابة»!

وللإعلامي عمرو الليثي الفضل في كتابة هذه السطور، وما دفعني للكتابة.. فقد كنت أتناول الشاي مع أسرتي، وبينما كنت أتنقل بين القنوات استوقفني المطرب فارس، الذي استضافه عمرو في برنامج «بوضوح»، بعد طول غياب عن الساحة الفنية، وشاركته المتسابقة المصرية بمسابقة ستار أكاديمى هذا الموسم «شيرين يحيى»، وظهرت بفستان قصير، أقصر من «نَفَسْ الحكومة في تنفيذ خطط التنمية»، لدرجة أن طفلتي، ذات الأعوام الثلاثة، نبهتني قائلة: إلحق يا بابا.. دي مش لابسة....!

المفاجأة عقدت لساني، ولم أستطع تبرير «ملابس» المطربة، ولا تبرير رداءة «صوتها».. مكتفيًا بإطفاء التليفزيون؛ متحسرًا على «حشمة»، و«وقار»، مطربات «الزمن الجميل» أمثال المطربة «بوسى سمير»، التي كان لها الفضل في «وضع النقط على الحروف»!
الجريدة الرسمية